حَصْلُ إرث
...حتى الولد المُدلَّل
استعجل موت أبيه
حصصه في حياته كبيرة
فربما تصير أكبر
والجار ذو القربى
أراد موته
رغم أنه لم يسجل في حياته عليه أذى
فقد مَلَّ الرتابة في اللطف
قد يكون مجنوناً
فالأهل أولى بمجانينهم
قد يكون ظالماً
وظلم أولي القربى أكثر قسوة
لكن لم يستعن بالغريب إلا أبو رغال
وأحفاد العلقمي
فهي جريمة أكبر من الجنون
والظلم
أما الجار الجُنب
فقد أوحى للراغبين بموته ما أوحى
عسى أن يَرِثَه أهبل
فيؤول من نصيبه ما يؤول
تأخر الأب في الموت
واحتاط لمن سيدس له السُّم
فنقَّى أعوانه وحُرَّاسه
وامتنع عن المجاملات
طالب الجيران الجُنب بالحَجر عليه
فهو خطرٌ على أولاده!
تبرَّع شُهود الزور بالإدلاء بأقوالهم
فوضعوا الفهارس لظلمه
ألصقوا صوراً لرأسه
حتى من غرف العمليات
وصفحات الحوادث والجرائم
نسبوها له
تفاهم الكبار على صفقات
هو جزءٌ منها
ففكوا علاقاتهم معه
ودسُّوا له سم الصديق
لم يستطع قاضي القضاة توزيع الإرث
فالمسّاحون تاهوا بأدواتهم
والصرَّافون أخفوا قيم النقد
وصاغة الذهب صهروه
بحث أعداء الولد المُدلل عن وسيلة تلحقه بأبيه
رحل الجار ذو القربى من هول الحدث
وحل محله الجار الجنب
تبدد الإرث فلم يعد
وساد الوجوم من السعير
فلا الورثة الشرعيون راضون
ولا المزيفون قانعون
فتأجلت جلسة النطق بالحكم