سياسة العصا والجزرة وخيارات الفلسطينيين/ مصطفى ابراهيم
20/8/2016


“خطة العُصي، الضربات والجزر” ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التي أعلن عنها وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تهدف إلى تغيير الواقع السياسي والأمني في الضفة الغربية، وأن المبدأ الذي يوجه الخطة هو أن “من لديه إستعداد للتعايش مع إسرائيل سيربح، ومن يؤيد الإرهاب سيخسر. وهكذا، مثلا، ستُمنح إمتيازات للبلدات التي لا يخرج منها منفذو عمليات، وبالمقابل ستزداد العقوبات للقرى والحمائل التي يخرج منها مخربون وستُسحب منهم تصاريح العمل. كما ستُسحب امتيازات من قياديين فلسطينيين يؤيدون الإرهاب”.


وسيتم إنشاء موقع الكتروني إخباري لمخاطبة الفلسطينيين مباشرة، وسيتم وضع قائمة بأسماء شخصيات، أكاديمية ورجال أعمال، ستجري إسرائيل اتصالات معها ‘من أجل تجاوز السلطة الفلسطينية ورئيسها “محمود عباس”، ليبرمان قال أنه ‘بإمكاننا إجراء حوار ليس بواسطة أبو مازن لأنه عقبة ولا يساعد’. وأن “هذه الخطوة ليست مرتبطة بصراعات خلافة عباس ولا مصلحة لدينا للتدخل فيها.هذه الخطة ليست ماركة مسجلة باسم وزير الأمن ليبرمان هي سياسة الإحتلال منذ وضع أقدامه غصباً وقهراُ على أرض فلسطين تتبعها جميع الحكومات المتعاقبة حسب إستراتيجية أمنية وسياسية تمارسها وتنفذها كل حكومة حسب توجهاتها الأيديولوجية والتي لا فرق كبير بينها، فهم متساوون في ممارسة العنصرية والفاشية وسرقة الأرض وإرتكاب الجرائم وسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة “القدس والضفة وغزة وفلسطيني الداخل” وحتى الذين هجروا قسرا ويعيشوا في المنافي.ليبرمان لم يخترع القمر إنما هو يعمل ضمن إستراتيجية الحكومة والجيش وأجهزة الأمن توصي وتنفذ وما ليبرمان إلا جزء من تلك السياسة التي تسميها إسرائيل العصا والجزرة، وسماها ليبرمان “خطة العُصي، الضربات والجزر”.إسرائيل عصاها طويلة وغليظة وتدرك أن الفلسطينيين حطموا العصا أكثر من مرة حتى وهم ضعفاء. الفلسطينيون يعيشوا الأن حال من التيه والإنقسام وغياب الرؤية ولم يدركوا بعد أن سياسة ليبرمان هي السياسة القائمة الجديدة القديمة، وتستخدمها إسرائيل بعناية فائقة في كل زمان ومكان، وهي لا تستهدف غزة أو الضفة فقط، إنما تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني برمته.وليس كما يشاع ويقال في محاولة لتقزيم المشروع الوطني بشخص أو فصيل، بان ليبرمان يستهدف القيادة الفلسطينية، هو وحكومته يستغل هذا الحال وخلافات الخلافة وما بعد الرئيس عباس لفرض واقع جديد واستهداف المؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني.وفي واقع التيه والضعف الذي يعيشه الفلسطينيون تحاول اسرائيل إخافتهم عبر ليبرمان الذي يحاول ترك بصمته بعنصرية وفاشية وترويع الفلسطينيين. ومع الأخذ بالإعتبار عدم الإستهتار بهذه السياسة والتي خبرها الفلسطينيين جيداً والمنهمكين في هذه الفترة بالتحضير وخوض إنتخابات محلية بعض مؤشراتها قد تعمق الإنقسام والفرقة والفصل ومؤشرات أخرى ضعيفة قد تؤسس لمصالحة مع أن هذا غير واضح.إن لم يواجهوا هذه السياسة موحدين ليجبروا ليبرمان ومن خلفه نتانياهو على الإعتراف بحقوقهم، فسينجح ليبرمان في فرض عضلاته وفي الحد الأدنى التمييز بين فلسطيني جيد وفلسطيني “ارهابي”، كما هو حاصل الآن من خلال التسهيلات التي تقدمها إسرائيل حسب سياستها لغزة والضفة، والمعاملة الخاصة لبعض مدن الضفة التي تحظى بمعاملة خاصة لغاية ما تثبت العكس.في الوقت ذاته يقوم بحصار قرى ومدن وعزلها، وما تصاريح الـ “في أي بي” وما يجري من عقاب جماعي والإعتقالات وهدم البيوت والتمييز بين مناطق “أ. ب. ج”، وفي ذات الوقا تغض إسرائيل البصر عن ٥٠ ألف عامل يعملوا في إسرائيل بدون تصاريح حسب ما صرح به رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي غادي إيزنكوت.وما يجري مع غزة وحصارها وابتزاز تجارها ومرضاها ومواطنيها والتحريض على منظمات حقوق الانسان الفلسطينية وتهديد العاملين فيها والهجوم الشرس ضد المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي وعرقلة عملها، إلا خير دليل على ذلك. الفلسطينيون لديهم القدرة على مواجهة سياسة إسرائيل وكسرها، لكن في غياب موقف سياسي وطني والبدء بخطوات لمواجهة ذلك سيكون الوضع صعب.