منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    ثقافتنا تغير شكلها

    ثقافتنا تغير شكلها


    بقلم: نبيل عودة

    حادث إعلامي ثقافي صغير، ولكنه يحمل مضامين هامة عن حالة الثقافة في المجتمع العربي داخل إسرائيل.
    حقاً لفت الخبر- الحادث الذي وزعه الإعلامي نادر أبو تامر عن حديث ضيفه " أوراق"، برنامجه في راديو إسرائيل بالعربية ، الكاتبة والشاعرة ركاز فاعور من شعب، انتباهي حول ما قالته في برنامجه بوضوح نادر في ثقافتنا، قالت: "الأدباء والشعراء والكتاب كاذبون".
    هذه الجملة لم ترق للعديد من المبدعين فاتصلوا يحتجون، والأجمل أنها قرأت في نفس البرنامج الذي ألقت فيه قنبلتها قصيدة ترثي فيها نفسها.
    خبر عادي قد يتجاوزه القارئ، أو المستمع ، ولكنه خبر يعبر عن واقعنا المأزوم ثقافياً.
    ركاز فاعور، قد تكون عبرت بشكل مباشر وبسيط عما نعيشه من أجواء مرضية تحبط ثقافتنا المحلية.
    ركاز لم تلجأ إلى الأسلوب "الدبلوماسي الثقافي" وهذا يشير إلى عمق الظاهرة المرضية، التي تجعل مثقفة شابة تفجر السكون بهذا العنف.
    لم أتردد حين قررت أن أجعل من حملتها موضوعاً لمقالتي، وليس من طبيعتي أن أخفي آرائي حول حال الإبداع في مجتمعنا.. رغم ما سببته لي صراحتي من مشاكل وتهجمات شخصية.
    حقاً، قد تجد ركاز نقاداً جاهزبن شخصياً، وبنصوص جاهزة على رفوفهم، لنقد ما تكتبه،ومسبقاً أعرف صيغة المقدمة النقدية، وكلمات المديح وربما تجد "خيمة ثقافية" تنظم لها أمسية بمشاركة عدد معروف ومحدد مسبقاً من الأسماء، ومعروف نوع الجمل سلفاً أيضاً.
    لم أقرأ كتابات ركاز للأسف، ولا أكتب لأقلل من شان ابداعها، فانا لا يمكن ان أحكم على ابداع لم أقرأه،كما يفعل الشاطرين- المخربين في ثقافتنا. إنما أكتب لأدعم موقفها وألمها الذي عبرت عنه بمصداقية كبيرة وبكلمات مباشرة بسيطة.
    أبناء جيلي تجاوزوا أزمة التجاهل، التي كادت أن تشل نشاطنا الإبداعي، واليوم، لا أحمل السلم بالعرض بالصدفة، بل بسبب معرفة عميقة للبضاعة النقدية على وجه الخصوص، وحالة الإبداع بشكل عام، وما يسود ثقافتنا اليوم من أجواء ثقافية مريضة .
    أحدهم ينتفخ وراء ألقاب مضحكة تجاوزها الزمن. آخر يتربع بعناد على حمار النقد ، يسقط الحمار أرضاً من ثقل أوراق النقد الجاهزة للكتب التي ستصدر خلال القرن الحادي والعشرين كله، وهذه ظاهرة سبقنا فيها كل الآداب العالمية، وكل حركات النقد من مختلف مدارسها. ثالث صمت وهراً، خوفاً من الحكم العسكري في البداية، ثم خوفاً على وظيفته المدرسية، وعندما تقاعد صار شيخ الوطنية، ولا يقلي بيضة إلا بالشعر الوطني!! مؤسسات تقام، تجني الأموال باسم الثقافة، والثقافة تنعي نفسها، تماماً كما نعت ركاز فاعور نفسها قبل أن ترمي قنبلتها الثقافية: "الأدباء والشعراء والكتاب كاذبون" .
    حتى الندوات أضحت حلقات مغلقة، لكل مؤسسة زبائنها. لا يا ركاز، ليسوا كاذبون، الكذب أكبر منهم، أخالفك فقط بأنك لم تضيفي أنهم "أميون" أي لا يقرأون. ولا تصابي بالمفاجأة أنهم "يكتبون". الكتابة لم تعد رد فعل على القراءة!!
    وأذكرك أن أحد التافهين تساءل إذا كنت سأنجح بامتحان الإملاء، محاولا الرد غير المباشر على توصيفي للحالة المرضية التي يشكل حضرته صورة كئيبة منها!!
    واقع ثقافتنا يذكرني بحكاية ذلك الإنسان الذي وصل جيل التقاعد (منتهى الإبداع) وقرر أن الوقت قد حان لمرحلة التمتع بما أبدع في حياته العملية، فها هم الزرازير الثقافية،التي توهمت انها صارت شواهين الثقافة، تتناوله كتابة وخطابه، حتى كارهيه صاروا يتحذلقون ويربطون أنفسهم بما أبدعه، لعل ذلك يكسبهم الشرف الضائع.
    وهو إنسان عاش بالظل وسره أن آلاف المتحذلقين وجدوا به ضالتهم، وصاروا يفسرون ما لا يفهم من طلاسمة لذا قرر أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، بتمتع بما أنجزه، يعطي صياغة جديدة لحياته، وصياغة جديدة لشكله.
    أولا ذهب إلى الحلاق وطالبه بقصة شعر شبابية، ثانياً ذهب إلى الخياط، وأصر على بدلات ذات تفصيلات رياضية تظهره أصغر بعقد أو عقدين من السنين. ثالثاً قفز في طريقه إلى محل العطور باحثاً عن عطر يكثر استعماله الشباب ويترك أثره على الأديبات. رابعاً نظاراته الطبية باتت مزعجة وتثقل على أرنبة أنفه فسارع الى استبدالها بعدسات لاصقة، خامساً رأى أن بطنه بدأت تميل للانتفاخ بسبب الراحة من العمل، والأكل الطيب، فانضم إلى نادي رياضي، وبدأت عضلاته تقوى وبطنه تنخفض ثم تختفي تماماً مما أسعده وطمأنه أن حياته الجديدة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانجاز، ولكنه أخيراً انتبه أن أحذيته التي يستعملها تختلف عن موديلات الشباب وذات "البوز" الرفيع، فأسرع إلى محل الأحذية، ليتخلص فوراً من الحذاء الثقيل، محلياً قدميه بنوعية فاخرة من صناعة الأحذية الايطالية، مما يجعل كتبة النقد يضيفون إلى شعره صفة الحداثة ، وما بعد الحداثة!!
    ماذا تبقى لتكتمل المعادلة؟!
    سأل نفسه مفكراً متأملاً شكلة المنعكس في المرآة.
    وفجأة انتبه الى أنه ما زال يحمل نفس قلم الحبر القديم فسارع الى قذفه بسلة المهملات، وطار راكضاً الى أقرب مكتبة يبحث عن قلم حديث ملائم لمرحلة حياته الجديدة، لأن للقلم قيمة ثقافية، تضفي نفسها على حامله حين يظهر في الندوات.
    وهكذا أيقن أنه أنجز كل التغيير المرجو في حياته، وأصبح نجماً للمنابر والمجلات، أسوة بجميلات لبنان... مما يضفي سحراً على مظهره الثقافي الجديد من بوز حذائه حتى شعرات رأسه المصبوغة بالأسود تأكيداً على شبابه. ولكن الفرحة انقطعت في ساعة سوء نادرة.
    كان خارجاً لتوه من محل تصفيف للشعر، حيث انتبه أن شعر حاجبيه يحتاج إلى قص للشعرات النافرة، حتى بدون إذن من وزارة الزراعة.
    وهو يخطو بسعادة وثقة في الشارع، شعر بصدمة قوية وآلام شديدة عنيفة تخترق جسده وتحيله كومة دامية أمام عجلات سيارة، لم تنتبه إليه وهو يقطع الشارع ..
    عاد إليه وعيه للحظة فنظر إلى السماء متسائلاً:
    - لماذا يا الله... الآن تقتلني وأنا في قمة سعادتي؟!
    وجاءه صوت من السماء... لم يسمعه ألا هو:
    - آسف يا عزيزي، لم أعرفك بشكلك الجديد!!
    أجل يا ركاز أنا أيضاً لا أعرف ثقافتنا بشكلها الجديد!!

    nabiloudeh@gmail.com

  2. #2

    رد: ثقافتنا تغير شكلها

    السلام عليكم
    ربما هو التغريب الذي نسمع عنه ويحاول طمس هويتنا
    الف شكر استاذة ملدا

  3. #3

    رد: ثقافتنا تغير شكلها

    نعم استاذ معاذ وشكرا لاهتمامك
    تحيتي

  4. #4

    رد: ثقافتنا تغير شكلها

    الكذب والنفاق صار جزء من شخصية الاديب إلا ما ندر
    ذلك ان اعلامنا الادبي هو بحد ذاته اعلام كاذب لا يريد إلا أدباء الحكومة ومثقفي الحكومة
    ولا يريد شعراء احرار يكتبون ما يشتهون ويهيمون في كل الوديان

  5. #5

    رد: ثقافتنا تغير شكلها

    الصحافة بيت دعارة كبير !هادي جلو مرعي سألوا (قحبة محترفة) عن نسب أولادها الثلاثة ومن آباؤهم فقالت..واحد .ش. وواحد .م. وواحد .س. ,ولو كان لديها ولد رابع لقالت إن أباه .ص.ح.ف.ي.!ظاهرة مفجعة ..تمثلت في حفلات تكريم الصحفيين العراقيين من قبل منظمات وصحف ومجلات على أساس المحسوبية لتقدم لهم (دروع الكلاوات) كما وصفها زميلي متقلب المزاج في مقال له ,ثم فوجئت به يتسلم درعا منها في المسرح الوطني بناءا على إتفاقات مسبقة, وعادة يتم التقييم على أساس النقاط لا على أساس الجلوس في ركن من أركان نقابة الصحفيين أو في مكان آخر من بغداد المفجوعة بأبنائها المتلونين!أشعر بالندم على مواقف عديدة إتخذتها ودافعت عن جهات إعلامية وأشخاص وهم لايستحقون ,وكنت فعلت شيئا كبيرا حين أشهرت حذائي في مواجهة الرواتب الوفيرة مقابل المبدأ الذي يدوسه السياسيون والصحفيون والمسؤولون بأقدامهم ! بالفعل هذا هو الحال في الوسط الصحفي العراقي , وليس فيه فحسب, فهو حال الصحفيين العرب أيضا , وأثبتت الوقائع إن (فيفي عبدة) أشرف وأطهر بكثير من العاملين في بعض الفضائيات المصرية حين حولوا الشعب الى مجرد قطاع طرق ومخربين , والجياع ليس أكثر من عملاء لجهات خارجية!والمعتصمين في ميدان التحرير ليسوا سوى مجاميع من الشباب التافه ,أو ( إشوية عيال صايعين) كما وصفهم الكذاب ( نبيل لوقا) عضو لجنة الإعلام في مجلس الشعب ,ثم سرعان ماتحول بشكل غريب خلال اليومين الماضيين وهو يرى اللواء عمر سليمان يفاوض هولاء العيال ليقول إن كل شئ يمكن ان يحل بالحوار ...ثم يمط الكلمة على الطريقة الصعيدية!في العراق, وقبل 2003 كان الحال غير مختلف بكثير عنه بعد هذا العام ,فالذين صوروا أبناء الجنوب إنهم مجرد أناس قذرين جاءت بهم بريطانيا من الهند وأسكنتهم العراق ,ووصموهم بأشد الأوصاف سلبية ودناءة لمجرد ان صدام إستذلهم وأهان كرامتهم وداس رؤوسهم ببساطيل جنوده القادمين من أرياف وبوادي التخلف والهمجية , هم انفسهم والآن يتملقون السلطة ويناورون معها لعلها تلتفت غليهم ويشاغبون معها فتجدهم يشتمون الحكومة ويصمونها بالتخلف والفشل ثم لايتورعون عن التواصل معها بطرق شتى ومن قنوات تختلف تسمياتها وكلها تؤدي في النهاية الى ( روما )..صحفي يرفض أن يحصل على هوية نقابية ويدعي إنه لايتشرف بها وعليها توقيع فلان ثم يتواصل معه بطريقة ممجوجة ويامل الحصول على بعض المنافع المادية..صحفيون يسلقون الحكومة ويسبونها على الفضائيات ,وتسارع جهة ما لشراء ذممهم بوظيفة وبمال وبمنصب ما ويسكتوا.صحفيون يتقاسمون الشتائم بينهم ثم يلتقون كأحبة وكانوا من مدة يتصارعون صراع الديكة في ساحة الميدان!وصدق القائل ,إن مثلكم أنتم الصحفيين كمثل العاهرات,يتخاصمن ولايتقاطعن.البعض من الصحفيين يميلون مع السلطة أين تميل ,والبعض يميل مع مصلحته الوسخة أين تميل ولا أهمية لديه للأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العالية التي تحكم سلوك وتوجه الإنسان.الصحفيون العرب ضربوا أسوأ الأمثلة في موالاة الدكتاتوريات من بغداد الى القاهرة وليس بعيدا عن تونس والجزائر والخليج وبلاد الشام.وإختلط الحابل بالنابل ولم تعد تعرف من هو الشريف ومن هو الوضيع.ليس غريبا على الصحفيين العراقيين أن يمارسوا أسوأ الممارسات من أجل الإرتزاق الرخيص كما حصل في الإنتخابات الماضية حين ذهب كل واحد منهم بإتجاه وصار يدعو ويروج لهذا الحزب وذاك الزعيم السياسي الفاشل.وكما يحصل من بعضهم حين يمارسون سياسة التغليس ولايبدون أي رفض لعنجهية حاكم مصر ! وربما يعود السبب الى خشيتهم من القنصل المصري في بغداد أن لايمنحهم الفيزا ليذهبوا الى القاهرة بحثا عن النساء الساقطات في شارع الهرم وسواه من شوارع المجون التي ترصف على أكتاف الشعب المصري المسحوق !من حق الناس أن تتساءل وتستغرب كما في سؤال الصديق علي الراوي الذي سألني وقال.والله تاهت علينا وياكم أنتم الصحفيين كل يوم برأي!!!كل يوم براي ونحن لسنا من أصحاب المواقف فالنفاق سمة في العمل الصحفي للأسف..ملاحظة..أرجو من الزملاء الصحفيين ان لايراجعوني في هذا المقال لأنني سأرد بطريقة سيئة وجارحة للغاية ( أنا أمتلك الأدلة)..hadeejalu@yahoo.com

    Hadee Jalu Maree
    Journalistic Freedoms Observetory J.F.O


    Media Advisor for CMC
    Journalist & Writer


    009647901645028
    009647702593694

    ***********
    مامدى صحة ما قيل هنا؟عموما؟

    مقال لافت..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. فرشت هيلاري شكلها .. شوي و بينزل الختيار
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-14-2016, 06:13 AM
  2. ثقافتنا - نعم للتفاعل ** لا للذوبان - بقلم / طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 03:21 AM
  3. سيظل القدس بنبضتنا يحيا في عمق ثقافتنا // شعر : صبري الصبري
    بواسطة صبري الصبري في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-24-2009, 05:32 AM
  4. أوف سايد .. يا ثقافتنا؟!
    بواسطة سامي حسون في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-29-2007, 09:26 AM
  5. بناء ثقافتنا والحفاظ عليها
    بواسطة كرم المصرى في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-22-2007, 09:06 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •