إذاعة البيبيسي والاستفتاءات السخيفة
السلام عليكم
مقالي هذا ليس من باب التهكم ولامصادرة الرأي ولا حتى التقييم لإذاعة عريقة , إنما هو لوضع بعض نقاط على حروف ربما لايفطن لها الكثير من المتابعين النهمين لهذه الإذاعة القوية.
يطالعنا يوميا تقريبا كثير من الاستفتاءات التي لو أمعنا النظر فيها قليلا لوجدناها قمة في الهامشية والسخف, علاقة الرجل بالمرأة من زوايا غائبة عنا , علاقة الشرطة بالشعب والفجوة الحاصلة المثليين وآلامهم.. مضاعفات عمليات التجميل ..الخ..
مما يجعلنا نتساءل هل هي أسئلة مهمة ونحن شرقيون والإذاعة بلغتها العربية تعتبر موجهة لنا؟
ربما هناك استفتاءات حازت على القبول بطريقة ما , وغيرها من مواضيع رغم أهميتها إلا انها لاتهم إلا شريحة خاصة توضع تحت مبضع التشريح الصحفي عنوة...وهي ذاتها ما جلبت اهتمامنا لأنها جديدة وغير مسبوقة ولافتة وجرئية , رغم أنها ليست كفكرة ضمن حيز اهتمامنا اليومي.
لكن الحقيقة الخفية غير ذلك, وأظن الأمر ليس هكذا تماما على الأرجح, فمعظم الدراسات الهامة و الصميمية تبدأ بالبحث عن الآراء العامة وآراء الشارع العربي او الشعب المراد جمع الإحصائيات عنه, ومن ثم تقام الدراسات تبعا لطريقة التفكير لديهم,فالغرب آخر من يضيع الوقت على تلك الترهات , ببنما نحن كعرب شرقيين وباحثين قلما نبحث في الإحصائيات والآراء الميدانية الهامة والتي تبنى من خلالها مراكز وأبحاث تقدم الجديد الهام الذي نتلقفه بعد ذلك بنهم..
المهم في تلك مقارنة ,أن أبحاثنا تغوص في مواضيعنا الوجيهة دون حل وإن وجدنا حل , لاقتنا جدران كثيرة أوقفت بحثنا الدائب فما نفع حواراتنا وأبحاثنا ومقالاتنا إذن؟ وماذا نفعل بها بعد النشر؟وهذا سؤال هام واجهته من جمهور جامعي عريض تقاعس عن حضور الأمسيات الشعرية والأدبية ومطالعة الدراسات العميقة الأثر,والتي تحتاج فضاء واسعا للتطبيق ,( ورغم هذا لايمكن الاستغناء عنها او إهمالها بحال),قائلا:
- وماذا بعد وماذا قدم الأدب لقضيتنا مقارنة؟و غالبا والتي تضع ملحا على الجراح دون دواء شاف.
حقيقة يجب أن نبحث في تلافيف عقلهم وكيف يفكرون مثلهم تماما, لكي نحرر تفكيرنا المنطوي والذي يدور في نفس الدائرة ولايتعدى جدار الوطن إلا لو رضي عنه الغرب!, هم يبدؤون من الحياة العملية للأبحاث ونحن نبدأ من النظريات القديمة للحياة العملية فماهي مقومات البحث الإيجابية والعملية برأي القارئ الكريم؟؟.
راسلت مترجما من إذاعة البيبيسي كي يمر بموقعنا الكريم , ورغم أنه ؟أبدى ارتياحه وغبطته بإنجازنا الهام,إلا أنه واجهنا بخوفه وتوجسه من دخوله إلينا لأن لنا بعض صبغة دينية!
في الحقيقة باتت صبغتنا الدينية في عصر الاستعمار الفكري الخفي تهمة وإدانة لأنهم لايهتمون للتيار الديني الوسطي لانه يكشفهم ويدينهم, هم يدعون التقدم والحضارة بعد تحررهم من الكنيسة,واللإفادة من تجارب الشعوب, لكننا لو نملك برنامجامتكاملا لاكتسحناهم لذا فنحن محط تحطيم من خلال تياراتنا المتطرفة.
في الحقيقة وقبل أن نتابع تفكيرهم , يجب أن نتابع وندخل تعاريج إنجازاتهم أكثر ونححلها بصبر, ونعرف الديناميكية الصحفية التي يمارسونها للفت الانتباه إليهم ,يختبرون نبض الفكر الميداني لدينا , ويلوثون بياض العمل النظيف,و ليجمعوا معلومات خطيرة نعتبرها نحن بنظرنا هامشية,ربما يستطيعون من خلالها الاختراق بعد الاختراق,ونحن مازلنا في طور التصفيق والتشجيع الأحمق.
رغم أننا نملك من الأسلحة المثلمة ما يجعلهم كل يوم يحاولنا نزعها من جديد ومن جذورها.
ماذكرناه لايمت بصلة فقط لتلك الإذاعة العريقة فقط التي يجب ان نتعلم منها, إنما لكل إذاعة وقناة فضائية مازلنا نصفق لها بسذاجة.
ريمه الخاني 21-2-2012