المخبر

[رمزت ابراهيم عليا]

المخبر

من جلد ِ عقاربَ مصنوعٌ ذاكَ الوجهُ المؤذي
أم من جلد الخنزير البري النافق؟
صنعتهُ أيدي الإسكافيِّ الجاهلِ مهنتهُ
فبدا كحذاء ٍ مرمى ضمنَ نفاياتٍ نتقزز منها
تتناوب في تشويه البشرة موجات من برد أو من حر الصيف
وحراشف رقْبته من بعض بقايا حردون ـ1ـ دهسته سنابك خيل سباق
والعين الأولى تنظر بلهاءً لتفاهات المنظر
والعين الأخرى في جهة أخرى تتقيأ قبح جفون
في سحنته عفنٌ يتراكم من أزمان الموت
ولزوجة بشرته ِ تتقزّز منها نفسٌ تأبى لمْسَ البزّاق ـ2ـ الميتْ
والوجنة ناتئة ٌكبقايا عظمة ِبغل ٍ مرميٍّ رفضتها كلُّ ضباع ِ الأرضْ
ويسيرُ كما الأفعى يتسللُ ملتويا من دون هسيسْ
تتبرقع سحنته ُمثل الحرباءِ تشوّهُ تلوينَ الغصن ِ الأخضرْ
يتشنجُ فيه الفكُّ فيرسمُ تكشيراتِ الفأر المذعورْ
أو يبدو مثلَ نعومة جلدِ الثعبان ِ المقشورْ؟
ماذا مخبوءٌ خلفَ طحالب ِ ذاك الوجه ْ
من شؤم زمان منكسرٍ في أسفل ِأحذية الشجعانْ؟
تتناثرُ من أهداب ٍمثقلة ٍبالذلِّ سهامُ القنفذ مذعورا من زَرقة ـ 3 ـ نسرْ
تتساقط ُمن تحت الجفن ِ السفليِّ قراداتٌ ـ 4ـ حينَ امتصت قطرات ٍمن دمه ِ المشحون ِ بذاك السم ْ
وتفضل ُأن تبقى في إست ِحمارٍ شارد
ويقابل ُبعضا من أسياد ِ القوم المنكفئين على كرسيِّ العهرْ
فيموءُ ويلحس أحذية ًجربى
تتلاقى تشويهاتُ الوجه تعانقُ لمعة كعب السيد ْ
ويظلُّ يحقره فالسيدُ أدرى بالنفس ِ المهزوزة ِ
في تعقيدات المخبرْ
1ــ الحردون: نوع من السحالي له حراشف يتغذى على النحل ومربي النحل يكافحونه
2ــالبزاق : من فصيلة الرخويات قد يكون لها قوقعة أو لا وتترك أثرا لامعا في طريها
3 ــ زرقة الطير : بفتح الزاي عندما يرمي نفايته وهو في الجو
4 ــقرادة : حشرة طفيلية تعلق تحت ذيل بعض الحيوانات تمتص الدماء

[ريمه الخاني]

نص لافت قوي ومعان ربما يفهمها كل على هواه باجتهاد وتفسير...
لفت نظري تسكين كلمة نسرْ..
تحيتي لك وتثبيت
واهلا بعودتك لنا مرة أخرى

[عبد الرحيم محمود]

فتحت مصاريع الأبواب على اتساعها
ليدخل منها كل من رغب ، فالغموض
الذي كتبت به يجعل للقصيدة صورا
تنعكس بما لا يحصى في مرآة كل من
يمر من هنا / تحيتي .

[مصطفى السنجاري]

وصف رائع للمخبر السري

ذكرتني بالسياب

وهو يصفه ويدخل في أساريره

تحياتي لك أيها الشاعر المتميز

يا صديقي الثر الباذخ

[راما]

كان نصا قويا فيه من القوة الكثير..
لقد كنت مختلفا فيها جدا.. شاعرنا العزيز.
سررت بالمرور هنا
راما