نعمة الأقدار
عبد الملك الخديدي



ملأتْ فؤادَك نعمةُ الأقدار
بمودةٍ حرَّى قضاها الباري
هيَ رحمةٌ تُجزى وفيضُ سعادةٍ
وملاذُ نفسٍ من أذى الأكدارِ
وهديّةُ الرحمنِ حينَ أرادها
سكناً لروحِك بهجةً للدارِ
وظِلالُ بيتكَ لو أتيتَ مهاجراً
من حرٍّ يومٍ عاتيَ الإعصارٍ
وحديثُ أنسِ بالحلالِ تُصيغهُ
تلقيهِ سحراً منْ سنا الأشعارِ
ولباسُ دفءٍ بالعفافِ مطرَّزٌ
يحميكَ منْ بردِ الشتاءِ الضاري
وهجٌ بديعٌ في الحياةِ كأنما
شمسُ الصباحِ تُطلُّ بالأنوارِ
بـر ُّ النساءِ فضيّلةٌ نبويَّةٌ
والخيرُ دوماً في رُؤى المختارِ
لا تعطِ قدراً للذينَ توارثوا
قهرَ النساءِ وحِدةَ الأفكارِ
يرضونَ منْ بعضِ الجمالِ قشورَهُ
ويُروِّعونَ شقائقَ الأحرارِ
الوردُ يذبلُ إنْ منعتَ رُواءَهُ
ويزيدُ حسناً في النسيمِ الجاري
والنفسُ تخبو حينَ تُسقى علقماً
فاروِ النفوسَ بهمسةِ الأبرارِ
وانعَمْ بوردتكَ الجميلةِ واسقِها
غيثاً هنيئاً طيِّبَ الأوطارِ
هيَ منْ أتاكَ بزينةِ الدنيا فكنْ
للقادمينَ سفينة الأخيارِ
-------------------