نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


صلى أحمد الفجر ، ثم جلس كعادته يتلو القرآن ؛ يتدبره ويحبره إلى أن استيقظ ابنه عدنان
مشى إلى مسجد أبيه بهدوء ، كالمسلس قياده لسائق لطيف رفيق
ثم جلس في حجر أبيه ساكنا ، لا يقطع غمرة الخشوع المهيمن بحركة إلى أن أنهى أبوه التلاوة
ثم قبله قبلة الصباح ، وخاطبه : أريد مصحفا صغيرا مثلي يا أبي .
تبسم أبو عدنان ، وأوقف ابنه رافعا بصره إليه : لديك مصحف صغير يا بني ، أين هو ؟
- تركته أمس في المسجد .
- هيا توضأ وصل ، ثم الحق بمصحفك .
وفي اليوم التالي طلب عدنان من أبيه نفس الطلب ، فلما توضأ وصلى صحبه إلى الإمام .
أخبره بما جرى ، وقال : أرأيت يا أبا محمد ؛ عدنان مصر على أن يكون له مصحفان ! ..
أجابه الإمام : عجبا ! .. مع أنه جاد ، ملازم للحفظ والقراءة هنا ، لا يغفل ولا يلهو ..
ثم استطرد : لعله يريد تقليدك ، فيكون في يديه مصحف في نفس الوقت الذي تقرأ فيه ....
قال أبو عدنان : ربما ...
ثم سكت طويلا - وصوت قراءة الأطفال العالي يقطع تفكره - ، وسأل أبا محمد :
أترى حصة الإقراء والتحفيظ مستغرقة لمناحي التطلع لدى الطفل المتعلم ؟ ..
ألا يحتاج إلى حصة أخرى على هامش الأولى ؛ يلقن فيها تلاوة التدبر أيضا ؟ ..
أطرق الإمام أيضا متفكرا ، ثم قال : بلى والله .. ، وتلك رجوى ابنك عدنان ..
لقد حاز مصحف القراءة ، ويطلب مصحف الخشوع .