أوائل سورة مريم.. تناسق هرموني وبيان بديع


ربطت بين البلاغة والعلم.. دراسة:
أوائل سورة مريم.. تناسق هرموني وبيان بديع
سماح رحمة الله أحمد
كلية العلوم الطبية التطبيقية
قسم صحة المجتمع ـ تثقيف صحي

القرآن الكريم أساس العلم.. هكذا يقول العلماء وقد أثبت العلم الحديث صحة ما يقولون، دراسة علمية تتناول موضوع التناسق الهرموني في أوائل سورة مريم للباحثة سماح رحمة الله أحمد، كلية العلوم التطبيقية تحاول الباحثة من خلالها سبر أغوار محتواها الدلالي وربطها بعلوم الطب.
يقول الله تعالى في كتابه الحكيم: (كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداء خفيا، قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا، وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا، يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا، قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيا) سورة مريم.
وفي هذه الآيات روائع التعبير القرآني اللفظي، إلى جانب جمال اللغة مع الدقة العلمية المتناهية المتعلقة بموضوع طب حساس جداً، وهو النظام الهرموني العصبي في جسم الإنسان، ويتبين لنا من الآيات خمس أعراض طبية لدى رجل واحد وهي تتعلق بعدة تخصصات كما يلي:
- وهن العظام: وهو يختص بعلم العظام.
- شيب الرأس: وهو يختص بعلم الجلد.
- الخوف: وهو يختص بعلم الأعصاب وعلم النفس.
- ضعف الخصوبة: وهو يختص بعلم الخصوبة والأمراض التناسلية.
- الكبر الشديد: وهذا يختص بعلم الشيخوخة.
هنا سؤال علمي هل هناك رابط بين هذه الأعراض ولماذا هذه الأعراض بالذات دون غيرها؟ يقول الدكتور زهير رابح قرامي استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم: إن الأعراض الطبية المذكورة في أوائل سورة مريم قد تعتري أي إنسان، وليست مقصورة على النبي زكريا عليه السلام، فكل إنسان تقدم به العمر يشكو من ضعف عظامه وشيب رأسه، وتضاؤل قدرته على الإنجاب، كما تعتريه فترات خوف من الموت على اختلاف مصادر هذا الخوف وأنواعه، حيث نرى من الأسباب هنا أن سيدنا زكريا كان حريصاً على استمرار مسيرة الدعوة واستقرار شؤون أهله، مما يستلزم أن يكون له ولد، وإن تسمية ما تفضل به سيدنا زكريا من حصول إنجاب الولد معجزة، لأنه كان من الكبر الشديد وعقم زوجته فكان حصول الإنجاب منه مخالفاً لما جرت به العادة، إذ أن حصول إنجاب الولد مع وجود الأعراض التي وردت الإشارة إليها يتعذر عادة، وهذه الأعراض: وهن العظم، وشيب الشعر، وضعف الخصوبة، والخوف، والكبر الشديد، وهذه الأعراض لا تقتصر على الأنبياء فحسب، بل تعتري غيرهم من بني البشر.
البحث العلمي:
1- الشيخوخة:
يقول الدكتور جيمس ف، بالش والدكتورة فيليس بالش: «إن مرور السنين يجعل جسم الإنسان أكثر ضعفاً وعرضة للإصابة بالأمراض، والجينات الوراثية البشرية تكون مبرمجة على أساس أن تصدر الأوامر إلى خلايا الجسم بالتوقف عن الانقسام بعد أن تستكمل ما بين عشرين إلى ثلاثين مرة من الانقسامات الخلوية، وعندما لا تكون ثمة خلايا جديدة لتحل محل ما فقد منها، فإن النتيجة تكون هي الشيخوخة»، وهذه الفترة فترة التراجع في أغلب وظائف الجسم، وتوصلت الأبحاث الحديثة إلى أن الجذور الحرة هي المسؤولة عن الأضرار التي تحصل في الخلية، مما يسبب دماراً للخلايا ويزيد الطين بلة.
2- وهن العظام:
يقول الدكتور حسان شمسي باشا: وهن العظام هو الحالة التي يقل فيها نسيخ العظام والأملاح المعدنية التي بداخله، مما يصيبه بالهزال والوهن، ففي العشرينيات أو الثلاثينيات يكون الهيكل العظمي في أحسن حالاته، ومع تقدم السن يبدأ في فقدان نسيجه بالتدرج والعلاقة بين الشيخوخة ووهن العظام واضحة عند الأطباء، ويرجع ذلك لنقص كفاءة خلايا البناء العظمي، وكذلك نقص فيتامين د، وهذا يؤدي إلى نقص في امتصاص الكالسيوم، وبالتالي زيادة هرمون «جار الدرقية» الذي يؤدي إلى زيادة الهرم.
3- الشيب:
يعتبر الشيب من الظواهر الطبيعية التي تحدث مع تقدم السن، وفيه تقل الصبغات الملونة للشعر تدريجياً، ونقص الصبغات في الشعر يحدث نتيجة فقدان نشاط التيروزين، ويبدأ الشيب عادة في سن 9-34 سنة وما أن يبلغ السن الخمسين حتى يصيب الشيب نصف الناس، ويشكل الشعر الأشيب في ذلك الحين نصف الشعر الكلي.
ضعف الخصوبة:
ينتج الرجل الحيوانات المنوية من الخصيتين، ويفرز هرمون الذكورة التوستيستيرون من خلايا ليديج في النسيج الخلالي الذي يملأ الفراغ الموجود بين القنوات المنوية، وتتأثر عملية نمو الخلايا المنوية بهذا الهرمون.
الشيخوخة وضعف الخصوبة:
في سن أكبر من ستين سنة تضعف الخصوبة والقدرة على الإنجاب بسبب عوامل متعددة، أهمها تناقص هرمون التوستيستيرون وهرمون التلوين hsh القادم من الغدة النخامية والذي ذكرناه في فقرة الشيب بشكل طبيعي مع تقدم العمر. وأن هناك علاقة بين هرمون hsh والخصوبة وإنتاج الخلايا المنوية وفي حال نقص هرمون hsh في الكبر ينقص تلوين الشعر كما تنقص عملية إنتاج الخلايا المنوية وبذلك يكون سبب الشيب هو نفس السبب في تراجع الخصوبة لأن مصدرهما واحد عند الشيخوخة ألا وهو تراجع (hsh).
منقووووول