حمّام.....
استيقظ من نومه فزعا....
قد كثرت الكوابيس في المدة الأخيرة....
قلبه يلهث كأنه عائد من معركة....
مازالت ابنته تخرج مع خطيبها يوميا....
قلبه المفعم بالحنان , لم يتخيل يوما انه سيعطي تلك البنفسجة الطاهرة لمن يستحق أو ربما لا يستحق..
قرر وانتهى الأمر...
يجب أن يكون مظهره ملائما في تلك الفترة...
قد نبه وحذر ابنته وقطعة روحه من مغبة تجاوز الأمر حتى يأتي موعد العرس ...
أصحيح مبدأ كما تدين تدان؟
لا إنه يتعامل مع الوهم....
دخل الحمّام...يشعر بجسده حار يلتهب....
شغل صنبور المياه...
انتظر حتى غدا دافئا....
الدفء مطلوب في تلك الحياة...ولكن كيف؟
تذكر كم كان فراق زوجته مؤلما...
كم حذرته ابنته الرائعة من مغبة مغامرات هو بغنى عنها....
دلك جسده العاري....وهو يرى بفزع مياه سوداء تنزل منه ....
كيف هذا؟
فتح عينيه العسليتين الحلوتين جيدا...
يا للهول....
كم قرأ القران على روحها الطاهرة...
مازالت المياه سوداء!!!
مياه سوداء ...ورائحة عرقه تفوح بعنف....!!!
غرق في خيالاته المدغدغه....
ردد بتلقائية...
الصلاة للصلاة والجمعة للجمعة ورمضان لرمضان والحج للحج....
تراخى تحت المياه وأسلم نفسه لها يكسل....
إنه لا ينوي الزواج...
الوهم جميل يملأ الفراغ.....
وحتى الحب...
ادمن الشبكة العنكبوتية كثيرا...
خلط الألم بالمتعة...
والوهم بالحقيقة...
وترك أمورا عالقة...
وكم رآى الراحلة العزيزة في حلمه حزينة...تتألم..
رن الهاتف...
وجاء صوت جميل
إنه لون العذاب....
جمد في مكانه...
كاد يبكي...
وتردد هل يغلق؟
أم فراس