تقول الحكاية..
في لحظة قدرية أفلت نورس من مخالب حدّاية ساديّة، تحسب أجنحتها جناحيّ سنونوة، لتتلقفه غابة من البنفسج بنداوتها وبراءتها وصدقها ووفائها، فيجد في أحضانها ذاته، ويدرك بأنه سيبقى فيها سيد الفضاء.
عندما أحس بنبضة الأمان، أهداها كل نبضة رعفت على جناحية، التي كانت والتي ستأتي، لأنها هدهدت روحه التائهة، وأسبغت عليه عطرها ودفئها وأقامت حوله أسوار الأمان، فكانت له غابة الحلم الأبدي، وكانت وسادة لأحلامه الشفيفة.
أما الحدّاية، فقد عادت بقدميها إلى صليب الزمن الأجوف الذي علّقها ذات وقت على شفا الوحل، لأنها ما غادرت يوماً مستنقعات الطين المرصّعة بترّهات المعقّدين الذين سلبوها حتى نبضة الحياة، وألقوها في غيابات الزمن.. هناك مقامها.
في غابة البنفسج، أقام النورس مسكنه الأبديّ الأثير، وما زال يولد في كل يوم بحلّة أبهى.
ولأن النورس سيد الفضاء، سيبقى على حدّ الصمت وحد الأمان.. ولكنه قال لي بأنه لن يعود إلى سماء الحدّايات.. أبداً..
ع.ك