عندما يتكلم العروضيون عن بحر الهزج الجميل الإيقاع يقولون بأنه لا يقرض عليه إلا مجزوءاً وجوباً لندرته وطلباً لسرعة الإيقاع وجماله وكأنه وضع هذا البحر للغناء وجمال اللحن فقط ، والشعر الجاد يتطلب نفساً أطول من تفعيلتين إيقاعيتين في الشطر الواحد بالإضافة للإيقاع الجميل ، ولذلك جربت النظم وفق هذا البحر على أصله بهدف التجديد وإحياء ما هو نادر مندثر والحصول على الإيقاع الجميل كل ذلك في آن واحد ، وإليكم هذه القصيدة الوطنية الجادة التي تظهر مدى غزارة خيرات بلادنا ولا تحتاج إلا لاستثمار رشيد وإحياء مجد الأمة بخيراتها. فما رأيكم ؟
صرح المجد
بـحار العرب ترويني بلا حـدِّ ... وتحيي الزهر في أرضي وبالمدِّ
رياح رطبة سيقت إلى سهلي .. فصبت ماءها غيثاً بما يجدي
وصارت أرضها زهراً لها نور... ودانت للهوى حباً له وجدي
بها آبار من تِبْــرٍ لنا مدت .... بأقــلام وأحـــلام لنا تهـــــدي
وأنهارٌ من الجنات تسقيها.... فرات النيل يرويــــها من المهد
وأوراقي وأقلامي لها لون...من التوحيد والإنشاد والسهـــــد
وأوطاني لها تاريخ أمجادي... فمن شامي لبغداني إلى نـجدي
وكل العرب أوطاني لها روحي ... أحييها بعرفاني وفي كدي
كأن الروح بالوجدان تطويها... نسيم صافح الوديان بالورد
فيا صحبي لكم مجد وتكريم.. من الأجداد والأحفاد في الخلد
فهبوا يا بني قومي كأبطال....لنبني بيتنا صرحاً من المجد
والحمد لله رب العالمين