سأطلق خيل المدى .. !
شعر : محمد الزينو السلوم
-----------------------------
تأبّطتُ دمعي
ولجت انكسار رمادي
وأدمنت خمر المساءِ ، فدارتْ بيَ الأرض كيف أشاءْ
غداة التقينا عرفتُ الصباحَ ، وأطلقتُ خيل المدى للغمام
هجرتُ غيوم الرمادِ ، سكنت بروج السماءْ
تجاعيد ظلي تهاوت ، وأقمار وردي تهادت بكلّ الفصولِ ..
وأطلقتُ خيلي بصحو المدى
فغنّى الكنار وردّ الصدى
دخلتُ وإياك لحظة عشقٍ ، فعرّش فيك شذى الأقحوانْ
قرأت بوجهك صفحة حلمٍ ، خلعتُ حضوري
حصادٌ من الدمع ، أشعل فيّ الحنينَ ..
إلى غفوةٍ من عيونٍ ، تُفجّر فيّ الجنونْ
تجهّمتُ ، لملمتُ حزني مرايا انتظارِ وبدّلت ليلي بورد النهارْ
تبسّمتُ للضوء أزهر شمساَ بجنح السماءِ فغشّى عيوني الضياءْ
أحبّك حباً تسامى لصرح السماءْ
" أنا الريح رمحي اقتناص الوقدْ "
وفوق ثلوج المشيب يزغرد فيّ اللهبْ
بوهجي أُذيب الصخورْ
وإن أطفؤوا الضوء يوماً بوجهي
ستبزغُ شمسي ، وأفتح للروح باب الضياءْ
صعدتُ إلى صفحة الغيم أعصر كرْم القصيدِ …
وأشرب نخب المحبّة يبعث فيَّ النشيدَ..
فخلف الغيوم نجوم الرجاءِ وبعد القصيد اشتعال الدماءْ
لنكسر كلّ الحواجز , نغسل عنا التعبْ
ونغدو فراشات حقلٍ بلون الزهورْ
سكبتِ المواجع في مقلتيك , سكنتِ الغيومَ ..
تدثّرتِ بالحزنِ , ماذا جنيتِ ..؟!
تفرّد عشقكِ .. هلّ دثاراً .. تكوثر ناراً ..
صحا من غيابٍ فجرّ إليك الضبابْ
وأبحر في زورق العمر لكنْ إلى غربة من عذابْ
نوارس قلبي تهاجر كلّ مساءٍ مع البحر نحو القمرْ
فأرسم في أمسياتي فضاءات كلّ العيون السهارى ..
ونبض القلوب الحيارى ..
أُذوّب ثلج الليالي وأشعل ورد النجومِ بنبض حنيني ..
فيقدح فيّ الشررْ
وأصمت عند الغروب ، فيصدح فيّ الوترْ
تأبّطتُ دمعي زماناً …دثّرتُ بالحزن عمراً …
ولجتُ كهوف احتراقي .. فماذا جنيتْ..؟؟
غداة التقينا عرفتُ الصباحَ … عشقتُ الضياءَ
وأطلقتُ خيلي لسبق المدى..
فغادرني الصوتُ .. ردّ الصدى..
صرختُ: كفى ما لقينا بوهج الضياع ِ..
تعالي إلى سدرة المنتهى في صباحٍ يجدّد فينا الرجاءْ
لتمطر أحلامنا كوثراً من هناءْ
ونطلقَ خيلَ المدى للسماءْ .