هجرة الممدوح
***
صبري الصبري
***
يا هجـرة الممـدوح ذي الأنـوارِ
هيجت في سوح الصفـا أشعـاري*

فشدوت شدو المادحيـن ل(أحمـد)
خيـر الخلائـق مـنـة الغـفـارِ*

وسطرت حبـي بالـوداد قصيـدة
فيها انبهرت ب(إذ هما في الغـارِ)*

فكتاب ربي قد أشـاد بمـا جـرى
فيهـا مـن الآيـات والأخـبـارِ*

لتكـون عبـرة ذكرهـا بعظاتهـا
للنـاس بالأقـطـار والأمـصـارِ*

ويدوم فيـض عطائهـا بضيائهـا
بقلـوب قـوم بالهـدى أخـيـارِ*

بالحب للمحمود نالـوا المشتهـى
مـن طيـب آلاء ومـن أســرارِ*

والإتباع ل(أحمـد) نـور الهـدى
في صـدق مسعـى ثلـة الأبـرارِ*

فالهجرة الفيحـاء فـاح أريجهـا
بجميـل روض باهـر الأزهــارِ*

رغم المصاعب قد أناخـت ركبهـا
بطريـق طـه مـن لـدن كفـارِ*

شنـوا عليـه بكـل درب حربهـم
بحـراب غـدر أحدقـت بـالـدارِ*

فغدو كخُشْـب بالخـلاء تجمـدت
فيهـم جميعـا حاسـةُ الإبصـارِ*

ومضى الحبيب لغـاره وصديقـه
يخشـى عليـه مكائـد الفـجـارِ*

ما ظنـك اثنيـن الإلـه المرتجـى
ثالثهمـا ؟! برعـايـة الجـبـارِ*

كانـا بحفـظ للحفـيـظ بـقـدرة
ومشيئـة مـن ربـنـا القـهـارِ*

بجنـود نصـر للحبيـب توافـدوا
في بـاب غـار غائـر الأحجـارِ*

عش الحمامة بالوداعـة بيضهـا
يعمي بصائـر عصبـة الأشـرارِ*

وخيوط بيت العنكبـوت تشابكـت
بمهـارة مـن ناسـج الأوتــارِ*

فارتد جيـش المجرميـن بخيبـة
فـي ذلـة ومهـانـة وصَـغَـارِ*

ومضى الحبيب لطيبة فـي عـزة
وصديقـه الصديـق باستبـشـارِ*

تحميه من قيـظ الهجيـر سحابـة
مخصوصـة فـي ظلهـا المـدرارِ*

حتـى تبـدى بالنفيـر (سراقـةٌ)
فـي مكـره بتلـهـف الخـتَّـارِ*

أرداه طه فـي الرمـال فأمسكـت
هـذا الأثيـم بقبضـة الإعـسـارِ*

وثـوى أسيـرا بالمهالـك سائـلا
طـه فكاكـا مـن أليـم دمــارِ*

أعطى ابن (جعشم) بالأمان سلامة
خيـرُ الخلائـق سيـدُ الأطـهـارِ*

ومضى لطيبة في طريـق وعـورة
مـا بيـن جـدب سابـغ بمسـارِ*

حتى تـراءت (أمُّ معبـد) وحدهـا
فـي خيمـة والشـاةُ بالإضمـارِ*

تشكو الهزال بجوعهـا وقبوعهـا
بشديـد مسغبـة كمـا الإعصـارِ*

فمرى عليها المصطفـى فتدفقـت
ألبـانـهـا بـمـنـابـع الإدرارِ*

شربوا جميعا مـن مواهـب ربنـا
لحبيـبـه ونبـيـه المـخـتـارِ*

ورووا ل(عاتكة) الفصاحة وصفها
بـدرَ البـدور وأقمـرَ الأقـمـارِ*

ومضى (محمد) للمدينـة شامخـا
يلقـى نشيـد الحـب للأنـصـارِ*

حـب تتابـع بالأريـج جــذوره
بالقلـب فـاض بأطهـر الأنهـارِ*

تجري بحب للحبيـب المصطفـى
بيقيـن خفـاق مــع الأذكــارِ*

فيها الصلاة على المشفع في الورى
فـي دأب ذكـر دائـم التـذكـارِ*

يا هجرة المحمـود طـه أشرقـت
فينـا المحبـة كالضحـى بنهـارِ*

بالعز عـزت أمـة الهـادي بهـا
صدق التمـاس شريعـة الستـارِ*

هيـا نعـود إلـى شريعـة ربنـا
يـا أمــة خيـريـة المـقـدارِ*

فامنن بذلك يـا إلهـي هـب لنـا
قربا ل(أحمـد) فـي أعـز جـوارِ*

صلى الإلـه علـى النبـي وآلـه
ما حـن طيـر الأيـك للأوكـارِ !