كل شيء عادي..
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عاد إلى وطنه....ورغم كل متاعبه إلا انه يشعر انه منذ زمن بعيد لم يتواصل بشكل حقيقي مع جذوره...
وعلى نغمات لحن بلدي رقيق:
-يا بنت الجيرانِ أبوكِ وصاني
الذهب لا تبيعيه إلا بميزانِ
ترنم وهو ينتظر كل آماله هنا...فقد دفع الكثير لاستقرار عائلته في بلاد الوطن...وهو يتلوى من طعم الغربة المر.
كانت تثلج صدره كل الأخبار الطيبة التي كانت تزوده بها زوجته الحبيبة....أي شيء تفوح منه رائحة الأرض.
ومن غريب الصدف أن أموره تيسرت فجأة ليحضر دون موعد إليهم...أحب أن يفاجئهم...
هو على يقين ان خطأه الصحفي جعله يدفع ثمن حروفه سنين طويله بانتظار الصفح...
وآن الأوان أن يهبط على ذلك المدرج من جديد, كانت جذوره قد اقتلعت كاقتلاع الظفر فجاة, آن الاوان ليتذوق من جديد روعة الحياة هنا مهما كانت,ليمكث ما تيسر له أن يمكث بينهم و يشعر بالدفء الحقيقي بعيدا عن أصحاب يحبهم اختارهم بعناية تامة على رأيه, عانوا معه آلامه الصعبه من جراء تلك الظروف والتي كادت أن تودي بصحته وحياته.
سوق باب سريجه برائحة الخضار واللحم البلدي مازال صامدا..برائحة خبزه الطازج...
ببعض زوايا مهمها تملا زوايا السوق أصبحت من التراث...
صوت القران والشيخ عبد الباسط مازال كما هو وجوه البشر التي زادت إرهاقا...بعض مشادات غيرت بعض هدوء انتظره..
وتلك النسوة..اللواتي تملأن السوق بجدالهن المستمر مع الباعه ومحاولة الوصول لسعر مناسب..
اشترى ماشاء له أن يشتري فمازال يحلم بالجبن البلدي...والزيتون المعطون...والمكلس....
احتار هل يمر بوالدته أم بزوجته....
كلاهما عزيز وغالٍ.
دخل ذاك المنزل العريق, برائحة النوم العفنه.
هادئ كالموت...
مشى دون صوت ليرى...الغرف...على ما يبدو مرتبه.
والدته أمام الحاسب تكاد تلتصق به!
دخل غرفة إخوته فوجد كبيرهم وكيس المحلول السكري معلق! وهو نائم...!
في زاوية الدار خادمه غريبة...تتكلم عبر هاتفها النقال.
رأته حاولت الصراخ ..أغلق فهما..أخذها إلى زاوية الغرفة...
-أنا بابا..أنا في أحكي تلفون كل مرة.
-أنت في حرامي
-أنا في ابن الست هي
لا يدري كيف وثقت به تلك الأنثى...وحكت له أمورا غريبة....
أمورا أخرستها لأنها تحتاج نقودا....
نظر إليها ..ونظر إلى ما معه من اغراض كانت أشهى لو بقي هناك في أحلامه الكبيرة...
ترك الأغراض..., نظر من الشباك إلى الزحام ! مسح دمعة فرت رغما عنه,و خرج هادئا كما دخل.ماسكا نفسه بشدة..
وفكر بزيارة زوجته!
أم فراس 3 آذار 2008

سوق سريجة : سوق شامي في دمشق شعبي لشراء الخضار واللحوم.
الزيتون المعطون: زيتون أسود طازج يحلى بالملح والضغط المستمر مدة طويله
المكلس: زيتون اخضر من نوع خاص يحضر بمادة خاصه ليصبح ذو طعم لذيذ لايتقنه الا اهل الشام