مر وقت طويل وأنا أنظر الى تلك الساعة المعلقة على جدار غرفتي, ان ما حسبته دقائق قليلة ,كان أكثر من ساعة,شعرت أن الساعة تتعمد ان تسرع وتسرع لتلحق بشيء ما. فكلمتها قائلة : ما بالك تسرعين أليس الوقت الذي تمشينه هو شيء ثمين؟


كان اول من اجاب هو عقرب الساعات ,فقال لي : ليس لي ذنب في هذه السرعة لان عقرب الدقائق هو من يسرع الخطا ويطالبني بالمشي بسرعة اكبر. فدافع عن نفسه عقرب الدقائق أنه هو الأخر هناك من يحثه على السرعة ألا وهو عقرب الثواني, الذي كان اخر المتحدثين اذ قال : أنا نفسي بدأت أستغرب سرعتي الكبيرة في السابق كنت أمشي ببطء, وكانت كل خطوة مني محسوبة و بها تفعل ما تريد...
أما الآن فلا أعلم ما لذي زاد من سرعتي وجعلني حتى لا أعد كم خطوة او كم ثانية مشيت , وهذا طبعا يؤثر على سرعة أخواي عقربي الدقائق والساعات , ويصبحان أكثر سرعة ويكاد اليوم الذي هو الأخر يتأثر بنا وبسرعتنا يمضي كلمح البرق ,فما أن تشرق الشمس الا ونحس بالغروب قادم من طرف النهار الاخر....
انه الزمن الذي نحن فيه, سرعة كبيرة وأوقات ضائعة. وأصبح ثمننا كبير الساعة والدقيقة بل حتى أنا الثانية اصبحت قيمتي كبيرة جدا, واحسب الذكي هو من يعرف قيمتنا ويستغلنا افضل استغلال. وعدت لتأملي لهذه الساعة فوجدت ان كلامي معها ومع عقاربها قد قارب ايضا ساعة اخرى !!!!