لماذا لم يذكر القرآن أي شيء عن المعراج، مع أن المعراج لا يقل أهمية عن الإسراء فقد فُرضت فيه الصلاة على المسلمين؟
----------------------------------
القرآن ذكر المعراج، لكنه ذكر الإسراء بآيات صريحة: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى) (1الإسراء)، وذكر المعراج في أول سورة النجم: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) (8: 10النجم)، وهذا الذي جعل العلماء يُفرقون بين منكر الإسراء ومنكر المعراج، قالوا: منكر الإسراء كافر لأن آياته صريحة، ومنكر المعراج فاسق لأن آياته على سبيل التحقيق.
وقال الله عزَّ وجلَّ في الرؤيا: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) (23التكوير) فآيات المعراج واضحة في سورة النجم، وفي الآية التي توضح رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب ما أجمع عليه العلماء الأجلاء.
ثم إن رواية الإسراء والمعراج مذكورة بأكثر من رواية في كتب الحديث الصحيحة كالبخاري ومسلم وغيرهما، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ)[1]. فينبغي لنا أن لا نكذب من قال الله فيه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (3، 4النجم)
وخاصة أن الذي نقل لنا عنه الذين وصفهم الله بأنهم عدول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (143البقرة)
فآيات الإسراء والمعراج في القرآن والسُنَّة، وكلها صحيحة إن شاء الله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
***************
[1] مسند أحمد والطبراني عن المقدام بن معدي رضي الله عنه.



http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...B1%D8%A7%D8%AC


منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي