وَ مَضَينا !!


..





وَ انتَبَهنا ؛ بَعدَ ما الضَّوءُ سَرى=بِخُيُوطِ الفَجرِ , ثُمَّ انتَشَرا
فَإِذا الصُّبحُ لَهُ أُغنِيَةٌ=طَرِبَ النَّهرُ إِلَيها ؛ فَجَرى
وَ إِذا الماءُ خَرِيرٌ كَلِفٌ=كَأَلاحِينَ تُناغِي وَتَرا
غَرَّدَ القُمرِيُّ فِي أَيكَتِنا=لَيلَةَ الأَمسِ , فَكانَتْ قَمَرا
فَأَضَأنا بِهَوانا شُهُبًا=فَصَهَرنا بِلَظاها الحَجَرا
وَ سَهِرنا ؛ وَ سَكِرنا ؛ وَ صَحَو=نا , وَ لَكِنَّا تَرَكنا أَثَرا
فَعَلَى كُلِّ مَكانٍ خَدَرٌ=عَطَّلَ السَّمعَ بِنا وَ البَصَرا
أَنا صَبُّ ؛ أَنتَ مِثلِي ؛ وَ لَنا=مِنْ جُنُونِ العِشقِ وَصلٌ هَذَرا
تَحتَ جُنحِ اللَّيلِ ظَلَّتْ نُجُمٌ=تَرقُبُ الصَّبِّينِ كَيفَ اختَمَرا
بِنَبِيذِ الشَّوقِ حَتَّى سَكِرَتْ=تِلكُمُ الأَنجُمُ مِمَّا سَكِرا
عِندَما استَيقَظَتِ الشَّمسُ مَضَى=كُلُّ ما كانَ وَ أَضحَى خَبَرا
وَ مَضَينا حَيثُ لا ظِلَّ سِوى=ذِكرَياتِ الأَمسِ تَرمِي شَرَرا
إِنَّها الدُّنيا إِذا ما انتَقَمَتْ=جَعَلَتْ كُلَّ أَمانٍ خَطَرا !