السلام عليكم
كتاب لفت نظري وقرأته بنهم, ويهمني تسطير خطوط هامة عنه ,فهو يقدم لنا على طبق من ذهب فكر نظيف / يهودي أ سلم ونظره موضوعية للأديان والعالم...
تقديم الكتاب: الدكتور فاضل الجمالي /مفتش المعارف في وزارة المعارف العراقية:
نبذة عن سيرته الذاتية:
عرفت الدكتور سوسة 1922 كان طالبا في الجامعة الامريكية في بيروت كنت ساعدته على متابعة دروسه بعد عدوله عن فكرة طرحها صديق لدراسة الطب,كان يميل للثقافة الإسلامية الحقةو
بقي مولعا بالكتب الإسلامية حتى بعد سفره لامريكا كانت قناعة متأنية عن دراسة وتفكيروتحليل دام سنين طويلة اعتنق الإسلام سدا لحاجة روحية فيه,وإجابة لداعي اللعقل والمنطق , لايهمه مرضاة الناس
ولاسخط فريق منهم,/بغداد 18 تشرين الاول 1936.
قصيدة مهداة للدكتور أحمد من كاظم آل كاشف الغطا:
خلفت ُ برب ِّ مكلة َ والمصلـَّى=وبالبيت المقدس والحطيم
لذكرك َ يا نسيم ُ أحب عندي=من الشهد المصفـَّى والنسيم
مدحتك َ يا قليل َ المثل لما=رايتك حاويا ًخلق الحليم
أقول ُ لعاذلي لما لحاني=غراني في محبته غريمي
عشقت ُ مكارم َ الاخلاق منه=وحسن ُ الخلق يـُعشق في الكريم
يفوق ُبعلمه ِعلم البرايا =ويبهر حلمـُه عقل َالحكيم
تغرَّب في طلاب ِالعلم غربا ً=وأشرق نورُه فوق َالنجوم
الى آخر القصيدة وهي مؤلفة من 21 بيت.
******
يقول في ص 12:
لاقت الفلسفة بعض الرواج من ذوي العقول الضعيفة,فخدر أعصابهم بسحر إنتاج المدنية فانتشر الإلحاد وأثر في الأذهان,فالعلم المادي بلا علم روحاني كمن يريد وضع المدية في يد الغلام فيضعها في بطنه.
أرنست رينان: من الممكن ان يضمحل ويتلاشى كل مانحبه ولكن مستحيل ان يتلاشى او ينمحي التدين.
أجوست سابيتيه: الدبن باق وغير قابل للزوال.
***
يقول في مكان آخر: تأثرت بوالدي الصالح المستقيم . وبالبيئة العراقية بزرعها وضرعها,وبالفلاح وعمله,تعب والدي في تعليمي اللغتين العربية والانكلبزية وكنت اطيعه طلبا لرضاه فقط.
ورغم هذا عارضني في صحبة أبناء العراقيين العرب وهذا ما لفت استغرابي!!,فالغريزة اليهودية لاتتقبل الاختلاط وهذا متوقع ممن عاش بين ظهرانيهم.
***
نحن اليوم مقيدون بالمنية الغربية وليست تحرر او نهضة,خاصة أننا مستعمرون من قبله,ونحن من خلال هذا عبيد له .
الديانة اليهودية تحرم العمل في السبت يصلون ويزورون بعضهم,وتحرم أكل السمن في هذا اليوم,لكنني ماكنت التذ إلا بالطعام العربي والنكهة العربية الأصيلة وماكنت التزم...
***
كان لزاما علينا كمستعمرون من قبل العثمانيين ان نقف معخم ضد الالمان ,ووقتها كان السفر برلك حيث يؤخد كل شباب المدينة,وكم كان يقع بيد الالمان اتراك اسيرون وجنود مجندون من قبلهم.
كان الاستعمار الغربي على الابواب ,وقد لعبت الروبيات بيد الشيوخ فغيروا طراز حياتهم ووقعوا في فخ المغريات الغربية وفقدوا حريتهم التي كانت وميراثهم الثمين.واختل اتلوازن وفازت المادة في القسطاس الاجتماعي,
وأخذت المبادئ الروحية والفضيلة والاخلاق تنحط شيئا فشيئا , حتى الثورة العراقية كانت ضمنا ثورة على المدنية والمادة الغاشمة.
****
خرجت لادرس الهندسة في امريكا بعد عدولي عن تطبيق نصيحة زميل لي طبيب في دخول عالم الطب,وقتها حررت رسالة بالانكليزية/المسيحية والسلام /ابين أثر الديانة الاسلامية السمحة في نفسي.
هناك في الجامعة استغربوا كيف لم أمض لفلسطين لأخدم وطني القومي اليهودي! فقلت:
-لست بالشخص الذي تصورته يا سيدي انا عربي عراقي هيات نفسي لاخدم وطني ورجالاته وفلسطين وغيرها من بلاد الله.
فتغيرت مظاهر البشاشة في وجهه وتغير معي ,ورغم ذلك تم تعييني لتادية امتحان الهندسة..واظن ان جو امريكا والحرية فيه فسح لي المجال لاعتناق الاسلام,وقلت لو كان للاسلام ماكان للمسيحية من الدعاية
والتبشير لكان علمه بخفق اليوم في معظم الأصقاع, ولاننس دور الازهر في دعم الاسلام وتخريج الائمة.
زوجتي كانت زميلتي وكانت نصرانية ترددت في ذكري لها ميلي للاسلام فقالت مرة: من أحب العرب احب الإسلام...فصرت مسلما شعورا زموطنا ودينا.لقد حبس اليهود مريديه في مجال ضيق جدا وحبس روحه وابعده عن
الانسانية والشعور بالاخوة الإنسانية.
***
لقد حشت الحضارة والثقافة المادية فكر الشباب بان كل من تعلم تعليما راقيا بات ملحدا!!فقال احدهم لي: غني اشعر بمدى خطورة ما أنت مقبل عليه في زمن المادية!
إن العلم الصحيح يسعى وراء الحقيقة ويأخذ صاحبه إلى تعظيم الطبيعة والفطرة وتقديس الخالقوالاعتصام بالعدل والألفة الإنسانية, ويجب ان يضع الشباب نصب اعينهم ان الحرب على الاسلام لم تنته بعد وسوف تزداد وتيرتها فالزموا الدين معرفة وتطبيقا وتربية.
***
إن البطون جميعانشات من عنصر واحد وهو العنصر السامي إن دين ابراهيم عليه السلام ليس اليهودية إنما الحنيفية المسلمة ,( قال تعالى:قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وماكان من المشركين)
إن ابيهود لم يبقوا على فطرتهم بل تفسخ جوهر ديانتهم وسلكوا سبيل الضلال , ورجعوا للوثنية في فترات عديدة,واتى انبياء كثيرون لهدايتهم كان اخرهم المسيح الذي لم يات بدين جديد إنما تثبيتا للملة الاولى,ورغم هذا حدث التحريف والتغيير,اما الاسلام فبقي محافظات على:
1- جوهر الديانتين
2- اشار للتحريف والتغيير
3-لفت النظر لاتباع الديانتين وتصرفاتهم.
4-ارشادات وتعاليم
5-ارشاد اتباع الوثنية
6-توضيح الحقائق التاريخية.
7 -سن شريعة معتدلة للحياة.
فالاسلام وحد الاديان تحت رايته ولن ننسى نصارى نجران , وكان رفيقا معهم:
( قل يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا تعبدوا إلا الله ولانشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
***
إننا نرى اليهودية اليوم حسية جسمانية والمسيحية روحانية صرفة, والإسلام كان وسطا بينمها راعى الطبيعية الإنسانية التي لاتتقبل القيود الصعبة.
لا نرى فريقا اسرف في الحياة المادية وفريقا عذي نفسه روحانيا وماكان الدين هكذا أبدا, فنرى الغرب رمزا للمادية والشرق رمزا للروحانية.
أصل الديانات واحد /التوحيد /الختان/تحريم لحم الخنزير ..وإن فيه من الأضرار مالا يكفي المقام لتفنيده لاستعصاء مداواته أيضا.بالإضافة إلى ان الكتب المحلقة أضافت مالم بكن في الدين( التلمود والمشنا والجمارا)
الإصحاح 13 من سفر العدو:فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال وكل امراة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم حيات)
ومعروف بذاءة مايحويه كتابهم من احداث الزنا حتى للتسائل هل بات كتابا دينيا وإصلاحيا فعلا؟؟؟؟
قال تعالى ( وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
وقد شرح صعوبة اجراء عقد زواجه وهو اليهودي وزوجته النصرانية لكن الأجراءات السورية سهلت ذلك له ولصدق نيته ص 75, لكن الإدارة اليهودية لم تقبل تسهيل مهمته حتى دفع لها 15 ليرة ذهبية فانظر الفرق!!!
***
إن القضية اليهودية لهي من أعقد القضايا العالمية , فهمي من أعقد من ذنب الضب وقد عجز المفكرون والسياسون عن إيجاد حل مرض لها,ام الشعب اليهودي اغرب شعب على وجه البسيطة رغم انه ينال إعجاب العالم!لصبره
وتضحيته وثباته على هدفه وإخلاصه له على مر العصور!لكنه شعب فريد لديه من العناد مالا يملكه شعب على وجه الارض وتعصب عنصري وديني وحب للذات طاغي وكله في سبيل الحفاظ على الجماعة اليهودية...
وقد طوى الإسلام دور الديانة اليهودية بقدوم النبي المصطفى , ولكونه عربيا أثار نقمتهم ..فمازالوا يعتقدون انهم شعب الله المختار,لذا خردوا من المانيا بضجيج كبير ولهم الدور الاكبر في إسقاطها!!
***
أجد في اليهود فكرا وعقلا كبيرا وذكاء وقادا صائبا ولكن لامنطقية فيه!هيث حركة راسماليه بكل تفاصيلها الصغيرة,وهي آله استعمارية غن لم تكن بيد الاستعمار دوما,وغن أردت كيفية تقويض دعائمها فابحث كيف قامت..
ومازالوا يخشون من سيطرة الإسلام مرة اخرى لانه لو ساد لحكم العالم :
يقول المستشرق با سيل: غن من حسن حظ العالم ان العرب لم تتفق كلمتهم وإلا لحكموه...)وقد كان للبابوية دورا في المناوأة ضد الإسلام في عهد الحروب الصليية,لذا فمن مصالحة الديانتين لتحقيق سيادتهم التفاق مع الاستعمار دوما,
وبث الفتنة وراء الفتنة وتماشيا مع مبدا مكيافيلي...والاستجابة كانت منقطعة النظير!!!
ولكن السؤال الذي بطرح نفسه :
كان المسلمين رحماء بكل الأديان على عكس سلوكياتهم العنيفة فكيف يتهمونه بالعنف؟
وسؤال آخر عن اليهود المعتدلين الذي وقفوا مع العرب في محنهم ماقدموا فعليا؟؟؟
***
ويشرح في بقية الكتاب كيف دان بالإسلام وكيف وجد الفرق بينهم وماهي المساهمات الدعوية العربية وكيفية دعمها وضرورته, ويجب ان نوقن بأن كل تحريف كان له تطلع وهدف سياسي بحت.
***
حقيقة كتاب ثمين اوردنا خطوطا اساسية فقط عنه, ماذا يمكننا ان نقول بعد ذلك؟ هل التربية القويمة فقط هي التي تحافظ على الفطرة سليمة؟
هل هي عناية ربانية ؟
مع جل تحيتي لكم.
أم فراس -9-2010