الترياق
في أحد الأيام كان هناك شخص اسمه "بنادم"، وكان صاحبنا"بنادم" رائعاً في صفاته ، متميزاً في أخلاقه، قد تظنه من الملائكة إلا أنه من البشر.
كان مقبلاً دوماً على الحياة ، مليئاً بالأمل، مفعماً بالحيوية والنشاط ، يبث الحب والسعادة أينما حل وارتحل.
كانت حياته مليئة بالأعمال الطيبة المتنوعة ، وكان أحياناً يرتكب بعض الأخطاء ، الكبيرة حيناً والصغيرة أحياناً أخرى، إلا أنه كان يبتسم بعد ذلك ثم يسارع إلى تصحيح تلك الأخطاء وكأن شيئاً لم يكن.
كانت رغبته إلى التعلم مشتعلة ، وزاد من روعتها كم هائل من التواضع ، فكان يقف أمام كل فرصة تعلم – وما أكثر تلك الفرص التي كان يجدها يومياً – وكأنه لا يعلم شيئاً.
ولكن قدر صاحبنا أن يصاب يوماً بجرثومة خبيثة، تسللت إليه دون أن يشعر بها ، ولم يكن لها في البداية أية أعراض، ولكن شيئاً فشيئاً وعلى مدى سنوات طويلة بدأ صاحبنا يفقد بريقه ، وبدأ إقباله على الحياة يخف ، وبدأت تعتريه الهموم ، وتثقل قلبه الضغوط وصار يرسم الابتسامة رسماً على وجهه ويصطنع الضحكة اصطناعاً.
لم يشعر صاحبنا يوماً بأنه مريض، وهذا من خبث الجرثوم، بل عزا تلك الأعراض لأمور مختلفة لا علاقة لها حقيقة بمرضه، مثل التقدم بالسن وهموم الحياة ، وتبدل الناس وإزعاجاتهم المختلفة.
ومما زاد الطين بلة أن كل من حوله أصيبوا بذلك الجرثوم وأصابتهم نفس الأعراض ولم يشك أي منهم يوماً بأنه مريض، وكانوا دوماً يعزون تعبهم وآلامهم وحزنهم لأمور خارجية.
ثم زار تلك البلدة أحد الحكماء الذي كان خبيراً بالوباء الذي أصاب أهل تلك البلدة وكان لديه الترياق الشافي. وقد كان هو نفسه يوماً مصاباً به إلا أن الله قد أرسل له من يعالجه فجعل رسالته في الحياة أن يرد ذلك الجميل من خلال معالجة أكبر قدر ممكن من الناس.
استطاع الحكيم أن يقدم العلاج لبعض الناس ولكن الغالبية العظمى – للأسف الشديد – رفضت العلاج واتهمت الحكيم بالجنون وبقيت تعاني من مرضها الذي لم تعترف به.
أرجو من الإخوة الذين أعجبتهم القصة أن يجيبوا عن الأسئلة التالية:
1. من هو صاحبنا "بنادم"؟
2. ما هو ذلك الجرثوم؟
3. ما هي أعراض المرض؟
4. لماذا يقاوم الناس العلاج؟
عن الأستاذ مسلم تسابحجي