ضياع المروءة بقلم آرا سوفاليان
ـ عادت للصف وفتحت حقيبة صديقتها وسرقت الموبايل ونزلت الى الباحة وخبأته في مكان خفي وعادت الى الصف...وفتحوا حقيبتها وفتشوها ومعها كل طلاب الصف ولم يعثروا معها ولا مع غيرها على شيء وعادت بعد الانصراف وأخذته معها وصار عندها موبايل.
ـ توقف في رأس الشارع المفضي الى الساحة وانتظر الرجل الجالس في سيارته حتى أتم مكالمته فاقترب منه وقال: سيدي ارجوك موبايلي في السيارة والسيارة بعيدة لقد نزلنا انا وزوجتي لشراء بعض الاغراض وفقدتها هنا في احدى المحلات في الساحة...ارجو من حضرتك أن تعيرني موبايلك لأعثر عليها... تفضل حضرتك بطلب رقمها وهو التالي... وحمل الشاب الذي اضاع زوجته الموبايل وهرب به عكس السير واختفى في الحارات.
ـ دخل عيادة طبيب هو وزميله وطلب من الطبيب اجراء كشف على اسنانه...وطلب من الطبيب ان يشرح خطة العلاج وطلب معرفة التكلفة لكل تعويض وبعد المفاصلة والأخذ والرد قال المريض للطبيب "سأشاور حالي" وذهب لمشاورة حاله...وبحث الطبيب عن موبايله فلم يعثر عليه لأنه وفي خضم الصراع استغل زميل المريض الانشغال وسرق الموبايل.
ـ دخل عيادتها ومعه باقة ورد لا تتناسب والعيادة لأنها باقة ورد فقيرة وصغيرة...سألته من الذي طلب منك احضار هذه الباقة...قال لها: جاء الى المحل وطلب تسليمك هذه الباقة وقال انه لا داعي للكرت لأنك تعرفينه...فشكرته الطبيبة ومضى في سبيله ...ولكن...أخذ معه موبايلها الذي كان تحت باقة الورد المبهدلة.
ـ ذهبت الى المحل لعل وعسى وطلب ابنها منها ان تأخذ معها موبايله لأن موبايلها معطل بسبب وقعة، قالت له موبايلك غالي يا ابني لا اريد ان احمله معي سأذهب لمدة ساعة او ساعتين وأعود سريعاً...قال لها لو ان ابي لا يزال على قيد الحياة لما قبل بذهابك لى المحل بدون موبايل خذيه معك فربما احتجت ان تتصلي بي.
وحملته معها وفتحت المحل على أمل ان تتمكن من بيع شيء في مواسم القحط...وجاء الزبون باكراً وفرحت وقالت في سرها لعلها "استفتاحة مباركة" وطلب منها جوز جوارب نسائي ودفع ثمنه وذهب...ارادت ان تتصل بإبنها لتطلب منه الذهاب لشراء بعض الاغراض...فلم تجد الموبايل...بكت وحزنت لأن ابنها كان يضع في موبايله معظم المحاضرات المتعلقة بالجامعة ... وبعد ذلك من هو الذي يجرؤ على تانيب آرا سوفاليان إن قال بأن الشريعة الاسلامية هي الحل!!! خاصة وان سيرياتيل وإم تي إن تستقبل المئات من طلبات تعطيل السيم للزبائن في اليوم الواحد.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
دمشق 09 03 2013
arasouvalian@gmail.com