نُورُ الوليد




مَوِعِـد ٌثَـارَ الشَّـوقُ فِيْـهِ لَهيِبًـا=وَيَدُ الحُـبِّ قَـد حَبَاهَـا الوَفَـاءُ
ثُمَّ أَمْسَـى الهِِـلالُ بَـدرًا مُنِيـرًا=والمَدَى قَـد زَهَـا وَجَـلَّ العَمَـاءُ
بَاركَ المُلْكُ الوَعـدَ حَتَّـى تَدَانَـى=حُجِبَ اللَّيـلُ واهْتَـدَى الغُرَبَـاءُ
مَولِدٌ أَيقَظَ الـوَرَى مِـنْ سُبَـاتٍ=هَلَـلَّ الفَجـرُ وَالنَّـدَى والضِّيَـاءُ
غَرَّدَ الطَّيرُ فَـوقَ سَفْـحِ الرَّوَابِـي=أَقبلَ الكَونُ حِيْـنَ حَـانَ اللِّقَـاءُ
وَسَـرَتْ أَنْبَـاءُ الوَلِيـدِ وطَافَـتْ=بَهْجَـةُ القَـومِ يَعْتَليهَـا الثَّـنـاءُ
وَإذَا وَعْـدُ الحَـقِّ بَـادٍ عَلَـيـهِ=بَيْـنَ عَيْنَيْـهِ رَحْمَـةٌ وَ عَـفَـاءُ
وَكَـأنَّ الوُجُـودَ يَسعَـى إِلَـيـهِ=فَهُـوَ الوَعـدُ والمُنَـى والنَّـجـاءُ
وُلِـدَ الهَـادِي وَالبَشِيـرُ فَضَـاءَتْ=وَاسْتَضَاءَتْ بِـهِ الدُّنَـا وَالسَّمَـاءُ
وتَلَاقى قَطـرُ النَّـدَى والغَـوَادِي=والصَّباحُ البَاكٍـي زَوَى والشَّقَـاءُ
شَهـدَ الحُسْـنُ والجَمَـالُ عَليـهِ=وَبَهَـاءٌ يَـجُـدُّ مِـنْـهُ بَـهَـاءُ
مِنْ كَمَالٍ ، حَوَى المَحَاسِنَ فَضـلاً=وََتَهَـادَى بِـهِ السَّنَـى والسَّنَـاءُ
وَإِلَيْـهِ النُّفـوسُ مَالـتْ بِعـشْـقٍ=وَالْتَقَى فِـي الدُّنيَـا بِـهِ السُّعَـدَاءُ
( مُصْطَفَى ) يَا ( مُحَمَّدٌ ) يَا ( شَفِيعًا )=نِعْمَـةٌ أنـتَ لِلـوَرَى وَرَجَــاءُ
يَـا حَبِيبًـا والقَلـبُ أَنـتَ مُنَـاهُ=أَنـتَ نَجـوَاهُ وَالهَـوَى وَالرِّضَـاءُ
مَا غَشَى القَلبَ بَعدَ حُبِّـكَ حُـبٌّ=قَبلُـكَ الْفَـرحُ وَالعَـذَابُ سَـوَاءُ
إِسْمُـكَ الهَـادِي تَفْتَدِيـهِ البَرَايَـا=والْحِمَـى عَنْـكَ مُنيـةٌ وَوفَــاءُ
جِئْتَ فَانْقَادَ النُّورُ يَسِـري وَيزهِـي=وَجَرَى فِي الشِّعـابِ وَالِبيـدِ مَـاءُ
مَـزّقَ الحَـقُّ بَـاطِـلاً وَطَــوَاهُ=مِثلَمَـا بَـدَّدَ الغَـيـامَ الضِّـيَـاءُ
قبلكَ الأَكوَانُ اكْتَوَتْ مِـنْ عَـدَاءٍ=وَحَيَـاةٌ صَعـبٌ عَلَيهَـا اهْتِـدَاءُ
كُلُّ نَفسٍ تَلقَى الـرَّدَى وَالدَّوَاهِـي=كُـلُّ دَاءٍ قَـد حَـارَ فِـيْـهِ دَوَاءُ
واللَّيَالِي بِالفُحْشِ تَسـرِي وَتَعْـوِي=وَعُقُـولٌ فِـي جَهْلِهَـا أُسَــرَاءُ
وَدْمَـاءٌ تَـروِي دُروبًـا بِقَـهـرٍ=وَنُُفُـوسٌ مِـنْ غَيِّـهَـا غُـرَبَـاءُ
قَـد تَهَـاوَتْ أَفعَالُهَـا لِسَحِـيـقٍ=لِحَضِيضٍ مَـا حَـادَ عَنْـهُ وَبَـاءُ
يَا (حَبِيبًا) ، يَا (هَادِيًـا) وَ(أَمِينًـا)=أَنـتَ نُـورٌ ، وَرَحمَـةٌ ، وَحِبَـاءُ
جِئتَ تَهدِي الأَكوَانَ ، تُفْشَي سَلامًا=فَالهُـدَى لا يَعلُـو عَلَيـهِ نِــدَاءُ
وَجَمَعْتَ الأَلبَـابَ صَـوبَ نَجَـاةٍ=بَعـدَمَـا دَامَ بَـاطِـلٌ وَبَــلاءُ
دَعـوَةٌ تَسـرِي رَحْمَـةً وَمَفَـازًا=فُقَـرَاءٌ فِـي نَهْجِـهَـا أَغْنِـيَـاءُ
يَا حَبِيبًا ذُقْتَ الجَفَـا مِـنْ جَهُـولٍ=قَد عَـدَا خَلْفَـهُ العِـدَا وَالعَـدَاءُ
بَعدَمَا ضَاقَ مَهْبَطُ الوَحـي ذَرْعًـا=وَدَهَـى الـدَّربَ بَاطِـلٌ وَعَنَـاءُ
هِجرَةٌ يَلْقَـى الحَـقُّ فِيهَـا نَهَـارًا=يَثرِبُ الْمَـأوَى وَالمُنَـى وَالفِـدَاءُ
قَد زَهَتْ يَا ( مُحَمَّـدٌ ) لِلتَّلاقِـي=هَلـلَّ النَّـاسُ وَالبَـرَى وَالفَضَـاءُ
طَلعَ البَـدرُ مِـنْ سَنَـى ، وَبَهَـاءٍ=وَاستنـارَ الهُـدَى بِـهِ وَالـوفـاءُ
دَولـةُ المُسلِمِيـنَ قَامَـتْ بِعَفـوٍ=فَالوَغَـى كـرهٌ وَالسَّـلامُ لِـوَاءُ
تَلتَقِـي بِالإِخَـاءِ قَـولاً وَفِـعـلاً=ضُعَفَـاءٌ فِـي ظِلِّـهَـا أَقـوِيَـاءُ
قبلـةُ الطَّائفيـنَ تشكـو تُعـانـي=دَاءَ كُفْرٍ قَـد مَـاتَ فِيْـهِ الحَيَـاءُ
أَسبَغَ المَولَى الفَتـحَ نَصـرًا مُبِينًـا=وَزَهَـا نَصرَهَـا الرِّضَـا وَالعَفَـاءُ
فَتَهَـاوَتْ أَصنَـامُ شِـركٍ جَهَـارًا=وَأَضَـاءَ البَيـتَ الْحَـرَامَ الدُّعَـاءُ
أُنْقذَ الْبَيتُ مِـنْ كَفُـورٍ ، ظَلُـومٍ=وَاهْتَدَى الْحَـقُّ وَازْدَهَـى الضِّيَـاءُ
يَا أَبَا الزَّهرَاءِ الدُّجَى قَـد تَلاشَـى=وَالمُنـى تَشْـدُو وَالوُجُـودُ مُضَـاءُ
وَسَمَا الدِّينُ قَد عَـلا كُـلَّ سَفْـحٍ=وسَرَى الحُبُّ ، والصَّفَـا ، والنَّقَـاءُ
مَا غَدَا السَّيفُ رَغبَـةً فِـي قِتَـالٍ=إنَّمَا حَـقٌّ حِيـنَ يَغـدُو النِّـدَاءُ
وَارْتَضَيتَ الإِسـلامَ دِينًـا وَنَهْجًا=وَارْتَضَـاهُ المُـلُـوكُ والفُـقَـرَاءُ
قَدْ دَنَتْ أَحوَالُ المَنُـونِ وَصَـارَتْ=فِيْكَ تَسرِي حَتَّـى بَكَـى الرُّفَقَـاءُ
قًَدْ جَرَى دَمعٌ لَو جَرَى مِن سَحَابٍ=إرتَـوتْ مِنْـهُ الأرضُ والصَّحَـرَاءُ
يَا بَشِيرًا فِي صُحبَةِ الْحَـقِّ تَمضِـي=صَوبَ أَرْجَاءِ العَرْشِ يدنُـو اللِّقَـاءُ
ربُّ هَـذا نَبِّيُنـا فِــي فِــراقٍ=قَـد نَعَـاهُ الأَعـدَاءُ والعُظَـمَـاءُ
فسـلَامٌ عَلَيـكَ فِـي كُــلِّ آنٍ=يَـا حَبِيبًـا حَتَّـى يَحِيـنَ النِّـدَاءُ


شعر : مراد الساعي