برنامج تدريبي للإعلاميين حول مرض السكر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر نبيل محمد
02 / 03 / 2007
انعقدَ في فندق شيراتون معرة صيدنايا برنامجُ تدريبِ الإعلاميين حول مرض السكري بعنوان "السكري مرض وطريقة حياة"، بحضور مجموعة من الأطباء الاختصاصيين وعدد من الصحفيين. في بداية الندوة تحّدث الدكتور"نبيل عسّة" رئيس جمعية أطباء السكري في سورية عن مرض السكري منوهاً إلى أنه وباء القرن الواحد والعشرين، وأنه اكتشف منذ 70 سنة حيث أنه منذ 100 سنة كان الإنسان يصاب به ويتوفى دون أي مقاومة، فمثلاً لو أنه كان هنالك "أنسولين" أيام هارون الرشيد لما توفي عن عمر 45 سنة..

وتحدث الدكتور"عسّة" عن نمطين للمرض، نمط يصيب صغار السن وآخر يصيب الكبار، فالنمط الأول لا يمكن التعامل معه إلا من خلال الأنسولين، الذي هو عقار مقلّد لعمل البنكرياس.

وذكر نسب حول مرضى السكري في العالم حيث أنه هناك 150 مليون مصاب في العالم، ومن المتوقع أن يصبح هناك حوالي 300 مليون مصاب في عام 2025، وفي الشرق الأوسط وحده هنالك 12 مليون مصاب ومن المتوقع وصول العدد إلى 40 مليون عام 2025، وفي سورية هنالك مليون مصاب.

وأشار الدكتور"عسّة" إلى أن السكري كان مرض الأغنياء إلا أنه الآن مرض الفقراء.

وعن جمعية أطباء السكري في سورية أشار الدكتور إلى أن هذه الجمعية من أقدم الجمعيات الطبية في سورية فهي مؤسسة منذ حوالي 30 سنة، ووظيفتها وظيفة تثقيف وتوعية للكادر الطبي وللمرضى وتصدر مجلتين إحداهما للأطباء وأخرى للمرضى، وتهدف الجمعية إلى توضيح مشاكل مرض السكري وطرق مواجهة الاضطرابات، كما تساهم الجمعية في إنشاء معسكرات للمرض وخاصة الأطفال لكي يشعر الطفل من خلالها أنه جزء من مجتمع أكبر، كما تقوم الجمعية بإطلاق الحملات الدعائية للتوعية فقبل سنتين أطلقت الجمعية حملة حول علاقة السكري بالقلب.

الدكتورة "نجاة سنيج" أمينة سرّ جمعية أطباء السكري في سورية، شكرت شركة "أفنتس" على الدعوة وتحدثت عن دور الجمعية في إقامة الندوات لتوعية الممرضات والأطباء المقيمين الذين هم أقرب إلى المرضى من غيرهم، وتهدف الندوات إلى التوعية بالأنسولين وكيفية إعطائه.

وناقشت الدكتورة "سنيج" محور الأنسولين والاكتشافات الجديدة حوله والتي تعطي حرية أكبر للمريض في تناول الأطعمة، ذاكرةً أنه إلى حد الآن لا يوجد وقاية من داء السكري، وكل ما توصل إليه الأطباء هو الأبحاث التي لم تصل إلى الوقاية بل بقيت حول العمل في العلاج.

د."عمر أبو حجلة" اختصاصي أمراض السكري والغدد الصم في مستشفى الأردن، تحدث عن مرض السكري بشكل عام "إنه مجموعة من الاختلاطات الاستقلابية، يتميز بارتفاع السكر بسبب انخفاض نسبة الأنسولين، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تخريب عمل عدد من الأعضاء كالكلى والعين والأطراف".

وهنالك أنواع للمرض، فهنالك السكري الذي يأتي تحت سن العشرين ويتميز بنقص شديد في الأنسولين، والثاني يتميز بنقص بالأنسولين وبمقاومة كبيرة ضده وهذا يؤثر على طبيعة العلاج الذي يبدأ بالجملة الغذائية،كما أن هنالك نوعاً آخر يصيب الحوامل ويجب فيه على الحامل تتبع الإشراف على المرض حتى بعد الولادة، لذا يجب التأكد كل سنة من الخلو من المرض.

كما تحدث الدكتور "أبو حجلة" عن الآثار الأخرى التي يسببها مرض السكري، حيث إنه يزيد من مشاكل القلب والشرايين من 2 إلى 4 أضعاف، كما أنه يؤثر على الكلى ويكون السبب الرئيسي في الوفاة جرَّاء مرض الكلى، ويؤثر على العين وعلى الأطراف وهو أهم أسباب البتر، وأثبتت الدراسات أن نصف المصابين بالمرض بحاجة إلى أنسولين والنسبة تزداد، وقدم الدكتور "أبو حجلة" مجموعة من المقارنات بين مرض السكري والأشخاص العاديين في ممارسة الحياة اليومية.

وأشار الدكتور "أبو حجلة" إلى قضية مهمة جداً "أن الأنسولين عقار ضروري ولا آثار جانبية له وأن الكثير من المرضى يخافون منه مع العلم أن الدراسات أثبتت أن الأغلبية تجد الراحة بعد أخذ الأنسولين، وأخذ الأنسولين حسّن الوضع في تناول الأكل وفي ممارسة النشاط اليومي".

"ما الذي سيفعله المريض؟" كان عنواناً لأطروحات الدكتور "سامي عازار" أستاذ الغدد الصماء في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تحدث عن تغير في التعامل مع المرض والتغير في النظرة للأنسولين، مؤكداً أن المرض عندما يظهر فهذا يؤكد على كسل عمل البنكرياس منذ حوالي 10 سنين، ومع العمر يزيد ضعف البنكرياس فالهدف هو تأخير الكسل، فالبنكرياس مثلاً إذا وضعناه في وسط سكري فإنه يعمل بجهد عالي ثم يكسل فيفرز أنسولين أقل.

بعض الناس يخافون من الأنسولين ويظنون أنه سبب المضاعفات، مع العلم أن التأخير في أخذه هوالذي يسبب المضاعفات، وعندما نقول أن الوزن يزداد بعد أخذ الأنسولين فهذا طبيعي لأن أخذ الأنسولين يؤدي إلى تحسين وضع السكر في الدم.

وأشار الدكتور "عازار" إلى أن دواء "الكلاروجين" هو قفزة في الطب لأنه يعطي الحرية في تصرف الطبيب والمريض وفي أخذ الأنسولين.

وبعد أن قدم الطبيب محاضرته، فتح باب النقاش والأسئلة، التي تناولت العامل الوراثي في المرض والأنسولين وغيرها مما يتعلق بالمرض.

وأكد الدكتور"عمر أبوحجلة" أن معجزة الوسط الطبي هي اختراع الأنسولين، وأن العالم الذي اخترعه قد نال جائزة نوبل للسلام، فالأنسولين لا يبقى في الجسم أكثر من 24 ساعة ولا يترك أيَّة آثاراً جانبية.

وعن سؤال "بلدنا" حول علاقة المرض بالجملة العصبية، أجاب الدكتور "أبو حجلة" أن هنالك بعض المبالغة في تناول الموضوع فالعصبية لا ترفع السكر على درجة كبيرة، لكن لها تأثيراً من خلال ما تسببه من إحباط لدى بعض الناس وحزن، الأمر الذي يؤثر في السيطرة على مرض السكر

آخر تحديث ( 02 / 03 / 2007 )
جريدة بلدنا