على ابواب الهجرة الحلقة 1

عنوان فقط فانا جربت البعد عن سورية و لن اعيدها مرة اخرى لاعتبارات كثيرة اهمها انني اريد ان احيا في وطني كما هو لا ان اموت في قبر مترف
على باب فرع الهجرة و الجوازات في دمشق وقفت ما يزيد على ثماني ساعات في انتظار دوري للدخول و تجديد الجواز و في هذه الاثناء رايت هذا الكم الهائل من الناس الذي يريد الحصول على جواز سفر رجال و نساء و اطفال و مسنين من كل المحافظات السورية
ام لخمسة اطفال تريد ان تستخرج جوازات سفر لاطفالها و لها و ابنتها الصغرى عمرها لا يجاوز اسبوعين على اكثر تقدير و هيئتهم مشعثة و شعورهم لم تر المشط منذ شهور .. الام تضع المكياج المتقن و الحجاب الذي تفننت في ترتيبه و الاطفال يبكون حولها و هي تتشدق بالعلكة فكتتفي بوضع ال( لهاية) في فم اي واحد منهم حتى من بلغ عمره فوق الثلاث سنوات منهم
- لماذا تريدين الحصول على جواز سفر ؟
- ( بلكي صارت ركضة) هذا تعبيرها و يعني ربما استجدت حالة تستدعي الهروب خارج سورية
- طيب و اذا صارت هالركضة لوين بدك تسافري؟
- مابعرف اي بلد بس المهم مو هون تحت الخطر
اكتفي بهذا القدر من الحوار دون تعليق و الى اللقاء في حلقة قادمة


على ابواب الهجرة و الجوازات الحلقة الثانية

__________________________________________________ ______________________
وقفت ورائي صبية جميلة و هادئة الملامح
قالت لي لم احصل على دور للدخول البارحة منذ بداية الدوام الرسمي و حتى نهايته .. و هاهو اليوم الثاني ينتهي و لا يبدو اني ساصل للدور و عطلت دوامي ليومين متتالين
هل انت طالبة ؟
نعم طالبة سنة اولى في كلية العلوم
طيب لماذا الجواز ؟ هل تريدين السفر للدراسة ؟
لا اطلاقا ليس امامي مشروع سفر في المدى المنظور لكن لازم يكون معي جواز سفر !
لا تعليق طبعا
و جدير بالذكر ان كلفة استخراج جواز السفر تساوي 5500 ليرة سورية للجواز العادي و 15 الف للمستعجل

على ابواب الهجرة و الجوازات 3

بعد الوقوف لعدة ساعات في انتظار ان تدب الحياة في اللوحة الالكترونية التي تنظم الدور للدخول الى المبنى لاتمام اجراءات تجديد الجواز ، توقفت سيارة فارهة جدا و نزل منها شاب مفتول العضلات عريض المنكبين يرتدي بدلة سوداء و راسه خليق تمام مع غرة طويلة و مصبوغة بلون اسود
وقف و نظر الى الجموع شزرا ثم قال
لشو هالعجئة انت وياه شو مفكرينو دور خبز ؟
و دفع الناس بيديه ليدخل.. لكنهم ابتعدوا بانفسهم خوفا من نظراته النارية ( الزلمة الو وهرة)
بعد نصف ساعة خرج و هو يحمل ما يزيد عن 20 جواز سفر و هو يصرخ طالبا من الجماهير الغفورة الالتزام بالدور
و كانت اللوحة الالكترونية ما تزال تغط في سباتها العميق