مهرة آيلة للعروبة
جـَفـَلـَتْ وأسرجُ فوقها شطري
وأرصدُ جنبـَها حين اعتلاني دهشة ً طرفُ الرحيل ِ
ألا تـَنـَبـَّهْ يا حواريَ الخيال من التـَّسَكع بين أصقاع الكرى
ومجاهل السهد المشبـَّع بالفتيل ِ
فإنها مصلوبة ٌ في جذع غيم
منذ ألفي كربةٍ موصولة بدم تطاير فوق أكتاف الخليلْ
وعراقي المنهوب من أقصى الفرات إلى روافد دجلة
سرقوه في وضح النخيل وأسرفوا في قطع أوداج النهار
وما حملتُ له سواي وسيفَ معضلتي
وخنجرَ آهتي المغروسَ في صدر الهديلْ
فانهض إلي بمهرة عربية وبسيفك القروي يجلوه المساء
بجلسة زجـَّتْ بألفاظ الحكاية في دهاليز الدموع وأقرضت
عيني بعضَ عناية ٍ لتسيل في مجرى الأصيل .
كصهلة جيـَّشتـُها من ألف سرج ثم زوَّدتُ العنان بفارس
تجثو على كفيه قافلة الأسيل .
أيكون فقدي حاضرا ويقوم تابوتي إليه بنوبة ؟؟ ـ ، غـُلـَّت يداي ـ
وإذ بها تجري إليَّ بجلدها الليلي
والأنوار تنشرها على حبل الغليل ِ
ونصفـُها الإنسي يفترش الملامح
يختفي حينا بها وأحيانا يشطـِّر ربعـُها
ضربا من الأوصاف تختزل المحاسن بالعويل ِ
ولا أرى غير العيون تحط في دربي
وتسألني السلامة عند منتصف التوجس
يا براءة ظفرها الوحشي من جرح الصهيل ِ
وهل يلام مسافر وحدي إذا انداحت مشارفه
وغلــَّق الكلمات في إثر الخنوع على جدار من خضوع
وانحنى ظهر العدالة نازفا بلسان ِ قـِيـْل ٍ؟
لست أنبذها لأصفاد يديَّ تسلقت بهما القيود مجاهل الذنب الطويل
ولست من وضع الجريمة في رحال الصبر واحتمل العيون
تلوكه من أخمص الأحلام حتى قبضة الوهم العميلْ
وصل السقوط إلى أقاليم الضلوع
يجنـِّبُ الوسط المزنر بالليالي زلة الفجر القتيل
تقولها : ويسافر الأفق الشريد بصوتها
الشتوي يرفع حاجز الكلمات عن صدر
الفيافي
والصقيع يجندل الآهات تحت سنابك
الوقت المدجج بالشمال
ولا يخاف برودة الزمن الدخيل
وفجأة غاصت يداي بغربة بذروا بها
حلمي وأنبتت الوسائد بعد وهن من دمي
جرحا وقابلة الفجيعة في أصابعها
خيوط القول من نسج عناكبه ترقـِّع خيبة
الملك ِ الضليلْ
إلا إذا أخذت بعين الاعتذار
خيامـُنا وَطـْءَ النخيل ِ
وهذه من تلك تعصرني وتشرب حاضري
وأذوب في قعر الزمان
وأين يا قبري المكان ؟ ولحدنا في آخر القهر
المصفد بالرحيلْ
يا ويح محبرتي إذا ألزمتها رصد الخيانة
ما تقول ؟ وقد تزاحمت الأدلة في سراديب
الكلام وخلفها تتدافع الأوزارُ مثقلة ً بإلصاق
الجريمة بالقتيل
أملا بكل حقيبة وجريمة وفجيعة غادرت عنها
واليتامى لم تزل تحتل أرصفة العبوس
على مساحات الصهيل
سيكون للوعد الجميل طفولة ً
ودفاتر تزهو بها الأحلام
مهما حاصروا بالقتل خاصرة السبيل
ــــــــــــــــــــــــــــ
26/رمضان /1429
26/9/2008