أمير قطر يضيء شوارع غزة
د. فايز أبو شمالة
بعدخمسة وأربعين عاماً من تواصل الاحتلال الإسراٍئيلي، يصادف اليوم الأحد الموافق 3/6وصول أول شحنة وقود قطرية إلى قطاع غزة عن طريق معبر "كرم أبو سالم"،لتكون دولة قطر أول الدول العربية التي نجحت في تقديم يد العون المباشرللفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
ولماكانت حمولة الناقلة القطرية مقدارها 25 ألف طن من الوقود، فمعنى ذلك أن ضخ الوقودالقطري ستواصل لمدة شهرين تقريباً، بمعدل 450 ألف لتر، وهي الكمية التي تحتاجهامحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بشكل يومي.
إندخول الوقود القطري عن طريق معبر "كرم أبو سالم" يعطي لإسرائيل الحقالمطلق في التحكم في كمية الوقود الداخل إلى قطاع غزة، ويعطي لإسرائيل الحق في قطعخطوط الإمداد عن غزة متى شاءت، بالتالي التحكم في أيام العمل، ثم يوفر لشركاتالنقل الإسرائيلية فرصة الربح المالي جراء نقل الوقود من معبر العوجا المصري حتىمعبر "كرم أبو سالم"، هذه بعض الملاحظات التي ذكرها السيد إسماعيل محفوظوكيل وزارة المالية، والتي حالت دون موافقة الحكومة الفلسطينية في قطاع غزةلاستقبال الوقود القطري عن طريق معبر "كرم أبو سالم" كل تلك الفترةالزمنية؛ حيث رست ناقلة النفط القطرية في الموانئ المصرية، فإذا أضيف لما سبقالبعد السياسي فيما لو تم وصول الوقود العربي القطري مباشرة من مصر العربية إلىسكان قطاع غزة العرب، دون أن يمر عبر البوابة الإسرائيلية، إن وصول الوقود القطريعبر البوابة المصرية ليدلل على قدرة العرب على كسر الحصار الإسرائيلي. وهذا ما ينتظرهالفلسطينيون في قطاع غزة من الرئيس المصري المنتخب، وما يتمنوه على إخوانهمالمصريين في تجاوز معيقات كسر الحصار.
مايجب أن يعرفه العرب والفلسطينيون؛ أن العلاقة بين حكومة سلام فياض في رام الله وبينمحطة توليد الكهرباء في غزة، هي علاقة تجارية محضة، وقد حققت حكومة رام الله ربحاًمالياً مقداره 12مليون شيكل تقريباً على مدى الأسابيع الماضية، مقابل بيع الوقودلغزة بسعر 5.1 شيكل لكل لتر، بينما تشتري حكومة رام الله الوقود من إسرائيل بسعر3:1 شيكل لكل لتر. وما يجب أن يعرفه الفلسطينيون أن شركات نقل الوقود الإسرائيليةمن ميناء أسدود وحتى معابر غزة، كانت أكثر المتضررين جراء وصول الوقود القطري لغزة.
أميرقطر غير جدير بالتقدير لأنه سيضيء البيوت في قطاع غزة لمدة شهرين، أمير قطر جديربالتقدير لأنه كسر جدار الخوف والتردد، واقتحم المحذورات الإسرائيلية، وأحرجالجميع حين زود قطاع غزة بما يحتاجه من وقود.