جدول المتابعة اليومي في هذه الرسالة يساهم بالتذكير ببعض الأعمال التي يمكن للفرد أن يقوم بها في نهاره أو في ليله وحتى قبل نومه ، وقد قمت بإختيار أعمال معينه تتكرر يومياً في أوقات مختلفة وهي:
* أذكار الصباح.
* أذكار المساء.
* قراءة كتاب مفيد.
* قراءة القرآن مع تفسيره.
* ذكر: و أقصد هنا أن يختلي الفرد بنفسه ولو لدقائق يجلس فيه ليذكر الله سبحانه وتعالى و يسبحه ويحمده ويستغفره ، فلك أن تخصص لذلك بعض الوقت 10 دقائق - 15 دقيقه - 30 دقيقه وأن تختم خلوتك هذه بدعاء صالح لك وللمؤمنين ، قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( أفضل العباده الدعاء ) سلسلة الاحاديث الصحيحه 1579.
* حفظ جزء من القرآن.
* صلاة الوتر.
* قيام الليل.
* عمل خير: وهو أي عمل تحتسب فيه الأجر عند الله ويكون لوجه الله تعالى من صدقه لمحتاج ، تفريج كربه لمكروب ، مساعده لصديق أو زميل في العمل ، زيارة مريض .....الخ , من الأعمال الطيبة حتى وإن كانت يسيره فأجرها عند الله كبير ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ) رواه مسلم.
- وبعد أن حصرنا أهم ما يُنجز في اليوم الواحد ، ابدأ الآن بتقييم نفسك وأنظر إلى يومك ومدى إنجازك فيه , وبانتهاء اليوم تستعرض ما قمت به من أعمال صالحه تسرك فترتفع معنوياتك وتشعر بحلاوة الإنجــاز ، وهنيئاً لمن يجد يومه مليء بذكر الله.
- وهنا أود أن أشير إلى ما ذكره علماء النفس عن أهمية الإنجاز للفرد في اليوم الواحد .. فمن بواعث سرور المرء وراحته أن يبحث في آخر يومه عن عمل قد أنجزه وحقق من خلاله سعادة ورضا له أو للآخرين ، فإن وجد - حتى وإن كان عملاً بسيطاً- فقد تحقق له بذلك السعادة والإحساس بالوجود " أنا أعمل إذن أنا موجود ".
- فما بالك بهذه الأعمال الصالحة وعظم ثوابها عند رب العالمين ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون).
- فعلى العاقل أن يتدارك أوقاته، وأن يعد أنفاسه، وأن يكون حافظاً لوقته شحيحاً به، فلا يفرط في شيء من لحظات عمره إلا بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة
إنــا لـنـفــرح بالأيـــام نقـطعـهــــا وكل يــوم مضى يدني من الأجـل
فـاعمل لنـفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل
- وسيسأل العبد عن جميع شؤونه في الدنيا، وربه أعلم به، لكن ليكون الإنسان على نفسه بصيرة..
- أخرج الإمام الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ).
- وليس أفضل من أن يحاسب المرء نفسه بنفسه قالَ عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: " حاسِبُوا أنْفُسَكُم قبلَ أنْ تُحَاسَبُوا ، وزِنُوا أنْفُسَكُم قبلَ أَنْ تُوزَنوا ؛ فإِنَّهُ أهونُ عليكُم في الحسابِ غداً أنْ تُحاسِبوا أنْفُسَكُمُ اليومَ ، وتزَيَّنُوا للعَرْضِ الأكْبَرِ: ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) الحاقة: 18 ".
- وقال الفُضَيل بن عِياض: المؤمنُ يحاسب نفسه ويعلم أنّ له موقفاً بين يدي الله تعالى ، والمنافق يغفل عن نفسه ، فَرَحِمَ اللهُ عبداً نظر لنفسه قبل نزول مَلَك الموتِ بِه.
وختاما لا تنسوني من صالح دعائكم.
وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه وأن نتعاون على ما فيه خير وصلاح أنفسنا.