منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    حوار يدعى إليه في باريس

    حوار يُدعى إليه في باريس






    في باريس


    الإسلام والنصرانيّة


    فيم يتحاوران؟



    فيصل الملوحيّ

    مقدّمة للمعرّب:

    أولاً: يخشى بعض الناس من لفظ ( النصارى)، ويقولون: نحن ندعو إلى الوئام والتحابّ بين المواطنين جميعا، لا إلى التنفير، وأقول لفظ النصارى تعبير من المسلم يحترم به شريكه في الوطن اقتداء بقوله الله تعالــى: يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم: للحواريّين من أنصاري إلى الله؟ قال الحواريّون: نحن أنصار الله:: :۞ الصفّ 14
    ثانياً: لا أخشى أبدا من حوار مع شريكي في الوطن لأنّه يدافع عن وطنه من غزوات كانت بالسيف قديما، وصارت احتيالا علينا ليكون السيف في أيدينا.
    العنوان خدّاع، فليست القضيّة حوارا بين الإسلام والنصرانيّة كما نفهمه نحن أبناء الوطن الواحد، وإنّما هو عند الأو ربيّين – تحت لافتة الحوار - دراسة عمرانيّة ( اجتماعيّة ) تُفيدهم في معرفة أنجع الوسائل للسيطرة علينا.
    لا أنقل الإعلان الخاصّ بالحوار ترويجاً له، بل لنطّلع على ما يبذلونه لأنفسهم باسم الحوار.
    ليس الحوار أمراً سهلا ، بل هو مخيف إذا لم يقم به مخلصون أولاً لدينهم، متمكّنون في علوم الشريعة وفي علوم غربيّة حديثة كعلم النفس والعمران البشريّ ( علم الاجتماع ) ..وبحوثهم اللاهوتيّة..

    وهذا مثال عن حوار من متمكّن وبيان عن أهداف الأوربيّين ممّا يسمّــونه الحوار، في كلام الدواليبيّ ما يُثبت أنّم لا يريدون خدمة الكتاب المقــدّس بقدر ما يخضعون لأمانيّ من يحتلّ جزءاً عزيزاً من وطن يحرص عليه كــلّ مواطنيها من مسلمين ونصارى ومن اليهود الذين لم يتأثّروا بدعايــــــــــة ( أرض الميعاد ):
    لماذا لا يبشًرون بين اليهود:

    ويستطرد الدكتور الدواليبي قائلاً :
    "لقد قلت صراحة للكاردينال"بيمونوللي"في جلسة خاصة أثناءفي الحوار"إنني أحمل شهادة دبلوم في الحقوق الكنسية"، فدهش وقال : إن شهادة"الحقوق الكنسية لا تعطى إلا لمسيحي، فكيف حصلت عليها".؟
    فأجبته: بأنني نلتها"دبلوم اختصاص"من جامعة باريس لا من"الجامعة الكاثوليكية"وأنني أثناء قراءاتي للإنجيل والتوراة والكتاب المقدّس قراءة متعمقة، لم أستطع أن أفهم بعض النصوص التي جاءت في الانجيل، وهي عميقة الاشكال عندي، ولم أجد حتى الآن من أسأله هذا السؤال، لأنه سؤال عميق، وعلى المسؤول الذي سيتولى الإجابة عنه أن يتمتع بأعلى سلطة في الكنيسة، وهذه المرة الأولى التي أجتمع فيها مع الرجل الثاني في"الفاتيكان"، فهل تسمح لي أن أسأل؟".
    قال: تفضل.
    قلت: لمن أرسل السيد المسيح.؟
    قال: يا دكتور، تقول إنك تحمل شهادة في "الحقوق الكنسية". وأول شروط الحصول على هذه الشهادة أن يكون حاملها متعمقاً بدراسة الانجيل، فكيف تسأل هذا السؤال، وفي الانجيل الجواب الصريح الواضح الذي يقفزإلى العيون.؟
    قلت:"قول المسيح:إنما أرسلت لخراف بني إسرائيل الضالة"إشكالي هذا، وهي تعني أن مهمة السيد المسيح كانت محصورة بالتبشير بين بني اليهود، فما معنى أنكم ترسلون المنصرين بين المسلمين ولا ترسلون منصِّرا واحداً إلى اليهود؟؟.
    "أضفت- والكلام لايزال للدكتور الدواليبي-أن اليهود يتهمون السيد المسيح بأنه ابن زنا، وإن أمه السيدة مريم زانية. ويؤكدون ذلك ولايعدّون ولادة أتت بدون زواج. إلا الإسلام:فقد طهّر السيد المسيح، ودافع عنه، وقدّس أمّه مريم العذراء التي ولدت بمعجزة، وأن المسيح ابن شرعيّ لا ابن زنا. وإذا قال السيد المسيح: إنماأرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة-أي-اليهود- فهذا يعني أن المنصّرين الذين ثبتتهم الكنيسة في أقطار العالم الاسلامي كان عليهم أن يرسلوا إلى اليهود لا إلى المسلمين".

    وماذا كان جوابه؟
    د. دواليبي: قال غداً سوف أجيبك.
    "في اليوم التالي، أعلن قرار"مجمع الفاتيكان الثاني" : أن"الفاتيكان"قرر وقف التنصير الكاثوليكي في العالم". ( طبعاً إلى حين!! – المعرّب )
    وكان ذلك في يوم وداعنا لهم، وعودتنا إلى الرياض..!!

    معلومات مفيدة:

    الموعد: الخميس20 أيّار 2014– الساعة السادسة والنصف مساء
    المكان: الدرجة الثانية في القاعة
    الدخول: مجانيٌّ في حدود الأمكنة المتبقّية.
    المتحاورون: لوي ماسِّنيون ومحمّد عبد الجليل و لوي غراغيه وجرجس اناواتي .Anawati
    الموضوع: الدين بين الإسلام والنصرانيّة.
    المشاركون في الحوار:النواحي الفرنسيّة les communes والأحياء والجمعيّات وممثّلون متعاونون مسلمون ونصارىهم أساس هذا الحوار. ويرى الأب كورتوديير ممثّل الأسقفيّة لعلاقاتها الإسلاميّة:أنّ الحوار لا يجري مثلا في منطقة السين سان ديني la Seine St Denis التي يقطنها 450000 مواطن ذوو منبت إسلاميّ من منطلق إيمانهم بالحريّة، بل للإحساس بضرورته.
    وإذا صعدنا إلى القمّة نجد دولا ومؤسّسات دوليّة يتنامى إحساسها بضرورة حوار الأديان، فتناقش موضوع"صراع الحضارات" ومشكلة الإرهاب الإسلاميّ الذي يتفاقم خطره يوماً بعد يوم.. وها هي المملكة العربيّة السعوديّة تموّل حديثاً في فيينة منشـأة ضخمة لحوار الأديان. لكن علينا ألا نغفــــل دوافع أخرى لهذا لحوار كالبحث عن تعايش أفضل بين أتباع الأديان« يقوم به مسؤولون يمثّلون مؤسّسات لها وزنها.
    يجدر بنا حقّاأن نناقش بلا خوف هذه القضيّة من جذورها،ونتساءل عن مادّة الحوارالدينيّ الإسلاميّ النصرانيّ، ونبحث عمق ما يحمله كلّ طـرف في ذهنه عن الطرف الآخر، ونؤسّس لعمـــل فكريّ جادّ تتبنّاه ديانتا التوحّيد، نناقش فيه موضوعَي الحريّة الدينيّة ومشكلةالجماعة الصغيرة التي تدين بدين يخالف الدين السائد في مجتمعها، ونسلّط الضَوْء على علاقة الدين بالسياســة في العالمين النصرانيّ والإسلاميّ، وعلى تفاعله مع الحداثة في أوربة والمشرق المسلم.
    باختصار علينا أن نبحث عن أشياء أخرى غير النواحي المعروفة وأعمال مؤسسات الدين الإسلامية والنصرانيّة، فالضرورة تفرض عليناا أن نتعاون للقيام بعمل جادّ في كلّ جوانبه العلميّة والتاريخيّة والفلسفيّة والعمرانيّة ( الاجتماعيّة ) اللاهوتيّة.
    ستتولّى الأمسية مسؤوليّة معالجة قيّمة لهذا الموضوع، ولن تتوقّف حتى تصل به إلى خواتمــــــه، يقودها تجمع بحّاثة وممثّلين دينيين من ضفّتي البحر الأبيض المتوسّط.
    سنكون مع كلّ من:
    - جاك هانتزنغر سفير فرنسة السابق، مدير ملتقى حوار البحرالأبيض المتوسط في ملتقى بيرناندان، له عدّة مصنّفات: كان البحر المتوسّط يوما! ( نشر المركزالوطنيّ للأبحاث العلميّة 2010) – الربيع العربيّ والدين ( نشر دار كلام وصمت بارول أي سلانس– مجموعة الإنسانيّات عام 2014)
    - محمّد صغير جنجار: نائب مدير منشأة عبد العزيز، منسّق مؤتمر الرباط للحوار الإسلاميّ النصرانيّ.
    - رشيد بن زَيْن: أستاذ في جامعة اكس ومرسيليّة، كاتب متخصّص في الشؤون الإسلاميّــــة، مصنّف: مفكّرو الإسلام الجدد ( نشر ألبان ميخائيل 2004 عام) والقرآن المفسّر للصغـــــــار ( نشر دار سُيْ عام 2013).
    - كريستوف روكو: مدير المصلحة الوطنيّة لمؤتمرأساقفة فرنسة للحوارالإسلاميّ النصرانيّ.
    - فابيين روبير: خرّيجة معهد العلوم السياسيّة في اكس ان بروفانس، ومهندسة الأبحاث في ملتقى بيرناندان، ومصنّفة كتاب التحضير الحوار الإسلاميّ النصرانيّ ( نشر دار كلام و صمت بارول أي سلانس– مجموعة الإنسانيّات ).




    Islam, christianism : Quel dialogue ?
    Informations pratiques
    Quand Jeudi 22 mai 2014 à 18h30
    Où Auditorium, niveau -2
    Combien Entrée libre dans la limite des places disponibles.
    Il existe un dialogue interreligieux entre le christianisme et l'islam, dont les pionniers ont été Louis Massignon, Mohammed Abd-el-Jalil, Louis Gardet, Georges Anawati. Ce dialogue existe, à la base comme au sommet, si l'on peut dire. A la base, dans les communes, les quartiers, les associations et des acteurs religieux chrétiens et musulmans travaillent ensemble. Ainsi, par exemple, dans un département comme la Seine St Denis, où il y a 450.000 personnes d'origine musulmane, "le dialogue n'est pas facultatif, il s'impose", selon la formule du père Courtaudière, délégué de l'épiscopat pour les relations avec les musulmans.
    Au sommet, la récente installation, à Vienne, d'une très importante fondation sur le dialogue interreligieux financée par l'Arabie Saoudite exprime cette préoccupation croissante des états et des institutions internationales à l'égard du dialogue interreligieux, conçu comme une parade au « choc des civilisations » et à l'islamophobie croissante. Mais il y a d'autres dimensions du dialogue interreligieux que ces seules dimensions du terrain, du « mieux vivre ensemble», et des rencontres des grands acteurs institutionnels.
    En fait, il faut oser se poser la question de la réalité, de la substance du dialogue islamo-chrétien. Il faut s'interroger sur la perception très généralisée d'une profonde altérité entre le christianisme et l'islam, dans l'histoire et ses prolongements actuels. Il faut s'interroger sur la possibilité d'un réel travail théologique entre les deux monothéismes, sur les débats nécessaires sur la liberté religieuse et les minorités religieuses, sur la relation entre le religieux et le politique dans les deux mondes chrétien et musulman, sur le rapport à la modernité dans les deux mondes européen et musulman.
    Bref, au delà des dimensions pratique et institutionnelle de l'interreligieux, entre le christianisme et l'islam, il y a la nécessité d'un important travail scientifique, historique, philosophique, sociologique, et théologique à mener entre les uns et les autres.
    Cette soirée a pour objet de rendre compte des principales analyses et conclusions d’un long travail, menées entre chercheurs et acteurs religieux des deux rives de la Méditerranée.
    Avec :
    Jacques Huntzinger, ancien ambassadeur de France, directeur du séminaire Dialogue méditerranéen du Collège des Bernardins, auteur des ouvrages Il était une fois la Méditerranée (éd. du CNRS, 2010) et Les printemps arabes et le religieux (éd. Parole et Silence, Collection Humanités, 2014).
    Mohamed Sghir Janjar, directeur adjoint de la fondation Abdul Aziz, organisateur du colloque de Rabat sur le dialogue islamo-chrétien.
    Rachid Benzine, professeur à l'université d'Aix et Marseille, écrivain, spécialiste de l'islam, auteur des ouvrages Les nouveaux penseurs de l'islam (éd. Albin Michel, 2004) et Le coran expliqué aux jeunes (éd. du Seuil, 2013).
    Christophe Roucou, directeur du service national de la Conférence des Evêques de France pour les relations avec l'islam.
    Fabienne Robert, diplômée de l'IEP d'Aix en Provence, ingénieure de recherche au Collège des Bernardins, auteure d'un ouvrage en préparation sur le dialogue islamo-chrétien, dans la collection Humanités aux éditions Parole et Silenc
    e.

  2. #2
    الموضوع لافت أستاذ فيصل,مررت بسرعة وسأعد ردي.

  3. #3
    دكتورة في لجنة القياس التعليمي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    579
    السلام عليكم الموضوع صعب....
    أسجل مروري وسأحاول العودة ...


    إنّنا نحتاج إلى أن نستعيد عافيتنا العاطفيّة،
    كأمّة عربيّة عانت دومًا من قصص حبّها الفاشلة،
    بما في ذلك حبّها لأوطان لم تبادلها دائمًا الحبّ.
    حينها فقط، عندما نشفى من هشاشتنا العاطفيّة المزمنة،
    بسبب تاريخ طاعن في الخيبات الوجدانيّة، يمكننا مواجهتهم بما يليق بالمعركة من صلابة وصرامة. ذلك أنّه ما كان بإمكانهم الاستقواء علينا لولا أنّ الخراب في أعماقنا أضعفنا، فقد أرّقتنا قصص الحبّ الفاشلة وأنهكتنا.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  4. #4

    اًالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخ فيصل
    موضوع مهم حقاً سبق كتبت فيه عدة مرات طوال السنوات الماضية أذكر منها سلسلة حلقات بعنوان: "حوار أديان ... أم عدوان جديد"
    في عام 2005 أو 2006 تقريباً ونشرتها في أحد الصحف الورقية الأسبوعية التي كنت أكتب فيها هنا أسبوعياً أقتطف لهذا المقام منها بعض الفقرات اسأل الله أن يكون فيها الفائدة هنا على الموضوع الذي تفضلت به أعلاه:
    حوار أديان ... أم عدوان جديد
    مصطفى انشاصي
    الحديث عما يسمى "حوار الأديان" حديث له تشعبات كثير، تحتاج إلى أهل الاختصاص في مجالات عدة للحديث عنه، مع الأخذ في الاعتبار استبعاد التلبيس على الأمة من أنصار هذه الحوارات، التي تعتبر النصرانية واليهودية أديان سماوية..؟!!. في الوقت الذي يتجاهلون فيه مخاطر ذلك على الأمة وعقيدتها، ويعلمون أن هذه الحوارات هي حلقة من حلقات الحرب على الأمة والوطن من قبل الغرب اليهودي ـ النصراني، الهدف منها تجريد الأمة من روح المقاومة، وتركها نهبا لأعدائها المتربصين بها من قرون طويلة. والجديد في هذا العدوان هو: إشراك اليهود في هذا الحوار. لذلك لم يعد لنا بد من الكتابة عن أبعاد ومخاطر هذا الحوار، ونحاول جهدنا أن نلقي الضوء على حقيقة اليهودية كدين، وعلى أصولها العقائدية الوثنية، ونظرتها للآخر، لغير اليهودي الذين تعتبرهم "جوييم"، أي حيوانات.
    النصارى أشد وثنية
    أريد أن أوضح من البداية أن النصرانية دين وثني أشد تعقيدا من اليهودية، فإن كان اليهود لهم عقيدة واحدة هي عقيدة "يهوه"، ويعتقدون أن "يهوه" هو إلههم الخاص من دون جميع المخلوقات، وأنهم هم وحدهم "شعبه المختار" من دون بقية شعوب الأرض، لأن بقية شعوب الأرض ليسوا بشر، ولكنهم "جوييم" حيوانات خلقت على هيئة الإنسان لتليق بخدمة "الشعب المقدس للرب يهوه". فإن النصارى حقا جهلة وضالين ومضلين كما وصفهم الله تعالى في كتابة الكريم في سورة الفاتحة، وذلك لأنهم يجمعون إلى جانب عقيدة التثليث الوثنية التي أدخلها الحاخام اليهودي بولس على عقيدة المسيح، من أجل أن يرضي ويكسب الشعوب الوثنية للدخول في المسيحية، فالنصارى يجمعون إلى هذه الوثنية وثنية اليهود، ودين اليهود، الذي هو في الأصل دين عنصري، قبلي، إلهه "يهوه" ليس هو إلههم "المسيح بحسب عقيدتهم الفاسدة" ولكنه إله آخر، وهو ليس إله لجميع البشر المؤمنين به وغير المؤمنين، كما هو المسيح بحسب عقيدة النصارى، ولكنه إله اليهود وحدهم.
    فهؤلاء الضالين يجمعون بين متناقضين، ويؤمنون بإلهين مختلفين، كل منهما لا يعترف بالآخر، ويتحالفون مع أتباع "يهوه"، اليهود، الذين لا يعترفون بمسيحهم لا نبي ولا إله، بل وهم بحسب عقيدتهم الباطلة، قاتلوا إلههم وصالبوه، وسبب كل معاناة البشرية، وذلك عداء وحقدا على الإسلام والمسلمين، ومن هنا تأتي خطورة هذه الحوارات.
    كذبة المحبة والتسامح النصراني
    وإن كنا قد نجد في النصرانية بعض الوصايا والتعاليم التي تتحدث عن المحبة والتسامح والسلام والإخاء بين الناس، وإن كانت كاذبة، وخادعة، ومضللة، والتاريخ يثبت ذلك، والشواهد أكثر من أن تحصى، بدء من المجازر والمذابح التي ارتكبت في الحروب الصليبية الأولى باسم المسيح عليه السلام، والمسيح براء منهم ومن جرائمهم، مرورا بالمجازر والمذابح التي ارتكبت في محاكم التفتيش في أسبانيا الحالية، بعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس، وإكراه المسلمين للتخلي عن دينهم بالقوة الوحشية، إلى الغارات والمذابح الوحشية التي كانت ترتكب ضد الآمنين في دول الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط الإسلامية، إلى السواحل الإسلامية الجنوبية في شرق إفريقيا وعمان والهند وغيرها، التي كان قراصنة البحر من برتغاليين وأسبان يعتبرون مذابحهم وغدرهم بالسكان المدنيين والآمنين، وتدمير مساجدهم، وتقطيع أوصالهم، عبادة وقربة للرب الذي يعبدونه من دون الله. أم جرائم تجارة العبيد التي كانت تتم باسم الدين و"المسيح"، أم عمليات التنصير التي انتشرت في إفريقيا وآسيا والعالم الجديد، التي تبين أنها لم تكون لهداية الناس، وإخراجهم من الضلال كما كانوا يخدعونهم بهذا الهراء، ولكن من أجل استعبادهم، ونهب وسرقة ثرواتهم، واحتلال أوطانهم.
    وكل الجرائم التي حدثت في الماضي، كانت تحدث تحت ذرائع كاذبة، يسمونها: نشر رسالة المسيح، وهداية الشعوب الأخرى إلى طريق المسيح، ونشر المدنية والحضارة، وتعليمها لكافة الشعوب، وإخراجهم من الجهل والتخلف الذي يعيشون فيه. ولا زالت ترتكب في الوقت الحاضر أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وتباد شعوب، وتتعذب أمم، بنفس الدعاوى الكاذبة السابقة، وباسم: نشر الديمقراطية، الحرية، وحرية التعبير عن الرأي، ونشر الحقوق المدني، وحقوق الإنسان، ...ألخ، مما تعاني منه شعوب الأرض المستضعفة، ويعتبره الغرب اليهودي ـ الصليبي وسيلته للتدخل في الشئون الداخلية للشعوب المسلمة، واحتلال وطنها، ونهب وسرقة ثرواتها، واستغلال جهود وطاقة أبنائها.
    إن كنا نجد في النصرانية ما يمكن أن يخدع به قساوستها ودعاتها به الشعوب الغافلة، أو الوثنية، وثنية بدائية، وإن كان بها يمكن للنصارى أن يتحدثوا عن تعاليم إنسانية، ويريدون تعميمها ونشرها على ربوع الأرض، فماذا نجد في اليهودية؟! التي تبدأ بإله خاص، عنصري، قبلي، وتنتهي بأخلاق الانحطاط اللإنسانية، التي تدمر الإنسان والمجتمع، وتنشر وتشجع الجريمة بكل أنواعها وأشكالها، وهي أخلاق أيضا خاصة بـ"الشعب المقدس للرب يهوه"، وليست خاصة ببقية الشعوب ـ كما سيأتي معنا أمثلة على تلك الأخلاق.
    الأهداف الخبيثة لما يسمى (حوار الأديان السماوية)
    ضوابط الحوار عند المسلمين مع أهل الكتاب
    كثيرين هم الذين يتحدثون عن الحوار مع الآخرين وخاصة مَنْ اعتبرهم القرآن الكريم أهل كتاب، أي اليهود والنصارى، ويستشهدون بآيات كريمة من القرآن الكريم على شرعية دعوتهم للحوار، واحترام الإسلام لأصحاب الديانات الأخرى ومعتقداتهم وحقهم في حرية الاعتقاد...إلخ. وذلك حق؛ ولكنهم يتغافلون عن الضوابط التي وضعها القرآن الكريم عند حوارنا مع أهل الكتاب خاصة، ومع أصحاب العقائد الأخرى عامة، وعن تحذيرنا منهم ومن نواياهم الخبيثة أثناء الحوار؟! وأن الله تعالى في الوقت الذي أمرنا فيه باحترام أهل الكتاب وأصحاب الديانات الآخرين؛ فإنه حذرنا منهم بمثل قوله تعالى: (ودوا لو تدهن فيدهنون) القلم:٩. وقوله تعالى: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً) النساء:٨٩. وقوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) البقرة:٢١٧. وقوله تعالى: (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة) النساء:١٠٢.
    وقوله تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة:١٢٠. وهذا أكثر شيء ينطبق على السياسيين وقد سبق أن قلنا قبل ذلك أن الغرب كله ليس سواء وهناك من يرفض سياسة بلاده، ودليل ذلك قوله تعالى: (ولا تتخذ اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض) المائدة:51. أي أنه هناك من اليهود والنصارى مَنْ سيرفض التحالف الذي سيقوم بينهما ضد المسلمين، كما هو حادث اليوم، وأولئك الرافضين لذلك التحالف نحن لا عداء بيننا وبينهم، وهم الذين علينا أن نحترم حقوقهم في الاعتقاد والحوار معهم، كما قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) العنكبوت: ٤٦
    أما الآخرين المتحالفين والمتآمرين ضدنا والمحاربين لنا فقد استثناهم القرآن الكريم من الجدال بالتي هي أحسن، وأمرنا أن نعاملهم بمثل معاملتهم، لذلك عندما يبرر علماء السلطان لتلك الحوارات والمشاركة فيها بآيات من القرآن الكريم منها تلك الآية الكريمة تجدهم لا يكملونها، لأن تكملتها تبين أن المجادلة بالتي هي أحسن ليست مطلقة ولكنها مقيدة بقوله تعالى: (إلا الذين ظلموا منهم)!.
    والمشكلة أن الذين ظلموا منهم هم الذين نتحاور معهم ونجلس إليهم وننشد ودهم الذي حذرنا منه الله تعالى في الآيات السابقة، وذلك ما تؤكده تلك الحوارات وشروطها والبيانات التي تصدر عنها. ففي الوقت الذي نقرأ فيه في بيانات تلك المؤتمرات تجريم لحق شعوبنا المحتلة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها، واعتبار حقهم بالمقاومة الذي شرعته لهم الرسالات السماوية والقوانين الوضعية (إرهاباً)؟! زلا نسمع أو نقرا في تلك البيانات عن اغتصاب العدو اليهودي لقلب الأمة والوطن (فلسطين)، ولا عن جرائمه اليومية البشعة التي تسمعون عنها كل يوم، ولا نسمع أي إدانة صريحة وواضحة لتلك الجرائم التي يرتكبها المحتل الغربي للعراق وأفغانستان؟!
    دين توحيد سماوي واحد لا أديان توحيدية
    لأن هدف اليهود والنصارى منذ أمد طويل هو تحقيق اختراق في العقل المسلم، وكسب الشرعية السماوية حتى يتمكنوا من غزو عقول المسلمين بعقائدهم وأخلاقياتهم الهدامة بزعم أنها أديان توحيدية سماوية، ومن أجل التخفيف من حدة الصورة السوداء القاتمة والبشعة عند المسلمين تجاه الغرب اليهودي ـ النصراني، التي كونتها لديه تلك الجوالات التي لم تنتهي من الصراع والحروب والاحتلالات والفتن التي مارسها/ويمارسها الغرب ضد الإسلام والمسلمين، كان ما يسمى (حوار الأديان السماوية) على اعتبار أن اليهودية والنصرانية مازالت تحتفظ بأصلها السماوي، وأنها ديانات توحيدية كالإسلام، وأن كتبها التي بين أيدينا هي وحي مُنَّزل من عند الله، من أجل اختراق العقل والمجتمع المسلم!.
    فالهدف من تلك الحوارات هو أن تُكسب تلك الأديان الوضعية صفة السماوية والتوحيدية على الرغم من فقدانها لوحدانيتها وروحانيتها وصفتها السماوية بعد ما جرى عليها من يد الإنسان من تحريف وتبديل أبعدها عن أصلها السماوي، وغدت أقرب إلى الوثنية منها إلى التوحيد، وأقرب إلى الأديان البشرية منها إلى إلي الأصل السماوي لها. إن الاعتراف باليهودية والنصرانية أنها ديانات توحيدية وسماوية على الرغم من وثنيتها، ووضعها على نفس مستوى الدين السماوي الوحيد (الإسلام) يعتبر ذلك اعتراف من المسلمين بشرعيتها السماوية، في الوقت الذي لا تعترف هي فيه بشرعية الإسلام السماوية على الرغم من كل الإشارات والنبوءات عن نبي الإسلام وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين التي مازالت موجودة فيها بعد كل ما جرى عليها من تحريف! بمعنى أننا نُعطيها في عقول أبنائنا الشرعية السماوية لأننا نؤمن بأصولها السماوية بنص القرآن الكريم، في الوقت الذي لا يحصل الإسلام فيه على نفس الشرعية السماوية عند اليهود والنصارى لأنهم لا يوجد عندهم أي نص يأمرهم بالإيمان بالإسلام أنه دين سماوي توحيدي مُنَّزل من عند الله!. ذلك يعني إضفاء شرعية إلهية على الحضارة الغربية المادية اليهودية ـ النصرانية، التي ارتدت بالكلية إلى أصولها الوثنية الإغريقية والرومانية بعد الانفصام الذي حدث بين الدين والدولة بعد انتهاء العصور الوسطى الأوروبية، لأن الإسلام كان في ذروة تقدمه العلمي في تلك العصور.
    وإننا نرفض الاعتراف بها أديان توحيدية سماوية لأن الله تعالى لم يخبرنا بأنه أنزل أديان سماوية متعددة، ولكنه أخبرنا أنه أنزل دين سماوي توحيدي واحد على جميع الأنبياء والرُسُل عليهم جميعا الصلاة والسلام، على اختلاف أقوامهم وأزمانهم، هو الإسلام. وأن هذا الدين التوحيدي السماوي والوحيد المُنَّزل من عند الله يقوم على أساسين هما: العقيدة والشريعة. أما العقيدة فهي واحدة لم تختلف في مضمونها وجوهرها من آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد. وهي الدعوة إلى وحدانية الله تعالى وتنزيهه عن كل شريك، والإيمان باليوم الآخر والبعث والنشور والحساب والجنة والنار. فكان كل نبي أو رسول يُصدق من سبقه في هذا الأصل الواحد ويُبشر ببعثة مَنْ سيأتي بعده. قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ }الشورى: 13 {وبناء عليه لا يعقل أن يُنَّزل الله تعالى على رُسُله تناقضات تتعلق بذاته سبحانه، واحد يقول أن عزير بن الله، وآخر يقول أن الله ثلاثة ثلاثة وثالث يقول أن الله واحد أحد لا شريك له، ويكون كل منهم صادق فيما يقول؟! وهو سبحانه الذي قال: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مَن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِن إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ }المؤمنون: ٩١{
    أما التشريع فهو مجموع الأحكام الإلهية التي تنظم حياة الناس والمجتمع، وهذه تختلف من نبي إلى ىخر بحسب قومه وزمانه، ولأنه كان كل رَسُول يُرسل إلى قومه فقط، قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام مخاطباً بني إسرائيل: ﴿وَمُصَدِقَاً لِمَاَ بَيِنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِاُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيِْكُمْ وَجِئْتُكُم بِأَيِةٍ مِن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعوُنِ﴾ } آل عمران:٥٠ {أي أنه جاء مُصدقاً في شِق العقيدة لدعوة موسى عليه السلام لوحدانية الله، وببعض التيسير في الجانب التشريعي بنسخ بعض ما نزل على موسى مما كان فيه تشديد.
    تحياتي


  5. #5
    أستاذ مصطفى, ماقدمته صحيحا جدا, والموضوع مستفز, وانا معك ولكن:ألا ترى انه ليس من صالحنا شن الحرب المباشرة على كل من انحرف على الجادة على الأقل في زمننا هذا؟.إلى ان يمد الله لنا الطريق بالحسنى اولا؟. وهذا لايعني الموافقة على الحوار بل اتخاذ أساليب اخرى دبلوماسية لتحقيق لم شمل بدائي على الأقل.
    مجرد وجهة نظر.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  6. #6
    نعم أخي أسامة فالقاعدة الشرعية تقول: الحاجة تقدر بقدرها! وعندما تكون لدينا عدة قضايا يجب علينا أن نرتب أولوياتنا في مواجهتها نحن الذين لا نملك قرار وجعلنا طلاب الدنيا والمسترزقين بالمقاومة والفكر والبحث وغيرها عاجزين ولا نملك القدرة على الفعل لا نملك إلا القلم والكلمة كأضعف الإيمان، علماً أني سابقاً كنت أعتبر ومازلت أن الكلمة تسبق الرصاصة وهي التي تفجر الثورة وتغير الواقع .. لذلك معك فيما قلت ولكن هو لفت الانتباه لقضية مهمة ةالتحذير من عواقبها لتبقَ معلومة يستحضرها من يقرأ هكذا خبر حتى لا ينخدع بها
    تحياتي


  7. #7
    بالإذن من الجميع:
    إن كان الحوار مصيدتنا , والجهاد مصيدتنا, فماهي الخطة المصيبة التي تمنعنا من مغبة الهجوم الغربي؟؟؟؟

  8. #8
    السلام عليكم أولا :
    لاأدري إن فهمت تماما مغزى النص:هل اختاروا خطا مبشر مسلم؟ , ثم عدلوا عن ذلك؟, هذا أولا.
    ثانيا,بالنسبة لقضية الحوار عنوان لامع أريد به باطل ,وأنهم متمكنون بالعلوم ومتن=قنون لفن الحوار,طيب, وماذا عنا نحن؟.
    ثالثا:عندما تتخلخل الصفوف الإسلامية ,ويسيطر عليها من لايخاف الله, وتتراجع المعارف والجهود, اظن ان النتيجة معروفة, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    شكرا لتحريك ماء شبه راكدة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. نسب الرفاعي والرد على من يدعي
    بواسطة عثمان آل غفار في المنتدى العائلات الشامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-10-2018, 09:04 AM
  2. من يدعي النسب لاتهدر مالك
    بواسطة عثمان آل غفار في المنتدى العائلات الشامية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 10-19-2016, 04:02 PM
  3. السفارة السعودية بألمانيا تحذر من مركز يدعي علاج السكري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-09-2009, 08:20 AM
  4. لن أعود إليه
    بواسطة محمد خلف اللجي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-30-2009, 08:57 AM
  5. جميعنا يدعي الصلاح ..
    بواسطة أميرة في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-08-2008, 08:53 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •