نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نهايات وبدايات....
وحدها تقبع في هذا المنزل البارد الجدران....
أكلت الجدران من حروفها الضائعة...من وقتها المرمي دون فائدة.
لم يعد لديها سوى حافظة نقود و بعض بضائع للبيع والبحث عن لقمة العيش....من جديد.
تجلس في برد الأيام كبائعة الكبريت ...ربما تعشت ليلتها وربما لا....
غدا الأمر الآن أصعب مما توقعت...
كم فكرت بحرق لحمها الذي نما خطأ.....خادعة تلك عبارات المديح.لم تعد تترك استحسانا الآن.فقدت بريقها القديم,باتت مكشوفة الهدف فاقدة المعاني.
كانت حربا دامية تلك التي تعيشها في الداخل, كيف وصلت إلى هذا الحد؟ كيف سمحت للطوفان بجرفها؟
السؤال الذي يلح عليها وينهال ضربا على رأسها المتعب.كيف نراجع ونستعرض مواقعنا متأخرين؟
هل كان هناك مبرر للبعد عن الله؟
كيف لم تسأل هذا السؤال من قبل؟ً؟من هو المسئول أصلا عن مسارها هذا؟
لقد تلونت لوحة حياتها بألوان لا تحبها لم تتخيل هذا المشوار التعس...كيف سرى بآلية غريبة!
نظرت في المرآة ...لم تعد تعرف نفسها...قد تلاشت منذ زمن بعيد تلك الملامح التي كانت تحب!
خائنة تلك اللحظات ..وتلك الساعة الآلية..عقاربها اختفت أصبحت رقميه...كحياتها تماما.
تلك الأسئلة الماكرة...ما ذنبها أن تحمل تركة كبيرة ثقيلة على كاهلها؟
لم تعرف روحها سوى دليلا واحدا على الطريق....ربما كان هذا عزاءَا تواسي فيه نفسها.
كانت أفكارها تمزقها....كل ليله بهيمة... سوداء ... حزينة التفاصيل...
كيف تلذذت بنقود تكاثرت بين يديها الصغيرتين؟كيف اشترت بها ما كانت تحلم به. كأحلامها الصغيرة.
سقطت الآن المرساة وباتت على شط واحد...
أعجبها مرة ذاك الحديث النقي والذي تلقفته من جلسه سعت إليها بعفوية...بحاجة من نفسها سلقتها قدميها إلى هناك.
كانت ترفرف فيها روح رائعة تسبح في عباب السماء.
كان من الصعب أن تجد من يسمعها وقتها ... وهل يوجد؟ وسط كل ضوضاء العالم وحيدة حتى القاع!
تذكرت كيف قرر الزواج منها...
كيف أحبته وبصدق.
قررت أن تبدأ من جديد عندما رفض الأهل قائلين:
-تتزوج من مو....
سدت أذنيها ومضت ....تخنقها العبرة وتعرف كم صارت أقذر من قمامة الطريق...
رغم كل الجمال الذي تتمتع به .
تحولا خطيرا كان...
انفصاماَ موجعا في قرارة النفس السقيمة.هل يرجع الزمن حينا لنقول لا وننتهي من أوجاع عمر كامل؟لا نهر يرجع للوراء أبداً
تنازلت له عن حقوقها.. ليشق طريقه...إلى النجاح هذا هو الحب الحقيقي بنظرها...وافترقا تماما.
لا أحد ينتظر ...لا أحد ينظر للخلف...وحدك فقط من ستواجه قدرك وبصلابة الجرح ذاته.
المركب سيمشي بنا أو دون...
ومن جديد...
أيديهن الممدودة إليها ,فتح لها أفقا جديدا...
قررت شيئا ما....
ولسوف تقلب المعادلة لصالحها ....
عندها فقط وقفت من جديد أمام المرآة...
ويقال :إنها شفيت تماما من ربو!!
15 /1 2008