منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 33

العرض المتطور

  1. #1

    المنسيون في فلسطين المحتله

    المنسيون في فلسطين المحتله
    ----------------------------------

    مجموعة بحوث ودراسات حول اوضاع اهلنا عرب فلسطين تحت قهر الكيان الصهيوني المزعوم

    ------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    المنسيون في فلسطين المحتله عام 1948
    -----------------------------------
    أولا : مقدمة الدراسة :
    في عام 1882 م صدر كتاب أحباء صهيون للكاتب الصهيوني المتطرف " جابوتنسكي " أطلق فيه فكرة مفادها أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد لليهود ولا بد أن يتم التحالف مع الشيطان من أجلها لقيام الوطن القومي اليهودي وفي عام 1896 م أصدر تيودور هرتزل كتاب الدولة اليهودية وضمنه باختصار الخطة الصهيونية لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين وفي العام 1897م عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في مدينة بازل بسويسرا حضره أكثر من مائتي عضو يمثلون اليهود في ستة عشرة دولة مختلفة وبوجود مئات المراقبين ويعتبر تيودور هرتزل المؤسس الأول للصهيونية وقد بذل جهوداً لدى السلطان عبد الحميد في تركيا عام 1904 م حيث توفي فى نفس السنة وتم نقل رفاته بعد قيام إسرائيل إلى القدس عام 1949 م .
    وتولى قيادة الحركة الصهيونية من بعده الدكتور " حاييم وايزمان " الذي عين أول رئيس لدولة إسرائيل بعد قيامها وقد اتخذت الحركة الصهيونية من الدين ركيزة أساسية وكان هدفها إقامة إسرائيل الكبرى ذات الهوية اليهودية النقية ثم أصبح لها هدف سياسي بضمان بقاء الدولة العبرية في ظل تفوق عسكري واستراتيجي .
    وقد استطاعت الحركة الصهيونية أن تؤسس لفكرة أرض الميعاد لدى اليهود في كل العالم وكان أهم أهدافها هو إزاحة السكان الأصليين الفلسطينيين عن أرضهم خاصة بعد إعلان وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حيث بدأت الهجرة اليهودية تتزايد إلى فلسطين وسط غفلة من العرب الذين صدقوا الوعد البريطاني لهم بالحرية والاستقلال لكن التأثير الصهيوني كان قوياً على الاستعمار البريطاني في تعيين الصهيوني هربرت صموائيل مندوباً سامياً بريطانياً على فلسطين منذ عام 1922 م ومع تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين حدثت المواجهات بين عرب فلسطين والمهاجرين اليهود وكان أعنفها تلك التي حدثت عام 1929 م وقتل فيها وأصيب المئات من العرب واليهود ثم كانت الثورة العربية الشاملة في فلسطين أعوام 1936 – 1939 م لمواجهة ضياع الوطن الفلسطيني على أيدي المستعمر البريطاني المتواطئ مع الحركة الصهيونية في نفس الوقت الذي كان يتزايد فيه عدد القوات العسكرية اليهودية المسلحة خاصة بعد انفصال جابوتنسكي عن المنظمة الصهيونية العالمية بعد خلاف شديد بينه وبين حايم وايزمان في العام 1934م .
    وخلال الحرب العالمية الثانية أعوام 1939 م – 1945 م كانت الأمور هادئة نسبياً في فلسطين لرغبة بريطانيا في إرضاء العرب وكسب مواقفهم بجانبها ضد دول المحور وأوقفت الهجرة اليهودية خلال تلك الفترة ثم عادت ابتداءا من العام 1946 م إلى التزايد مرة أخرى لدرجة أصبح فيها اليهود يشكلون خطراً واقعياً وحقيقياً على عروبة فلسطين وهو ما دفع الحكومة البريطانية إلى ترحيل القضية برمتها إلى الأمم المتحدة بعد أن اطمأنت لقوة الصهاينة اليهود في فلسطين .
    وتتناول هذه الدراسة التوجهات السياسية لعرب 1948 وعلاقتهم بالدولة والمجتمع السياسي في إسرائيل دراسة تحليلية ونلقي نظرة علي ما قالته ابرز النظريات في علم الاجتماع السياسي الإسرائيلي بشان الدولة والمجتمع في إسرائيل كما تتطرق إلي الخلفية التاريخية للعرب عام 48م وتحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأقلية العربية في إسرائيل ورصد ابرز التيارات السياسية لدي العرب ومناقشة أزمة الهوية للعرب وكذا أزمة العمل السياسي والعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
    ولا يفوتنا الإشارة هنا إلي نقطة ارتكاز في هذه الدراسة وهي المنطلقات والتوجهات السياسية لعرب 1948 والنشاط السياسي وأنماط التصويت في الانتخابات البرلمانية مع التوجهات الحزبية للخريطة السياسية للعرب في إسرائيل مع التركيز علي بروز التيارات القومية والأحزاب الإسلامية والنضج السياسي لتلك الأحزاب ولا بد من التأكيد علي محاور أخري في الدراسة تشمل الصراع علي الهوية بين القومية السياسية العربية والإسلامية في إسرائيل من خلال البرامج الانتخابية والأوزان البرلمانية.

  2. #2

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الاول
    ردة فعل عرب 1948 م على قيام إسرائيل
    -------------------------------------------
    اولا / التحول الى اقليه مضطهده
    كانت الهيئة العربية العليا لفلسطين قد وضعت الأسس اللازمة لإنشاء أول حكومة فلسطينية في أول ديسمبر 1947 م لإدارة شؤون البلاد بعد نهاية الانتداب البريطاني في 15/5/1948م وطلبت الهيئة موافقة الدول العربية والجامعة العربية دون جدوى ، بل أن الحكومات العربية طلبت من الهيئة تأجيل إعلان حكومتها حرصاً على التفاهم العربي ، وظل عرب فلسطين بدون حكومة مع قيام حكومة إسرائيلية حين دخلت الجيوش العربية النظامية أرض فلسطين في 15/5/1948 م ، وفي فترة الهدنة الأولى وما بعدها شعرت الحكومات العربية بضرورة وجود حكومة وطنية فلسطينية أعلن عن قيامها في 23 سبتمبر 1948م عشية انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة كرد فعل لقيام الدولة الإسرائيلية التي حظيت بالاعتراف الدولي .
    - ودعيت حكومة عموم فلسطين لحضور مجلس الجامعة العربية ونالت اعتراف الدول العربية المستقلة وكان موقف الحكومة الفلسطينية رفض كل أنواع المفاوضات الخاصة بتقسيم فلسطين ، مما أدى إلى التعارض بين هذا الموقف وتصورات الحكومات العربية ، وترك ذلك بصماته على مسار العمل الفلسطيني حين صدر قرار مجلس الجامعة العربية في 11/3/1952 م بتصفية الحكومة الفلسطينية وتحويل رئيسها " أحمد حلمي عبد الباقي " رئيساً لإدارة فلسطين وممثلها في جامعة الدول العربية .
    وفي ظل هذه الظروف السياسية المحيطة بعرب فلسطين ، كان ما يقارب 635 ألف فلسطيني قد تحولوا إلى مهاجرين خارج بلدهم ، ولم يبقى سوى 160 ألف فلسطين فقط تحت الحكم الاستيطاني الإسرائيلي وهم الذين أطلق عليهم اسم عرب فلسطين 48 أو عرب 48 أي الذين تم تجنيسهم بالجنسية الإسرائيلية بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 م مع معاملتهم كمواطنين من الدرجة الرابعة ولم تمنحهم كافة الحقوق التي تمنحها للمواطنين اليهود الاشكناز والسفارديم بل انها فرقت في المعاملة بين عرب فلسطين أنفسهم ما بين الدرزي و المسلم و المسيحي وكان الأكثر حظوة لدى " إسرائيل " بينهم هم العرب الدروز
    ومع الزيادة الطبيعية في المواليد بين عرب 1948 م بمعدل 4.4 % سنوياً – زاد عددهم خلال السنوات العشرة الأولى وحتى العام 1957 م إلى ما يقارب 225 ألف نسمة وهو معدل مرتفع وكان هذا المعدل سائداً لدى الفلسطينيين قبل قيام إسرائيل فقد كان تعداد الفلسطينيين الإجمالي 650 ألف نسمة عند بداية الانتداب البريطاني على فلسطين 1918 م وبلغ تعدادهم الإجمالي عام 1948 حوالي 1.7 مليون نسمة بقى عشرة في المئة منهم في ما سمي بدولة إسرائيل والباقون تم تهجيرهم إلى الدول العربية المجاورة في الأردن وسوريا ومصر ولبنان والعراق مع ما تبقى من أرض فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة .
    وكانت هذه الزيادة في معدل مواليد عرب فلسطين التي تعيش تحت حكم الدولة العبرية ، يثير قلق الحكومة الإسرائيلية لأنه لا يعني تخلف العرب بقدر ما يعني تكريس لوجودهم وزيادة أعدادهم في دولة إسرائيل مما يخل بالتركيبة العددية للمجتمع اليهودي الصهيوني داخلها وهو الأمر الذي يعتبر منافيا لتعاليم " ثيودو رهرتزل " مؤسس الحركة الصهيونية.والتي يطالب فيها بدولة يهودية مئة في المئة فكيف يتحقق هذا الهدف مع وجود هذا العدد من العرب المسلمين والمسيحيين والدروز ، والذين يتزايد عددهم بمعدلات عالية ، تلك مشكلة كبرى مقلقة خاصة وأن نسبة المسلمين بينهم الغالبة ولا تزيد نسبة المسيحيين الفلسطينيين في إسرائيل عن 20% من إجمالي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، علماً بأن معدل المواليد اليهود لا تزيد نسبته عن 1.3% فقط لكن عمليات استقدام المزيد من المهاجرين من اليهود إلى فلسطين كانت دائماً تحافظ على عدم تجاوز السكان العرب في إسرائيل نفس النسبة التي كانوا عليها عند قيام دولة إسرائيل عام 1948 م .
    * وقد ساد في تلك الفترة توجهان رئيسيان لعرب 48 إزاء دولة إسرائيل ، أولهما يرى الأفضلية في الاندماج مع الدولة العبرية ، كموظفين أو مستخدمين وتجاهل البعد الوطني والقومي سعياً للحصول على المساواة مع اليهود في الدولة ، والتوجه الثاني يدعو للانفصال المرحلي والحصول على الحكم الذاتي .
    * وعموماً فقد أصبحت الدولة العبرية أمراً واقعاً رغم الرفض و العداء العربيين لها ومن ثم لم يكن أمام عرب 48 سوى خيارات التعامل مع كيان قائم وخاصة أولئك الذين بدأوا الاندماج في الدولة ويطالبون بان تكون دولة لكل المواطنين وليست لليهود فقط
    وعندما يطالب هؤلاء بحق المساواة في المواطنة فإنهم يريدون ذلك بشكل دستوري وأن توفر لهم الدولة نفس الفرص من العمل والخدمات وأن يحق لهم الوصول إلى مناصب حكومية عليا مع الاعتراف بهم كأقلية عربية ، وهذا التيار يرى أن النضال أو المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية لتحقيق هذه الأهداف الإنسانية ستوفر لهم معاملة محترمة وراقية ، وهو يسعى لخلق لوبي عربي كوسيلة سياسية وليس استراتيجية انفصالية لا تتزاع حقوق المواطنة العادية مثلهم مثل اليهود الإسرائيليون ويرفضون النظرة الإسرائيلية لهم كأعداء لدولة يحملون جنسيتها بل كأقلية قومية لها احترامها لا تريد الانسلاخ عن الدولة او تطالب بحكم ذاتي مستقل عنها و في المقابل كان التوجه السياسي الآخر الذي يبحث عن الحكم الذاتي وبأي من أشكاله اسكاني أو جغرافي أو سياسي أو ثقافي ، ويقوم هذا التيار على أساس أن الأقلية العربية جزء من الشعب الفلسطيني ، وأقلية ما زالت تتمسك بقوميتها ودينها ولغتها داخل دولة ليس دولتهم .
    وفي السنوات العشر الأولى كان هناك مؤيدون ومعارضون لهذا التيار أو ذاك ، وان كان تيار الاندماج قدبدأ الأكثر قبولاً لدى عرب 48 ، خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة 1956 حيث ساد المنطق الواقعي بأن المواطن العربي في إسرائيل ينبغي أن تكون توجهاته واقعية وقابلة للتطبيق وأن علاقته كمواطن يحمل الجنسية الإسرائيلية بالدولة لا بد أن تتسم بهذه الصفة الجغرافية دون أن ينسلخ حضارياً عن كونه مسلم وعربي ، يمكنه أن يعرف نفسه كذلك ، لكن يجب أن يبدأ بالنضال من أجل تأمين حقوقه الداخلية ، ثم يفكر في تحقيق ذاته وهويته الوطنية والقومية والدينية ...
    ولقد ساد لدى عرب 48 ، الإعتقاد بأن الصراع مع إسرائيل ، طويل الأمد ، وهو صراع وجود وليس صراع حدود ولن ينتهي إلا بزوال أحد الطرفين وهو الأمر المستحيل في المستقبل المنظور وبالتالي يجب أن يسعى كل طرف للمحافظة على وجوده خوفاً من الزوال والاندثار داخل كيان تحكمه المؤسسة العسكرية وإجراءات الطوارئ القاسية ، والتي تمثلت في مذبحة ديرياسين في إبريل 1948 م أو مذبحة " كفر قاسم " عشية الحرب بين " مصر " و " إسرائيل " عام 1956 م . والتي تزايد بعدها الإحساس بأن " إسرائيل " كيان ودولة قوية ومسنودة من القوى العظمى ، وتضع قوات الطوارئ الدولية على حدودها مع " مصر " أكبر دولة عربية
    وهكذا بدأ التكيف مع دولة إسرائيل من جانب الغالبية العظمى لعرب 48 وأمامهم الفرصة لإثبات الأفضلية في كافة الميادين كمواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، يحاولون الحفاظ على وجودهم .

  3. #3

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    ثانياً : الأحكام العسكرية الإسرائيلية :
    ------------------------------------
    أن مبدأ إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين كان معناه التهجير القسري لشعب بأكمله وهذا ما فعلته العصابات الصهيونية قبل إعلان دولة إسرائيل ونشوب حرب عام 1948 م مباشرة فقد كان يستوطن المناطق التابعة للدولة العبرية عند إعلان قرار التقسيم رقم 181 في 29/11/1947 م ما يقارب 634 ألف مواطن عربي فلسطيني يستوطنون 219 قرية وأربعة مدن رئيسية هي صفد وطبريا وحيفا وبيسان – لكن الشهور الستة التالية لصدور قرار التقسيم شهدت عملية تهجير قسرية وجماعية لمعظم هؤلاء السكان حيث تم تدمير وإخلاء أكثر من 180 قرية فلسطينية في تلك الفترة ، وتم تهجير كل الفلسطينيين في مدن / صفد وطبريا وبيسان وحيفا ، ولم يبق سوى 1950 فلسطيني في حيفا ، وتم تهجير معظم سكان بافا وعكا واللد والرملة – واستمرت عمليات التهجير بقسوة خلال فترة الحرب بين العرب وإسرائيل وبعد قيام الدولة العبرية وقد طالب مجلس الأمن الدولي إسرائيل في العام 1949 م بإعادة أولئك المهجرين لكنها لم تلتزم بالمطالب الدولية وراوغت وناورت ، وسط حزمة من الإجراءات والقوانين التي فرضتها للضغط على السكان العرب تحت وصايتها ، وأبرزها / أنظمة الطوارئ الإسرائيلية 1948 م التي تخول لوزير الزراعة الصهيوني وضع الأرض التي لا يزرعها صاحبها تحت تصرف الدولة ، ثم صدر قانون الطوارئ بشأن أملاك الغائبين لسنة 1948 م ، وتم وضع كافة أملاك المهجرين العرب تحت تصرف الدولة وتم تطوير القانون عام 1950 م لتوصيف الغائبين من المهجرين العرب ، وصدر مع قانون امتلاك الأراضي لسنة 1953 م بتعويض الغائبين مالياً بعد نقل ملكيتهم إلى القيم الإسرائيلي على أراضيهم ومساكنهم وواكب ذلك سلسلة من الخطوات العملية الميدانية ، لعملية نقل وتركيز الأقلية العربية في مناطق محدودة معزولة عن بعضها ، فأنشأت الحكومة الإسرائيلية سلطة إسكان اللاجئين وسلطة نقل السكان التابعين للسلطات العسكرية ، لخدمة الاستيطان اليهودي وأضعاف الوجود العربي ...
    وصدرت عدد من القوانين الإسرائيلية التي شكلت ما يسمى بالوضع القانوني لعرب 1948 م وأهمها :
    1- قانون العودة الذي يسمح لليهود فقط بحق العودة إلى إسرائيل والحصول على جنسيتها وقد صدر هذا القانون عام 1950 م ويعني وجود تمييزاً لصالح اليهود ضد العرب.
    2- قانون المواطنة من حق أي يهودي في العالم ، لكنه بالنسبة للعرب محدد بشرط الولادة في إسرائيل .
    3- الجنسية الإسرائيلية حق لكل يهود العالم داخل وخارج إسرائيل ، لأنها دولة يهودية أساساً والعرب مسلمين ومسيحيين ودروز مواطنون يحملون الجنسية الإسرائيلية بشكل مؤقت لا يحق لهم الخدمة في الجيش الإسرائيلي أو الوصول إلى مناصب سيادية عليا في رئاسة الدولة أو الحكومة .
    4- إخضاع المواطنين العرب في إسرائيل لقوانين الحكم العسكري المستندة لقوانين الطوارئ البريطانية والتي سادت في فلسطين قبل قيام إسرائيل ، وقد عارض هذه القوانين الجائرة والموجهة ضد العرب مؤتمر لأربعمائة محامي في إسرائيل بتاريخ 7/2/1956 م واعتبر أن هذه القوانين تسلب المواطن العربي الفلسطيني الحقوق الأساسية للإنسان وأنها تشكل خطراً حقيقياً على حرية الفرد وحياته وتؤسس لنظام قاسي وعنيف دون أية رقابة قضائية .
    5- تبعية المناطق العربية والمواطنين العرب في إسرائيل لوزير الدفاع الإسرائيلي الذي كان له الحق في تعيين حكام عسكريين تابعين له في الجليل والمثلث والنقب حيث يعيش أغلبية عرب 1948 م : بحيث يعاملون كمواطنون من درجة أدنى ، وليس حقيقة لأسباب أمنية ، ولكن لإجبارهم على الرحيل خارج إسرائيل ، أو البقاء تحت الشعور بعدم المواطنة الأصلية في ظل حكم عسكري جائر وقد شملت الممارسات الإرهابية للحكم العسكري طبقاً لهذه القوانين الجائرة الاعتقال الإداري دون الرجوع لأي سلطة قضائية وهو من صلاحيات الحاكم العسكري وحده بما في ذلك تقييد حق التنقل وفرض الإقامة الجبرية على أي مواطن عربي ، وتقييد حق التنظيم المدني ومنع إقامة أي جمعيات عربية ولو خيرية ....
    وتشمل أنظمة الطوارئ الموجهة من إسرائيل ضد المواطنين العرب تقييد حرية التعبير ، وفرض الرقابة على المطبوعات وحظر المنشورات الغير مرغوب فيها ، كما يحق للحاكم العسكري أن يصفي أي جمعيات أو نوادي ولو كانت رياضية – يكون لها طابع سياسي او ديني – يخالف الدين اليهودي والدولة اليهودية ويحظر إصدار أي جريدة أو مطبوعة دون موافقة مسبقة من الحاكم العسكري وبالإضافة إلى هذه القوانين خضع العرب لقوانين الأراضي المهجورة والذي يجيز لسلطات الاحتلال وضع يدها عليها – فقانون أملاك الغائبين الذي يسحب ملكية الأراضي المهجورة أو التي يغيب عنها صاحبها – من العرب – لملكية الحكومة الإسرائيلية إذا دعت الضرورة إلى ذلك كما يفرض قانون ملكية الأراضي على عرب 48 إثبات ملكيته للأراضي بمستندات تثبت تسجيلها بإسمه لمدة عشرين سنة سابقة ، في وقت لم ينتبه العرب إلى التسجيل العقاري تبعاً لأحكام قبلية وعشائرية في ظل الحكم العثماني والانتداب البريطاني ، مما أتاح للسلطات الإسرائيلية فرض نفسها بالقوة الجبرية على اراضي عرب 48 ومصادرتها كما صدرت قوانين لاحقة تمنع استخدام المواطنين العرب في زراعة الاراضي اليهودية كما تمنعهم من حق التصرف بالبيع أو الشراء في اراضيهم وقد استمرت هذه القيود حتى صدر قرار " بن جوريون " في 5/8/1959 م لتخفيفها من أجل الاستفادة من الأيدي العاملة العربية في المزارع والمباني ، وهو ما يتطلب حرية الحركة والتنقل .
    وقد كان لغياب مؤسسات قومية عربية داخل إسرائيل دور في استمرار اضطهاد الحكومة الإسرائيلية لعرب 48 ، بجانب إصرار الصهاينة على تقنين أوضاع العرب كمواطنين من الدرجة الرابعة . ولشدة الظلم الواقع على عرب 48 فقد تشكلت منظمات غير رسمية للدفاع عنهم في إسرائيل مثل اللجنة اليهودية العربية التي نجحت في الحصول على توقيع ممثلين عن كيبوتسات وشخصيات أكاديمية وفكرية وثقافية يهودية يؤيدون حق عرب 48 في الحياة الكريمة داخل إسرائيل وكان ذلك صيف العام 1958 م ، وقد جاء في البيان :
    " أن حوالي مائتي ألف مواطن في دولة إسرائيل ينتمون إلى دين مختلف وإلى قومية أخرى لا يتمتعون بحقوق المساواة ويعانون وضعاً من التمييز العنصري – وأن الأغلبية العظمى من السكان العرب في إسرائيل يعيشون تحت نظام الحكم العسكري محرومين من حرية التنقل والسكني ولا يقبلون كأعضاء متساوون في الحقوق والواجبات داخل نقابة الهستدروت ولا كمواطنين في معظم المؤسسات ، ولذا فإن الأحزاب الممثلة في الكنيسيت تطالب بإلغاء الحكم العسكري أو تقليص المناطق الخاضعة له وقصر صلاحياته على الجانب الأمني فقط " .
    ولم يكن هذا موقفا إنسانياً مطلقاً بقدر ما كان يشكل نوعاً من المناورات السياسية بين الأحزاب كما يمثل مصالح أصحاب الأعمال اليهود الذين يبحثون عن الأيدي العاملة الرخيصة بين عرب 48 لأنهم في النهاية ينكرون – جميعهم – مساواة المواطن العربي بالمواطن اليهودي ولو كأقلية قومية وتحرمهم من مزايا الدعم الحكومي الاقتصادي في مجالات / الصحة والتعليم والأشغال العامة الأخرى أنها تنظر إليهم كمجموعات من العمال والمستخدمين الذي يعملون في خدمتهم حيث عانى عرب 48 من العنصرية الأشد قوة من عنصرية البيض ضد السود في جنوب أفريقيا قبل أن تحصل على استقلالها .
    وهذا التمييز جعل المواطنين العرب يعانون من البطالة إن فكروا في التعليم أو الجهل ان فكروا في العمل وليس للعرب في إسرائيل أكثر من نسبة ضئيلة في ميزانيات الحكومات الإسرائيلية التي يهمها الإنفاق على المهاجرين اليهود ، وحمايتهم في سوق الأعمال من منافسة الأيدي العاملة العربية التي خصصت لها الأعمال ذات المجهود البدني أما الوظائف التي تحتاج لمجهود عقلي فقد كانت لليهود ضمن ممارسات وسياسات تمييزية اقتضتها ضرورات اقتصادية تريد تأمين دولة إسرائيل اليهودية بما في ذلك من سياسات وممارسات تمييزية ضد عرب 48 ..!!

  4. #4

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    ثالثا : ثنائية القومية :
    ------------------------
    كان العرب في إسرائيل ، وهم أقليه مضطهدة تعيش تحت نيران الحكم العسكري وإجراءاته التعسفية كانوا أكثر تقبلا لفكرة الوجود الاستيطاني الصهيوني ولعملية التعايش مع الواقع المفروض عليهم كمواطنين عرب يعيشون في دولة إسرائيل ويحملون جنسيتها وليس أمامهم سوى القبول بهذا العرض السخي الكريم من إسرائيل ، أو الرحيل إلي الدول العربية المجاورة – وهو ما تريده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتسعي إليه دوما مع اختلاف الرؤى الصهيونية حول هذه النقطة تحديداً التي تضم مجموعة من التيارات ، تختلف في الرؤى التكتيكية وإن كانت جميعها تتفق في إيمانها حق اليهود الثابت والشرعي في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وبين هذه التيارات كان التيار الصهيوني الذي يؤمن بإنشاء دولة ثنائية القومية تجمع بين الحق اليهودي وحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة كيان يخص كلا من الطرفين وكان التيار الأضعف دائما بين كافة التيارات الصهيونية لأن تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين جاء ضمن التجربة الاستعمارية الغربية حيث ظهرت القومية اليهودية في أوربا وبالتالي قدمت نفسها علي أنها جزء من الحضارة الأوربية
    وهذا ما عبر عنه هرتزل حين قال : بالنسبة إلي أوربا فإننا الدولة اليهودية في فلسطين وسوف نشكل حصنا من حصون الدفاع ضد آسيا وسوف نكون بمثابة موقع متقدم للحضارة ضد البربرية وباعتبارنا دولة محايدة سنظل علي صلة بكل أوروبا التي سيكون عليها ضمان وجودنا وهكذا فإن هذه الحقيقة الصهيونية مع هيبة القوة العسكرية في الدولة الإسرائيلية وبعد حربين عامي 1948 ثم 1956 م تنتفي إمكانية الاعتراف بالأقلية العربية فضلا عن قبولها علي قدر المساواة مع اليهود في دولة إسرائيل ، رغم قبول الغالبية من عرب 1948 بواقع كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويرغبون في الحصول علي حقوق المواطنة الكاملة داخلها بالاندماج الكامل .
    لكن واقع دولة إسرائيل الأمني والعسكري هو الذي عبر عنه بن البعازر رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي السابق قائلا: "إن إسرائيل دولة تحت السلاح ليس فقط في جيشها الوطني ولكن لأن حروبها تتم بمساعدة مختلف المنظمات المدنية مثل شركة الأتوبيسات"إيجيد " والإدارات المدنية والمستوطنين المزارعين المسلحين داخل مستوطناتهم – الكل في خدمة أمن إسرائيل" وهل تثق الإدارة العسكرية بعرب العام 1948م في أن يكونوا مواطنون عاديون ودولتهم كلها تحت السلاح .. و المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من القوة بحيث تستطيع فرض نفسها دون أن تتدخل في الانتخابات وتشكيل الحكومات الإسرائيلية والناتج النهائي هو أن إسرائيل دولة تجمع بين نظام التعددية الحزبية وبين أقوي تأثير عسكري في أي بلد آخر ، أو ما أطلق عليها بالدولة ، الحصن أو دولة الديمقراطية المعسكرة – وهذا – لا يتفق مع دمج الأقلية العربية في إسرائيل.
    و الحركة الصهيونية لها أهدافها الذاتية والقومية ضد وجود أو اندماج الأقلية العربية في إسرائيل يتمثل ذلك بتشجيع الهجرة اليهودية والتحالف مع القوة العالمية الأعظم لدعم الدولة اليهودية فكانت مع بريطانيا حتى قيام دولة إسرائيل 1948 ثم بدأت تتجه إلى أمريكا بعدها وخاصة ما بعد هزيمة بريطانيا وفرنسا أمام مصر في حرب العام 1956 م وبإرادة أمريكية أثبتت خلالها أنها القوة الأعظم في العالم مع وجود الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية ثانية وانتهاء قوة كلاً من فرنسا وبريطانيا وكان هذا التيار الرئيسي الصهيوني يمثله حزب الماباي أو العمل الإسرائيلي بقيادة / وايزمان – بن جوريون ، مقابل التيار اليمنى¬ التصحيحي بقيادة / جابوتنسكي الذى تشكل من منظمات التطرف الصهيوني التي أنشأت الليكود بقيادته التاريخية امثال /بيجن وشامير وشارون وهذا التيار يسعى إلى قيام دولة بني صهيون في الأردن وفلسطين وبالقوة العسكرية الجبرية ومع هذان التياران العلمانيان الرافضان لأى اندماج مع العرب ظهر دعاة الثنائية القومية في أحزاب اليسار الصهيوني وبعض رجال الدين من أصحاب مذهب المسالمة قبل وبعد قيام إسرائيل عام 1948 م.
    وكانت أول جماعة صهيونية تدعوا إلي الدولة الثنائية القومية هي " جماعة بريت شالوم " وزعيمها هو " أحاد هاعم " – الذي نادى بالصهيونية الثقافية – بدلاً من الصهيونية الهرتزلية السياسية وكان " أحاد هاعم " يقول : أن اليهود يظهرون نزوعاً إلى الاستبداد ويعاملون العرب بقسوة وحقد وينتهكون حقوقهم بأساليب مخادعة ويهينوهم بلا سبب وبكل تبجح . ودعى لإقامة حكم يهودي عربي مشترك في فلسطين وجاء من بعده عالم الاجتماع والاقتصاد الصهيوني " أرثوروبين " و " اسحق اينشتاين "عام 1925 وهو يقول " إن الصهيونية يمكن أن تدوم إذا ما أعطيت قاعدة علمية أساسية – وينبغي علينا أن نندمج مع شعوب الشرق وإن نخلق مع اخواننا من نفس العنصر السامي أي مع العرب مجتمعاً ثقافياً جديداً " وإن المفتاح الحقيقي للنجاح الصهيوني ليس له علاقة كبيرة بعدد اليهود في فلسطين بقدر ما له علاقة بإقامة علاقة ودية بين الشعبيين المقيمين في البلاد لتنميتها على أساس المساواة الكاملة بينهما ..
    وأمام حدة الصراع اليهودي الفلسطيني الذي ظهر بوضوح بعد صدامات العام 1929 خفت حدة الأصوات المؤيدة لجماعة " بريت شالوم " – الراعي لدولة ثنائية القومية وعزلوا عن الحركة الصهيونية باعتبارهم أقلية ضعيفة داخلها " وقد كانت المشكلة الأبدية أن الفلسطينيين يريدون اليهود ويعاملونهم كأقلية داخل فلسطين والصهاينة يريدون ويعاملون الفلسطينيين كأقلية أيضاً داخل إسرائيل وهذا الوضع لم يتغير ابداً . قبل وبعد قيام إسرائيل ان كان في إسرائيل او في العالم العربي وبقى حالةعرب 1948م تحت جبروت الحكم العسكري الإسرائيلي كما اضطرت الأقليات اليهودية في معظم الدول العربية بعد العام 1948 م إلى الهجرة إلى إسرائيل على مراحل .
    في ذلك الحين كان دعاة الثنائية القومية الذين يرفضون إقامة دولة يهودية خالصة أو دولة عربية خالصة ينشرون أفكارهم من خلال عصبة التقارب وبالتعاون اليهودي العربي التي انشئت عام 1939 م ، وكان من ضمنها جماعة " إيجود " وحزب " هاشومير هاتسعير " وكان أبرز قادة " إيجود " ، " مارتن بوير " رئيس تحرير صحيفة" داي فيلت " المعبرة عن آراء المنظمة الصهيونية منذ سنة 1901 م ثم ترك التنظيم الصهيوني لدراسة اللاهوت سنة 1929 وكان يدعو مع جماعته إلى الوحدة بين اليهود والعرب على مستوى الدولة القطرية ، ثم وحدة بين فلسطين والاتحاد العربي على المستوى الإقليمي ونجد في لبنان أقرب الصور إلى هذه الفكرة الثنائية القومية وربما يكون المشهد العراقي بتقسيماته الطائفية بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 قريباً من ذات الفكرة التي يمكن تطبيقها على فلسطين أو كما وصفها القذافي بـ" اسراطين " لكن الحركة الصهيونية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترفضان تحت غرور القوة جميع هذه التيارات المنادية بإقامة روابط قوية بين العرب واليهود في فلسطين .
    وقد عبر حزب " هاشومير ها تسعير " الصهيوني عن الفكرة الطائفية وكان من الأحزاب اليهودية القوية في فلسطين قبل العام 1948 م ومعظم قادته وأعضاءه من أوروبا الشرقية وعلى رأسهم "مردخاي بنتوف" المولود في وارسو 1900 والذي أصدر كتاباً عام 1941 قال فيه / لا بد من دستور يطالب بإقامة طائفتين منظمتين تشمل إحداهما كل العرب والثانية لليهود ويكون الأساس الوحيد المقبول للتقسيم هو كون الفرد / عربياً أو يهودياً " وقدم الحزب مذكرة إلى لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية سنة 1946 حول " الدولة الثنائية القومية " أكدت فيه على حق اليهود الشرعي في فلسطين ، وتبرئ العرب أخلاقياً من حالة البؤس الذي تعرض له اليهود في الشتات لكنها تؤكد على القرارات اليهودية في إنشاء دولة عصرية وسط الاتحاد الفيدرالي العربي وأن الدولة الثنائية القومية لو شملت الأردن فسوف تستوعب تلك القدرات الخلاقة دون تشريد أي مواطن عربي في الأردن أو فلسطين بل على العكس سوف ترفع مستوى معيشة المواطن العربي واليهودى في آن واحد وبالتأكيد فإن دولة الرفاهية الثنائية القومية ، كما ستفهم مصلحة المواطن العربي فسوف ترفع من شأن المواطن اليهودي ، وتمكنه من الاستيطان خارج الحدود الفلسطينية لأنها ستكون دولة مقبولة في الاتحاد الفيدرالى العربي الذي بدأ بإنشاء الجامعة العربية 1945 م لكن حزب " هاشومير هاتسعير " تراجع عن فكرة الدولة الثنائية القومية وقبل قرار التقسيم عام 1947 م ثم تحالف مع حزب الماباى الحاكم بعد قيام إسرائيل ، وتحولت أفكارهم عن حق عرب فلسطين الوطني والسياسي إلى مجرد مساندتهم في توفير حاجياتهم الإنسانية كأقلية عربية تعيش في ظل الدولة اليهودية مع تأييدهم للهجرة اليهودية إلى الوطن الموعود في فلسطين .. وظل الحال كذلك حتى العام 1966 عندما عاد حزب " هاشومير هاتسعير " يعترف بحقوق الفلسطينيين السياسية .
    وعموماً فإنه خلال الفترة ما بين 1948 – 1967 كان الشاغل الوحيد لكل الإسرائيليين هو تنظيم دولتهم الجديدة واغفلوا تماماً حقوق الأقلية العربية بما في ذلك حاجاتهم الإنسانية ، في ما عدا مواقف غير مؤثرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي " ماكي " أو بعض الهمهمات لحزب " هاعولام هذي " ويذكر للحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه رفض قرار تقسيم فلسطين 1947 م إلا أنه عاد ليؤيد بعد تأييد الاتحاد السوفييتي للقرار على أساس أنه الحل الممكن الوحيد ، لكنه ظل على موقفه من ضرورة إنشاء دولة عربية فلسطينية على أساس هذا القرار ، مطالباً بوضع حد للحكم العسكري وتوفير فرص العمل لكل الفلسطينيين ومنحهم حقوق متساوية باليهود في إسرائيل وعند إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية 1964 م ، رفض الحزب الشيوعي الإسرائيلي موقفها من عدم الاعتراف بإسرائيل والمعروف أن الكثيرين من الحزب الشيوعي الفلسطيني في أوساط عرب 1948 باتوا أعضاء في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد ، كان مؤيداً لفكرة الدولة الثنائية القومية قبل وبعد قيام إسرائيل وكان الأعضاء العرب في الحزب عام 1951 يشكلون نسبة 25.7 % من إجمالي أعضائه ، وقفزت في العام 1965 إلى 50% أي نصف أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي كانوا من العرب في العام 1965 م . وتعتبر التجربة العربية في الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، دليلاً على عدم إمكانية تحقيق أي اندماج مع أي من التيارات الصهيونية ولو كانت على أرضية مذهبية سياسية ، حيث انفصل الشيوعيون العرب عن الحزب الإسرائيلي عام 1965 وكونوا قائمة الشيوعيين " راكاح" بقيادة " توفيق طوبى " " ومائير فيلنر " ، وجاء الانشقاق نتيجة للاختلاف في الرأي حول موقف الحزب من القومية العربية الناصرية ومن الاتحاد السوفيتي المؤيد انذاك لعبد الناصر في حملته ضد إسرائيل لكن تبقى أفكار الحزب الشيوعي في أن أرض إسرائيل أو فلسطين للعرب و اليهود معاً مقبولة لدى عرب 1948 خاصة الشيوعيين الفلسطينيين على اساس ان هذا الحل هو الضمانة الوحيدة للسلام بين العربي واليهودي في الشرق الأوسط.
    وبالنسبة لحزب" هاعولام هزي " برئاسة الكاتب الصحفي " يوري أفنيري " الألماني المولد والذي هاجر مع أسرته إلى فلسطين سنة 1933 وعمره عشرة أعوام ، وانضم إلى منظمة " أرجون " المتطرفة النزعة ثم تركها وانضم إلى " الهاجاناة " وشارك في الحرب ضد العرب 1948 م قبل أن يترك الجيش عام 1949 للعمل في صحيفة " هارتس " حيث بدأ دعوته للتعايش السلمي بين العرب واليهود ، من خلال منظمة إقليمية شرق أوسطيه تشارك فيها إسرائيل ، وكان يعلن احتجاجه على معاملة إسرائيل السيئة لعرب 1948 م وهو ما أدى إلى فصله من " هارتس " ليؤسس مجله " هاعولام هزي " أو " هذا العالم " الأسبوعية منذ العام 1950 ويشكل أحد الأصوات الإسرائيلية التي تطالب بالعدل والمساواة بين العرب واليهود ...
    وفي انتخابات الكنيست 1965 استطاع " يوري افنيري " من خلال حزبه أن يكسب مقعداً لنفسه ويعلن صراحة أنه جاء إلى الكنيست بأصوات الشباب والأقلية العربية المؤيدة لرؤيته السياسية ودافع عن أفكاره في خطة الحزب للوصول إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي ، تتضمن الاعتراف بأن أرض إسرائيل هي موطن شعبين هما / العرب والعبرانيون ، ويجب إقامة دولتان متجاورتان يتم قيام اتحاد فيدرالي بينهما وينبغي على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين لإنشاء دولتهم المستقلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تنضم إليهما الأردن لاحقاً ويشكلون اتحاد فيدرالي مع دولة إسرائيل مستقبلاً وعندها تصبح القدس العاصمة الموحدة للاتحاد الفيدرالي مع حل عادل لمشكلة اللاجئين العرب واليهود في ظل هذه الدولة الواسعة الأرجاء (إسرائيل والأردن وفلسطين ) وقد نجح في كسب شعبية أكبر أهلته للفوز بمقعد إضافي آخر في انتخابات الكنيست 1969 كان من نصيب اليهودي المصري " شالوم كوهين " .
    ورغم الإخفاق الشديد لكافة دعاة الدولة الثنائية القومية ، بين الإسرائيليين وخاصة حزب هاعولام هزي " و الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فلا بد أن نسلم بأنهما كانا نموذجاً لحالة استثنائية من الترابط والاندماج الضعيفة في دولة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المضطهدة لحقوق الأقلية العربية والتي تنظر إليهم نظرة غير متساوية مع المواطنين اليهود وأن تركت لهم حق التمثيل البرلماني في انتخابات الكنيست لا تتجاوز 3% من إجمالي أعضائه مع حقهم في تشكيل مجالس بلدية وقروية محلية في أماكن تجمعهم داخل إسرائيل وظل هذا الوضع المزري والمهين لعرب 1948 م حتى تم تخفيف الإجراءات العسكرية بحقهم عام 1966 ، ثم تزايد الاهتمام بهم بعد ذلك وأصبحوا يشكلون نسبة لا باس بها من النظام السياسي الإسرائيلي وأن بقيت تمارس ضدهم الكثير من السياسيات والممارسات التميزية حتى الآن 2007 .
    -إن المفتاح لفهم الهوية الفلسطينية يجب أن ينبعث من إدراكنا بأهمية الدول القطرية في المنطقة العربية والتي غلبت الحس الوطني علي ما عداه من الأحاسيس القومية والإسلامية خاصة بعد هزيمة العرب 1967 .
    وعلي عكس الحال كان الإسرائيليون يزدادون تعلقا، بمفاهيم القومية التي جاءت بها الحركة الصهيونية ، علي تعاليم التوراة وأسس الديانة اليهودية . وهنا يحدث التناقض بين تيار عربي ينمو باتجاه القطرية منفصلا عن لغتة وتاريخه المشترك . وبين دولة واحدة تقوم علي أساس تجميعي صهيوني في إسرائيل للقومية الصهيونية والشعب اليهودي في الشتات ، ليكون القوه الدافعة مستقبلا في إقامة كيان بني صهيون من النيل إلي الفرات وسط تمزق عربي تزايدت حدته بعد حرب العام 1967و حيث يعاني العالم العربي من ديكتاتوريه الأنظمة القطرية الضيقة الأفق التي تنظر الي مصالحها الوطنية دون النظر الي المجموعة العربية فنشأت أقطار عربية لايزيد عدد سكانها عن الربع مليون نسمة مع امتلاكها لثروات ضخمة توازي موازنات أقطار عربية أخري يزيد عدد سكانها عن عشرات الملايين مما يهدر الأمكانيات العربية وبالمقابل نجد دولة اسرائيل وحدها توحد كل يهود العالم الصهاينة فتماثل بقوتهم مجتمعين قوة العالم العربي كله رغم التعددية السكانية للعرب واتساع المساحة الجغرافية .


  5. #5

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    رابعا: الهوية الوطنية الفلسطينية :
    ---------------------------------
    بالنظر إلي الأديب والسياسي الروائي اليساري الفلسطيني " إميل حبيبى " كواحد من النخبة الفلسطينية ، والتي تمثل عرب 1948م والذي كان واحدا من الأعضاء القياديين في الحزب الشيوعي الإسرائيلي نجده يتخلي عن مقعده ، في الكنيست الإسرائيلي سنة 1972 ، ويتفرغ للكتابة معبراً عن ذاتيته الفلسطينية الوطنية بحرية واستقلاليه ، عن أي تأثيرات حزبيه ، وهو نموذج متميز للنخبة ، الفلسطينية سعى منذ العام 1948م ، علي دعوة الفلسطينيين بعدم الرحيل من مدنهم وقراهم رغم ، المذابح التي واجهوها ابتداء في دير ياسين سنة 1948 ثم كفر قاسم سنة 1956 ، وكان التشبث بالأرض والهوية هي محور نضاله السياسي ، كما كانت تمثل أفكاره الأدبية الأساسية مع قبوله ، الانضواء تحت لواء الجنسية الإسرائيلية بمفهوم " المتشائل" ، وليس المتفائل أو المتشائم ، بما تحمله هذه الكلمة من تناقض يعيشه عرب 1948م ، مابين الذاتية الوطنية الفلسطينية والجنسية الإسرائيلية ، ويمكن التعرف إلى هذه المعاني في روايته الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " .
    وكان الأدب والشعر لعرب 1948م هو المعبر عن همومهم الوطنية والقومية ، فلم يكن لهم أحزاب سياسة خالصة ، تتحدث باسمهم ، وان وجدوا الحزب الشيوعي الإسرائيلي – حاضنا لهم – فكان / محمود درويش ، وتوفيق زياد ، وسميح القاسم ، واميل حبيبى – في تلك الفترة ما قبل نكسه يونيه سنة 1967 قبل التواصل مع شعبهم الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية – يدركون ان هويتهم الوطنية والقومية ، الفلسطينية العربية هي الدرع الواقي لهم فكانوا ولازالوا لسان عرب المقاومة والتي عبر عنها " سميح القاسم " قائلا : طمئنوا كل مطاول .... ان قتلي محض باطل .فأنا باق ....إلي ما شئت .. أحيا وأقاتل" .. بل انهم ينددون بقمع الأنظمة العربية لحركة المقاومة ، فيقول " القاسم " في ديوان " سقوط الأقنعة " – جميع الأقنعة .. سقطت فإما رايتى تبقي .. وكأسي المترعة ...أو جثتي والزوبعة .. !! ومن " مفكرة أيوب " تقر لسميح ايضا:
    "متتصب القامة امشي .. مرفوع الهامة امشي .. في كفي قصفه زيتون .. وعلي كتفي نعشى ..وانا امشي .. وهو الذي قال : "عنقي علي السكين ياوطني .. ولكني اقول لك انتظرني .. ويداي ، خلف ظهري .. مقيدتان ..ولكنى اغني .. لك .. أه ياجرحي " وهو الذي استخفض الإسلام قائلاً : " آن أن نبعث الثائر المصطفي. آن ان تشهر الثورة الرمح والمصحفا..آن أن يعلم اللص والقاتل . إنه زائل . زائل "
    -هذه هي الهوية الفلسطينية للنخبة من شعراء عرب 1948م في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي الذي حاول ودون جدوى ان يسلبهم هويتهم ، انها مسيرة وطنية أدبية – أنطلقت بشعراء ما قبل النكبة أمثال : عبد الكريم الكرمي – ابو سلمي – وابراهيم طوقان – وعبد الرحيم محمود – ثم ظهر أولئك المقيدين بالدولة الإسرائيلية – درويش والقاسم وزياد وأميل حبيبى ، علي نفس النسق الشعري الوطني المقاوم ، الذي كان يمثل النخبة ، المثقفة القائدة لعرب 1948م – بجانب القيادات التقليدية من الوجهاء والأعيان ، الذين لم يكن لديهم سوي رعاية أولئك الشعراء وحمايتهم من غدر الجلاد الصهيوني ، في ماساه الحياة المقيدة والحرية المقيدة والقصيدة المقيدة والقيادة المقيدة لهم .
    لقد شددت السلطات الإسرائيلية سيطرتها علي المواطنين العرب ، ففرضت عليهم نظام الحكم العسكري الذي بقي ساريا حتى سنة 1966. وبموجب هذا النظام . قسمت القري العربية إلي عدد من " المناطق المغلقة " ومنع السكان العرب من التنقل بين هذه المناطق إلا بتصريح من الحاكم العسكري . وطبقت السلطات علي المواطنين العرب السياسة الاستعمارية القديمة نفسها ، سياسة " فرق تسد " فعززت الانقسامات الداخلية بينهم ، بحسب الدين والحمولة والمنطقة الجغرافية . ونجحت السلطات في تمزيق الأقلية العربية ، وفي تقليص الاتصال والتفاعل الاجتماعي فيما بينها وقد نتج من ذلك أن تعززت الهويات التقليدية الضيقة ، وخصوصا الحمائلية وإن ركدت في المقابل الهوية الوطنية الفلسطينية ، وليس غريبا في مثل هذه الأوضاع ان يتقبل المواطنون العرب الواقع الجديد ، أو ان يستسلموا له ، وأن يعرفوا أنفسهم بمصطلحات القاموس الإسرائيلي . ورموزه (مثل الشعار والعلم والنشيد) وردا علي سؤال وجه إلي عينة من القادة السياسيين العرب عن معني البعد الإسرائيلي في هويتهم ذكر القسم الأكبر منهم تفسيرات تتعلق بالمستوي القانوني الرسمي . أي أن البعد الإسرائيلي يعني ، بالنسبة إلي معظمهم ، السكن أو الإقامة أو المواطنة في دولة إسرائيل وما نجم عن ذلك من التزام تجاه قوانين هذه الدولة والتفاعل مع مؤسساتها ومواطنيها .
    و ينعكس انتشار هوية " العربي – الإسرائيلي".في هذه المرحلة . بسلوك المواطنين العرب خلال انتخابات الكنيست فقد شارك في عملية الانتخابات ، بين سنة 1951 وسنة 1965 ، ما نسبته 86% - 92% من العرب أصحاب حق التصويت كما صوتت الأغلبية الساحقة من الناخبين العرب ( 76% - 84%) للأحزاب الصهيونية وخصوصا حزب ماباى والقوائم العربية المرتبطة به ، وصوتت أقلية صغيرة فقط ( 16%- 24%) للحزب الشيوعي وهو الحزب غير الصهيوني الوحيد في ذلك الوقت وعلي الرغم من تطبيق نظام الحكم العسكري علي الأقلية العربية ، وإضعاف هذه الأقلية ، وإحكام تبعيتها الاقتصادية للقطاع اليهودي فلا يصح استنتاج بعض الباحثين " انه لا يمكن اعتبار السلوك الانتخابي ، خاصة في هذه الفترة ، مؤشرا علي المواقف السياسية لعرب 1948 "
    ويقول " أميل حبيبي " من قيادات النخبة العربية في إسرائيل :
    " أذكر الدعاوي التي كانت تسمع في الماضي في بلادنا عن ان العرب ، من مؤيدي الشيوعية لا يفهمون الشيوعية إنما يؤيدون البرنامج السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ، فاعتبرت هذه الدعاوي من قبيل التعالي القومجى( اليهودي) فالحقيقة انه ليس العرب فقط بل كل العاملين والمسحوقين ، من مؤيدي الأحزاب الشيوعية ، إنما يؤيدونها لانهم يؤيدون برامجها السياسية ، ولأنهم أقتنعوا بأن الشيوعية هي أمتن سفينة وربما السفينة الوحيدة التي في إمكانها تحقيق أمانيهم العادلة فماذا علينا ان نفعل بعد ان اتضح لنا ، تاريخيا ، وعمليا . أن هذه السفينة متصدعة وغارقة ولن تصل إلا إلي الهاوية " . " فلا أنا وغيري ياشعبي الطيب " يتمناك" ولا الحركة الشيوعية إننا نثق بقدرتك يا شعبنا الصابر على التحليق في كل الأجواء ونبقي نتمني إلا يسقط طائر من الطيور التي تحن إلي حياة الأقفاص فلا أقفاص بعد اليوم قوموا وحلقوا في أجواء الفضاء لأن ما من بديل ولأن شعبكم عصي علي احتوائه في أي قفص .
    وفي هذا الإطار يقول عزمي بشاره : " لقد مالت الأبحاث المختلفة بصورة عامة ، إلي التعامل مع الناحية السياسية وبتعبير أدق إلي رصد " السلوك السياسي" للعرب في إسرائيل" كما يظهر قبل انتخابات الكنيست والسلطات المحلية وبعدها وهكذا ربط موضوع الهوية بالسلوك السياسي وبالعكس ثم بدأنا نشهد اهتماما بالبحث في الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعرب في إسرائيل وطليعة هذا التوجه والبارز فيه ، هو الإسرائيلي روزنفيلد . وأهمية هذه الأبحاث هي في انها توقف الهوية المزدوجة علي أرجلها بالكشف عن بعدها المادي في الواقع الاقتصادي – الاجتماعي . وبذلك لا تعتبر ازدواجية الهوية والسلوك السياسي شكلا من أشكال الأزمة النفسية بل تتعداه لتغدو صدعا في الواقع وتكمن في هذا الأدعاء ذرة من الحقيقة. فليس لدينا ( وأقصد لدي الأقلية الفلسطينية في إسرائيل) مفكرون واسعو الأفاق يتجاوبون مع التحديات السياسية والثقافية هنا وفي العالم . عندنا متعلمون يتخصصون بمجالات معينة من الحياة في القرية العربية ." و بعد أن حصل العرب في إسرائيل علي الحقوق الليبرالية للمواطنة- أي إقامة دائمة وإمكان التصويت – بدأ يتطور لديهم الوعي بالاضطهاد . وهو وعي من الصعب تعريفه بأنه وعي أقلية قومية . لم تكن هناك آنذاك قيادة قومية , أو نخبه قومية في وسعها أن تصوغ للعرب في إسرائيل وعي أقلية قومية .
    إن الأغلبية الساحقة من النخبة الفلسطينية . التي تطورت في أخر المرحلة العثمانية وأيام الانتداب البريطاني ، كانت قد تشردت و تشمل تلك النخبة فئات الأرستقراطية والطبقة المتوسطة والمتعلمين والنخبة الثقافية – التي بدأت تنظم أحزابا سياسية في ظل الانتداب البريطاني . وبقي تحت حكم إسرائيل هامش المجتمع الفلسطيني في الجليل والمثلث ، ويتكون من سكان قرويين تلخصت مساهمتهم في الحركة القومية الفلسطينية بمشاركتهم في ثورة 1936 – 1939 ولم يكن لهم دور بارز في الحركة الثقافية الفلسطينية في المراكز المدنية ( القدس وحيفا ونابلس وعكا ويافا......) هذه الحركة تابعت تطورها بعد سنة 1948 في الأوضاع الجديدة أوضاع التشرد الفلسطينى ، اما فرصة الألتقاء معها فقد سنحت بعد سنة 1967 . ويمكن القول ان السكان الفلسطينين الذين بقوا في إسرائيل بعد سنة 1948 كانوا بقية مهزومة من مجتمع مهزوم .وتجلت هذه الحقيقة في نظرة هؤلاء السكان إلي انفسهم وإلي الحكم العسكري الإسرائيلي ، وكذلك طموحهم في ذلك الحين إلي احراز الأمن لا المساواة . وقد رأوا ضمان ذلك في السلوك السياسي " الحسن " والمحاولة المشوهة للاندماج – أي ان يقبلوا في مؤسسات الدولة : الكنيست والهستدروت وحزب ماباي ( الذى كان يصعب آنذاك تمييزه من مؤسسات الدولة )ولم تكن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه محاولة القبول أو الاندماج هذه قبولا ولا دمجا .
    وحول التناقض بين عضوية بشارة للكنيست ورفضه للدولة العبرية قال عزمي بشاره :
    " صحيح . هذا هو تناقض العرب في إسرائيل هذا هو تناقض عزمي بشارة في دولة إسرائيل .وإذا قال لك عزمي بشاره إنه لا يوجد هنا تناقض فقل له : أنت كاذب . إذ لا يمكن القول " أنا عربي فخور وإسرائيلي مخلص في الوقت ذاته هذا هراء يوجد تناقض هنا وهو ليس تناقضا عقليا وإنما تناقض يفرضه الواقع .مع ذلك فأنا أعتقد أن دورنا هو تحويل هذا التناقض إلي دافع بناء يتعين علينا أن نتناول هذا التناقض وأن نجعله قاطرة ، قوة دينامية قوية جدا تغير وجه الواقع ، السير حتى النهاية في القضية الفلسطينية من جهة والسير حتى النهاية في القضية المدنية الإسرائيلية من الجهة الأخرى علينا أن ندفع إلي الأمام قضيتنا والقضية الليبرالية – والديمقراطية في الوقت نفسه . وعدم التباكي علي أننا ممزقون بين هويتنا أو أننا نسقط بين كرسيين بل علي العكس يجب ان نتنازل وألا نتلوى وأن نطالب بالمساواة المدنية الكاملة وأن نكون كعرب جزءا فاعلا في الديمقراطية الإسرائيلية ." " يوميا . أشعر بهذا التناقض وأحيانا عدة مرات في اليوم ذلك بأنني في الواقع من جهة مفعم بالتقدير للكنيست إذ يجري هنا عمل برلماني مدهش ومرتب وأعتقد أن ثمة القليل من البرلمانات مثلة في العالم . وأنا أقدر هذا وفي مقاطع معينة فإن الديمقراطية الإسرائيلية مدهشة وهناك ما يمكن تعلمه منها لكن من جهة أخري فإن اغترابي هائل وهو أساسي تماما ذلك بأن كل شئ هنا غارق في هذه الرمزية اليهودية التي تنبذني خارجها في : آيات من التوراة والأحاديث عن القدس وصورة هيرتسل وأحيانا في الجلسات الاحتفالية بالذات أجد نفسي مضطرا إلي ان أتمسك بالطاولة كي لا أنفجر وأصرخ وإلي أن أتمالك رباطة جأشي . أنا لا أحب من يفسد الاحتفالات فهذا لا يخلف سوي طعم مر ولا يغير في الأمر شيئا لكن هذا صعب علي أنت لا تتصور كم هو صعب ."
    ورغم ان عرب 1948 م حاولوا التعايش مع قدرهم في ظل دولة عنصرية صهيونية ، وان يحتملوا قوانينها ويحملوا جواز سفرها في معادلة غريبة تتبادل فيها الحرية والقيود ، المواقع – لانه لم يفز بحريته فوق ارضه الا لانه ارتضى القيد الإسرائيلي الذى لازمه صباحا ومساء وهو ما أشار اليه " اميل حبيبى " وهو يتحدث عن الكأس المرة التي تجرعها حتى الثماله 0 وعبر عنها الشاعر ، "سميح القاسم " من أرض الجليل قائلا : صبري ينمو علي كل الجهات ......" فأشهدوني .....!! ها انا انفض أكفاني واتي .....وانا اعلم إني ، ما دفعت الثمن الكافي لغير في الوطن ... ليس حبي اضعف الإيمان ...لكني اغني .... نحن مازلنا ...... ومازال الزمان . وفى شهادة الأديب الشهيد " غسان كنفانى " عن شعراء الأرض المحتلة عام 1948 قال في كتابه" ادب المقاومة " سنة 1965 توجه الشباب العربي للاحتفال بذكري مذبحة كفر قاسم التى تمت عام 1956 م وراح ضحيتها أكثر من خمسين امرأة وطفل ومنعهم الحاكم العسكري الصهيوني وهو ينشىء أسلاكا شائكة حول القرية المنكوبة فانطلق شعر المقاومة من عرب 1948 وكانوا الأبرز والأفضل بين اقرانهم من شعراء العربية وهم يبدعون في ظل جنسيتهم الإسرائيلية بأنهم عرب مقيدون وحريتهم في قيودهم لكنهم لا ينسون عروبتهم
    ----------------------------------------

  6. #6

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الثاني
    تأثير الهزيمة العسكرية عام 1967م علي عرب 1948:
    ---------------------------------------
    علي الرغم من صدمة العرب في إسرائيل بالهزيمة العسكرية العربية فإن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة كانت له تأثيرات مهمة فيهم فاستعادة صلتهم بشعبهم الفلسطيني هناك وجهت ضربة قاصمة إلي العنصر الإسرائيلي المكتسب في هويتهم وعززت وعيهم وهويتهم العربيتين وإحساسهم بالارتباط الفلسطيني والانتماء العربي – وفي الواقع كان عرب 1948م مستعدون إلي حد ما لعودة الصلة هذه فالانقطاع لم يكن تاما بفضل أجهزة الإعلام المتطورة ففي العام 1967م وقبل ان تنشئ إسرائيل التلفزة الخاصة بها كان عرب 1948 م يملكون عددا من أجهزة التلفاز اكبر مما كان عليه اليهود الإسرائيليين لأنهم كانوا يلتقطون البث التليفزيوني اللبناني والمصري والسوري وفيما بعد الأردني ايضا وأثارت عودة الصلة مسألة الانتماء لأن النشاط الوطني الفلسطيني في الضفة والقطاع كان يرافقه افتقاد لدرجة ولاء عرب 1948 للقضية الفلسطينية فقوة إسرائيل العسكرية التي ألحقت بالعرب هزيمة نكراء في حرب 1967 م عززت وجهه النظر البراغماتية وسط عرب 1948م في مواجهة القوميين – وخصوصا أن الخيبة من إخفاقات الدول العربية وجهت ضربة إلي ذلك الأمل الذي كان يراودهم بتطورات عربية تحررهم من وضعهم المأساوى الانعزالي وهو الأمل الذي كان يساعدهم في الماضي علي الاستقرار والانتظار لكن التماس المتجدد مع فلسطيني الضفة والقطاع جعلهم عرضة للتأثر بجمهور عربي فلسطيني وقومي متقدم ، وأصبحوا شهودا علي نشاطات نضالية ميدانية – وبدأت تثور التساؤلات لديهم مجددا بشأن المسائل المتعلقة بمكانتهم كأقلية عربية في الدولة اليهودية وهل يقبلون بهذه المكانة ويسعون لتحسينها بالنضال السياسي – أم يتركوا هذا المجال ويهتمون بشئون الفرد والعائلة ؟ أم يرتفعون إلي درجة تعزيز روابطهم بالعرب وفلسطين – مرة أخري وهنا ستكون المواجهة مع النفس بحثا عن الهوية وكان افضل من عبر عن هذه الحالة الفلسطينية بين عرب 1948 وعرب الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ذلك الشاعر "محمود درويش" ابن الأرض الفلسطينية المحتلة منذ نكبة سنة 1948 الذى عالج هذه القضية في قطعة نثرية ، تعبر عما يجيش في صدره من آلام ضد المجتمع الدولي الذي لا يريد أن يرضى به كفلسطيني بقصيده عنوانها:
    ذاهب إلى العالم …غريب عن العالم … قال فيها
    هكذا يستيقظ العالم …هكذا ينساني …
    لا يذكرني إلا في حالتين :حين أجرب الموت ،وحين أجرب الحياة ..
    ولقد مت لمدة ربع قرن ، وشبعت موتا …
    واليوم …اليوم لم يذهب العالم إلى غرفة النوم ،وقف على حافة الكرة الأرضية ، وأمرني بالخروج من دائرة الإنسانية ، لأنني حاولت أن أقذف الدائرة حاولت الدخول .
    -ماذا يعنيك من تاريخي أيها العالم …ماذا يعنيك ..؟؟
    -التاريخ هو الماضي وأنا أدرسه في المعاهد - وأين رأيتني أول مرة ؟
    -كنت دائما أراك على تراب فلسطين حتى خرجت وعاد السلام والصفاء إلى الأرض فلماذا تعود الآن ؟لماذا تكسر الصفاء ؟
    هكذا يفهمني العالم ، وهكذا يريدني .لقد انتهى صراعنا ما دمت قد خرجت من فلسطين وما عاد للنار من حارس .واكتملت معادلة سلام العالم ،وصار الأمن الدولي مشروطا بغيابي عن فلسطين وعن الإنسانية . لم أودع أحدا ، ولم أودع شيئا ودحرجني كعب بندقية من الكرمل إلى الميناء .
    ويكمل محمود درويش بروح الأديب الشاعر :-
    -للمرة الأولى سأل العالم نفسه :من أخبره أنه قنبلة ؟
    -من كثرة ما ضربوه بالرصاص ،تراكمت الشظايا على الشظايا ،فولدت الطاقة ،وصار قابلا للانفجار . أخرجوه من دائرة العالم ... لقد أخرجناه …وعاد .
    -انصبوا له كمينا على حافة الأرض ..وادفنوه في الفراغ .
    -لا يمكن الاقتراب منه ، لأنه مدمج بربع قرن من المأساة والغضب والانفجار .
    -إرهابي ، نعم إرهابي وبائس ..ولكني فلسطيني وسأظل للأبد فلسطيني .
    إن محمود درويش الذي عانى ربع قرن من الاحتلال الصهيوني لفلسطين في حيفا ،مدلول قضية الإنسان في الأرض المحتلة الفلسطينية إنها عملية قتل الإنسان روحيا مع البقاء على حياته جسديا . وعندما يفكر هذا الإنسان في أن يعيش يفكر الأخرون في إبادته جسديا ..‍‍

  7. #7

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الثاني
    مواقف وأراء قادة العدو لمستقبل الأرض المحتلة 1967م :
    ---------------------------------------------
    يقول دايان فيما يشبه الكشف الذاتي ملخصاً مشاعر الصهيونية تجاه نتائج الحملة العسكرية الثالثة : " إنه لمدة عشرين عاماً من عام 1948 وحتى حرب الأيام الستة سنة 1967 ، عشنا الشعور بأننا نحيا في القمة ، نتنفس هواء صافياً ، قاتلنا حتى وصلنا القمة واكتفينا بما حصلناه .. ولكن بالنسبة لمشتهانا بيننا وبين أنفسنا لم نكن في الحقيقة سعداء أو مكتفين ولكننا قبلنا في أنفسنا أن إيلات هي حدنا الجنوبي ، وأن عرض دولة إسرائيل هو المدى بين قلقيلية والبحر البالغ أقل من عشرين كيلو متراً ، وأن القدس القديمة خارج الحدود وأن هذه هي الدولة ، وعشنا فيها .. وفي حياة الواقع اليومية عقدنا سلمنا الخاص مع كل هذا .إن مصدر الهزة الكبيرة التي نحياها اليوم كامن في إدراكنا للحقيقة بأننا كنا مخطئين وعلينا أن نعترف لأنفسنا بذلك . حسبنا أننا بلغنا القمة ولكن اتضح لنا أننا ما زلنا في مراقي الجبل .. القمة أعلى . إيلات لن تكون حدنا الجنوبي وإنما شرم الشيخ وليست المطلة حدنا الشمالي وإنما القنيطرة ، وغزة ستكون جزءاً من إسرائيل ، والحد الغربي مكاناً ما في سيناء ، هذه قمة جديدة ..!! وطبقاً لهذا الذي يرسمه وزير الدفاع الصهيوني ، ترسم شخصية الحكم العسكري للاحتلال في الأرض المحتلة بعد عام 1967 …!! و في هذا المجال تجدر الإشارة إلى الحمائم والصقور بين قادة العدو في عرض لسياسة الاحتلال في المناطق المحتلة ، وقد انقسمت حكومة الائتلاف الصهيونية إلى فئتين : فئة تطالب بإبقاء المناطق المحتلة تحت الحكم الإسرائيلي بشكل رسمي ، وتدعو إلى عدم إعادة شبر واحد من الأراضي المحتلة إلى الدول العربية ، وفئة ثانية تدعو إلى إعادة بعض المناطق العربية المحتلة مقابل سلام دائم مع العرب
    ومع اشتداد الصراع بين هاتين الفئتين في الثلث الأخير من عام 1968 ، حول مصير المناطق المحتلة ، استطاعت فئة الصقور إحراز نصر جزئي في الصراع الداخلي . حيث ظهر أن معظم "الحمائم" أصبحت تؤمن أنه لا مناص من إبقاء المناطق التالية إلى الأبد في حدود دولة إسرائيل :
    1. قطاع غزة ، العريش وضواحيها .
    2. هضبة الجولان .
    3. القدس الشرقية وضواحيها .
    4. الخليل والقرى المحيطة بها وقلقيلية
    والأمر الذي يسترعي الانتباه عند التحقق في مواقف صقور إسرائيل وحمائمها ؛ أنها لا تستقر دائماً على فكرة معينة باستثناء ، ففي بعض الأحيان تتغير المواقف ، وتأخذ الحمامة الوديعة بـ"التصقر" ويأخذ ريش الصقر بالتحول إلى ريش حمامة . وعلى سبيل المثال نجد أن "موشيه ديان" من الصقور لا يتخوف من التكاثر الطبيعي لدى السكان العرب في المناطق المحتلة ويدعو إلى دمجهم في اقتصاد إسرائيل ، بينما نجد "تيماس سبير: يتصدى له ويعارض دمج سكان المناطق المحتلة باقتصاد إسرائيل خوفاً من التكاثر لدى السكان العرب ، وبالتال خوفاً على الصبغة اليهودية لدولة إسرائيل ، كما وأنه يعارض تشغيل السكان العرب داخل إسرائيل وذلك لحماية "العمل العبري" من التلوث . والجدير بالملاحظة أن فئتي الحمائم والصقور تؤيدان فكرة الاستيطان اليهودي في المناطق المحتلة ، ولا يوجد فارق بينهما إلا في الأسلوب تجاه هذه المسألة . وهذا الأمر يتنافى ومطالب فئة الحمائم التي تسعى إلى جعل المناطق العربية قابلة للمساومة حين إجراء مفاوضات مباشرة مع العرب
    ولا يقتصر اصطلاح الحمائم والصقور في إسرائيل على أولئك الذين يعملون في حقل السياسة فحسب ؛ بل يشمل أيضاً الجمهور الإسرائيلي ، ففي استفتاء أجراه "رفائيل جيل" مدير مؤسسة يوري لاستقصاء الرأي العام في إسرائيل ، تبين أن 54,5% من الخاضعين للاستجواب قالوا أنهم من الصقور في سياسة العدو ولم يفصح 19,6% عن آرائهم .
    إن فريق الحمائم في الحكومة الإسرائيلية ، وممثلو حزب السلام ، بدا ميالاً للتخلي عن مساحات أكبر من الأراضي المحتلة مقابل سلم حقيقي ، وعارض مبدأ الإستيطان الواسع أو تقرير خارطة محددة لإسرائيل قبل استئناف فرص السلام . وأظهر أنه يكتفي بالجولان وقطاع غزة وشرم الشيخ إضافات للخريطة ، ويترك الضفة الغربية وصحراء سيناء مجالاً قابلاً للأخذ والرد في مباحثات مقبلة ، بينما طالب فريق الصقور بالمقابل وأبرز عناصره في الحكومة : ديان و آلون ، بإستيطان الضفة الغربية ، إضافة للجولان وغزة وأجزاء من سيناء ، إستيطاناً حثيثاً وعلى نطاق واضح.
    إن فريق الصقور كان يخشى –كما يبدو- من أن تؤدي عوامل معينة إلى ازدياد الضغط على إسرائيل لكي تنسحب من معظم المناطق ، ومن أن يغير فريق الحمائم والرأي العام الإسرائيلي موقفه تحت الضغط في اللحظة الأخيرة من مسألة إحداث تغيير جذري في خريطة إسرائيل ، ومن هنا وضع تشديده على ضرورة خلق وقائع جديدة . و إن عبارة خلق وقائع جديدة من العبارات التي يكثر فريق الصقور في إسرائيل من استخدامها ، والوقائع الجديدة لا تتمثل في الإستيطان وإنما أيضاً في الدمج الإقتصادي التدريجي ، وفي إنشاء القواعد والمراكز العسكرية ، وفي توسيع شبكة الطرق وتحسينها .
    إن نظرية إيجال آلون في هذا المجال تضع التأكيد في الإستيطان على المجال الأمني بالمعنى السياسي-العسكري له ، وأن الجدل الأساسي حول الإستيطان والدمج الإقتصادي كان يمس الوضع في الضفة الغربية ، وربما غزة وليست الجولان بالتأكيد ، حيث أن الجولان اعتبرت جزءاً من إسرائيل . و إن الإستيطان في الجولان كان يسير بسرعة حثيثة كما تظهر المخططات الموضوعة لتطوير الإستيطان ومصادر المياه والزراعة في الهضبة ؛ هذا بالنسبة للجولان . ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للضفة الغربية . إن التصورات بشأنها ما زالت غامضة ، وإن كان هذا لا يعني أن حركة فرض الوقائع الجديدة فيها غير جارية . إن إسرائيل لم تصرح حتى الآن أنها معنية بضم الضفة الغربية ، وما زال القانون الأردني ساري المفعول والعملة الأردنية معمولاً بها . والسبب الرئيسي هو أن الضفة الغربية عامرة بالسكان ومن الصعب جداً ؛ ضمن الظروف السائدة الآن في المنطقة والعالم تفريغها من سكانها الفلسطينيين العرب .
    إن آلون يصرح بأنه مهما كان الحل السياسي للمناطق المأهولة بالسكان في القرى العربية في الضفة الغربية ، فإن نهر الأردن وغور الأردن وسلسلة الجبال العالية التي تمتد بمحاذاة نهر الأردن بما في ذلك الصحراء الواقعة بين البحر الميت والخليل يجب أن تبقى كلها بيد إسرائيل .وقد دعا إلى إقامة سلسلة من المستوطنات تغلب عليها الصفة العسكرية في المناطق الإستراتيجية غير المأهولة كثيراً بالسكان لتمثل حزاماً أمنياً يمتد على طول نهر الأردن ويساعد إسرائيل على محاربة التسلل الفدائي ومنع دخول أي جيش عربي إلى الضفة في المستقبل .
    إن مهندس سياسة الوقائع المفروضة والدينامو المحرك لها في الحكومة الإسرائيلية هو كما ولا بد أنه وضح من كلامنا ، موشي ديان . إنه يصر على أن السؤال الوحيد الواقعي والمطروح أمام الحكومة ليس برنامج السلام هذا أو ذاك ، وإنما "ما العمل؟ إبقاء الاختبارات مفتوحة ، والامتناع عن فرض وقائع حتى لا تصبح عائقاً في طريق المفاوضات والسلام .. أو الانطلاق بجهد متواصل على مدى الـ24 ساعة لخلق وقائع جديدة ، وتحطيم القديمة وتغيير الواقع .. تغييره بشكل يقربنا من الوضع الذي نطمح إليه …
    إن المهم عند ديان ليس الجانب الأمني-العسكري في الإستيطان ، كما يرى آلون ، وإنما المهم عنده هو خلق وقائع سياسية جديدة ، ولذلك لا يكتفي ديان بمستوطنات آلون الدفاعية وإنما يطالب بإقامة مدن يهودية في الضفة الغربية في أماكن مشرفة على الطرق الإستراتيجية .
    ويعتقد دايان أنه متى تم إنشاء المدن ، فإن دمج اقتصاد الضفة الغربية باللإقتصاد الإسرائيلي سوف يتحقق تلقائياً . وإن هذا الدمج يمثل في الحقيقة المطلب الثاني لدايان بالنسبة لخلق الوقائع المفروضة ، وهو مطلوب لتقليل اعتماد الضفة الغربية على الدول العربية المجاورة ، وزيادة اعتمادها على إسرائيل . و إنه يقول في خطاب علني ألقاه في بئر السبع بتاريخ 6/11/1968م بأن على اليهود أن يتعلموا الحياة مع السكان العرب ما دام ليس في نيتهم طردهم من الضفة والقطاع ، وليس في نيتهم التخلي عن حقهم في الحياة في الخليل وإستيطانها .و إنه يدعوهم للعمل على تغيير مشكلة العلاقة النائمة بحيث يصبح الواقع واقع تعايش –كما يفهم هو طبعاً- لا واقع حواجز وعداء . إنه يطرح السؤال : ما معنى الحياة سوية؟ ونجيب عليه : "شيئان: أولاً بمقدار ما يتعلق الأمر بنا سحق الحواجز والتغلب على مشاعر العداء . ثانياً : تحقيق الدمج الإقتصادي ، ربط شبكات الكهرباء الرئيسية ، ربط شبكات المياه ، إقامة شبكة مواصلات مشتركة ووضع برنامج زراعي مشترك للمنطقة كلها .. وأكثر من ذلك بجب إتاحة الفرصة لعرب الخليل للعمل في بئر السبع لأنه يوجد هناك في الخليل بطالة مقابل نقص في الأيدي العاملة في بئر السبع ، كما هو الأمر بالنسبة لسكان رام الله والعاملين في القدس "
    إن استيطان الضفة الغربية ودمجها اقتصادياً بالإقتصاد الإسرائيلي يحقق لدايان أمر من أمرين : بقاء الضفة منطقة أمنية عسكرية ومفتوحة لليهود للزيارة والعيش والإستيطان ، وخلق أوضاع مادية وأنماط حياة جديدة بين الفلسطينيين العرب واليهود من جهة أخرى ".
    أما بالنسبة للوضع السياسي فإن دايان يقول بأنه لا يهمه كثيراً إذا اختار سكانها أن تكون جزءاً من الأردن مع شيء من الاستقلال الذاتي إو اختاروا لها البقاء مستقلة ، أو قرروا بكل بساطة أن تكون جزءاً من الأردن ولكن بشرط أن تقبل مطالب إسرائيل وهي كما يلي على حد رأيه :-
    1. أن يكون للإسرائيليين كحق وليس كمنة أن يزوروا ويعيشوا ويستوطنوا .
    2. أن يكون للإسرائيليين قواعد عسكرية في الضفة الغربية وأن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على العمل بحرية ، سواء في الحرب الصغيرة الآن ضد الفدائيين أو في حالة وقوع حرب أكثر شمولاً ، ويجب أن يكون بالطبع قادر على العمل بحرية لمنع دخول أي جيش عربي للضفة الغربية . و إن دايان لا يريد فرض الجنسية الإسرائيلية على عرب الضفة والقطاع لما تتبعه من حقوق سياسية ولا يسمح لهم بالتوطن داخل حدود ما قبل حزيران لأنه يريد الحفاظ على الطابع اليهودي لدولته ولكنه يدرك في الوقت ذاته أنه من المستحيل إبقاء مجتمع بأكمله قاصراً سياسياً . إذن ما الحل؟ إن منطلق الحل الذي يتوصل إليه دايان هو :
    إبقاء الاتصال بين السكان العرب في المناطق والدول العربية مستمراً ، وتمكينهم من الاحتفاظ بروابط قومية وثقافية وثيقة مع الدول العربية ومن الذهاب إلى هناك للدراسة .
    إن مثل هذا الحل بالطبع ليس حلاً وإنما مجرد "لعب" لا أكثر ولا أقل ، ومن هذا الإطار تحسب الخطوات التي لم يتم تنفيذها حتى الآن : المستوطنات التي أنشئت والمخطط لإنشائها ، الإستيطان اليهودي في مدينة الخليل والمخطط لإنشاء خليل اليهودية ، مصادرة الأراضي ، القواعد العسكرية ، شبكة الطرقات التي دمرت أو وسعت أو حسنت توعيتها ، شبكة كهرباء غزة التي ارتبطت بإسرائيل والمركز الصناعي الذي أقيم في شمالها هذا العام ، وأكثر البحث العلمي والزراعي لدرس التربة والمناخ والتنقيب عن مصادر المياه ، العمل العربي في إسرائيل ، الاستثمارات اليهودية في المناطق المحتلة ، والجسور المفتوحة ، إنها كلها تسير في طريق واحد ، فرض وقائع جديدة تكون محصلتها العملية فيما لو استمرت الحركة ، قيام إسرائيل أكبر تحكم ، شعباً فلسطينياً ليس قاصراً سياسياً وإنما مغلوباً على أمره ، مسموحاً له بالاحتفاظ بروابط قومية وثقافية مع البلدان العربية تحرزاً لمشاعره حتى لا يثور . و مباشرة بعد حرب الأيام الستة أقيمت في المناطق المحتلة حكومة عسكرية لتتولى مهام الأمن وإعادة الحياة إلى مجاريها الطبيعية ، وقد قسمت المناطق المحتلة إلى أربع وحدات إدارية ، وعين على رأس كل وحدة حاكم عسكري . والوحدات الإدارية الأربع هي :
    1. الجولان.
    2. الضفة الغربية .
    3. قطاع غزة وشمال سيناء.
    4. منطقة شرم الشيخ في جنوب سيناء ويطلق عليها المحتلون اسم منطقة شلومو .
    وقد كان الدافع لهذا التقسيم اختلاف القوانين المعمول بها في كل من المناطق المذكورة من جهة وتسهيل إدارتها من جهة أخرى . وبينما ظل القانون الساري في الضفة الغربية هو القانون الأردني ، ألغي القانون السوري في الجولان عام 1968 وحل محله القانون الإسرائيلي . واعتبرت الجولان جزءاً من إسرائيل ومنطقة تطوير واستيطان.

  8. #8

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الثاني
    -------------------
    القومية العربية والصهيونية :
    --------------------------------------
    كانت مرحلة 1948 – 1967 مرحلة عزلة لكن حتى في بداية توطد وتميز ملامح المجتمع العربي في إسرائيل حافظ السكان العرب علي صلة بالعالم العربي الواسع عبر أجهزة الراديو ( وصوت العرب من القاهرة ....) ومنذ ذلك الحين صيغ نمط السلوك المتميز للعربي مواطن دولة إسرائيل وهو السير علي حبل دقيق بين الانتماء إلي الأمة العربية وبين الشعور بالضعف المقترن بمطمع تحقيق الأمن في إطار دولة إسرائيل . وعلي الرغم من ان أغلبية العرب البالغين صوتت في حينه للاحزاب الصهيونية ، وعلي الرغم من ان ما نظم علاقة هذه الأغلبية بالسلطة كان قانون الخوف ، فإنها أيدت عبد الناصر ومطمحي الوحدة العربية والتحرير من نير الأستعمار اللذين أعرب عنهما وكان شعور تأييد عبد الناصر وكل ما يمثله مشتركا في حينه لدي " التيارات السياسية " كلها وقد أظهر أن " التعاون " مع السلطة كان في الواقع شكلا من أشكال الغربة لا دليلا علي الانتماء " وعن القومية الصهيونية قال عزمي بشاره في مقابلة معه 1998 : " الصهيونية في الأساس لم تكن حركة تحرير قومي ، وإنما حركة وضعت لنفسها هدف إقامة دولة بأغلبية يهودية في بلد فيه أغلبية عربية لقد كانت حركة أرادت أن تحول اليهود إلي أمه من خلال إقامة دولة يهودية ولهذا الغرض فقد اعتمدت ممارسات كولونيالية وكانت جزءا من المشروع الكولونيالي ( الاستعماري) في الشرق الأوسط صحيح أن الاستعمار الصهيوني كان يختلف عن الاستعمار البريطاني أو الفرنسي أو الألماني إلا إن الممارسات الصهيونية كانت استعمارية ، كما أن الصهيونية رأت نفسها جزءا من المشروع الاستعماري من الواضح تماما أنك إذا كنت تستوطن بلدا ليس بلدك وإذا كنت تريد أن تحقق حقوقك السياسية علي حساب شعب أخر فإنك ملزم بأن تستخدم العنف فأنت لا تستطيع أن تحول بلدا ذا أغلبية عربية إلي بلد ذى أغلبية يهودية من دون عنف وفي هذه الحالة فإن العنف يغدو جزءا لا يتجزاء من مشروعك وينبع من ذلك ، طبعا أن يقاوم السكان العرب الأصليون بالعنف .في هذا الجانب ، كان زئيف جابوتنسكي من جهته محقا تماما في مقالته عن الجدار الحديدي ومن هنا فإن فكرة دولة اليهود في رأيي هي من الناحية التاريخية غير شرعية .وإذا كنت تسألني فأنا لست مستعدا لأن أمنح إسرائيل شرعية تاريخية ومع أن الفكرة الصهيونية لم تكن عنصرية بمعني التمييز بين العناصر المختلفة إلا إنها كانت تقوم بالتأكيد علي أساس تجاهل السكان الأصليين والنظر إلي الآخرين ككائنات دونية والمقصود ليس الفلسطينيين فقط بل أيضا الشعوب العربية بـأسرها والشرق بأسره بل حتى اليهود الشرقيين . لكن وفضلا عن ذلك فأنا ملزم اليوم بالاعتراف بحقيقة ان الصهيونية نجحت في ان تبلور هنا جمهورا يهوديا إسرائيليا له اليوم الحق في تقرير المصير وهكذا فإنه حتى لو لم يكن لإسرائيل قبل 50 عاما حق في الوجود – وفي رأيي لم يكن لها حق في الوجود – فإن لها اليوم شرعية ما تنبع من حقيقة أنه تبلورت هنا قومية يهودية – إسرائيلية محورها اللغة العبرية . " انا لا أعترف بوجود شعب يهودي واحد في كل العالم .وأعتقد أن اليهودية دين لا قومية وليس للجمهور اليهودي في العالم أي مكانة قومية ، ولا أعتقد أن لهذا الجمهور الحق في تقرير المصير كما أني لا أعتقد أنه كان هناك قومية يهودية في أوروبا قبل ظهور الصهيونية فيهودية ذاك الحين لم تكن حتى مجموعة سكانية دينية موحدة لقد كانت سلسلة من المجموعات السكانية الدينية حاولت الصهيونية تحويلها إلي شعب من خلال إقامة هذه الدولة .لكن ما أعترف به ، فعلا هو ذاك الشعب اليهودي – الإسرائيلي الذي أوجدته الصهيونية هنا وأنا لا أقبل التاريخ الصهيوني لكني ملزم بالاعتراف بثماره فلا مفر لقد ولدت هنا أجيال ونشأت هنا لغة وأدب وثقافة وعلي الرغم من أن الطفل القومي الإسرائيلي ولد بصورة غير مشروعة فإنه لا يسعني أن أقول عنه إنه غير موجود ، وإن لا حقوق له وأنا لا أصر إلا علي ألا تجد حقوقه تعبيرها بشكل عدواني وألا يستغلها كى يمس الأطفال الآخرين ويضر بهم ويأتي علي حسابهم ."
    ويقول عزمي بشاره حول تعلقه بمبادئ الناصرية والقومية العربية :-
    عندما نشأت في الناصرة في بداية الستينات كنا أناسا مهزومين ومهانين وكان كثيرون منا لاجئين في بلدهم وكنا كلنا معزولين عن العالم العربي عن محيطنا الثقافي الطبيعي كنا نعيش داخل نوع من الحصار المهين داخل البقايا التي خلفها المجتمع الفلسطيني في اثر ضربة سنة 1948 عندها وعلي حين غرة ظهر هذا الصوت من الخارج والذي أنصت إليه الناس يدوي من المذياع الصغير في قراهم التي لم تصل إليها الكهرباء في كل أرجاء العالم العربي وقد قال هذا الصوت إننا جزء من أمة قوية وعظيمة من المحيط إلي الخليج وكان هذا الصوت ذاته قويا ومدهشا وفجأة شعرنا بأننا لسنا ذاك الطفل المضروب المسكين بل لدينا أخا كبيرا يمكن الاعتماد عليه أخا كبيرا تخافه إسرائيل نفسها خوفا شديدا ولعله هو الذي سيعلمها الدرس أخيرا وهكذا فقد تماثلت جدا مع شخصية عبد الناصر وأقواله ." " وعندما كان عبد الناصر يخطب كان بيتنا الذي كان فيه التلفاز الوحيد في الحي يبدو كالسينما ما كانت أمي لتستطيع الاستماع إليه من دون أن تذرف الدموع ربما كان من ناحية نوعا من صلاح الدين بالنسبة إلينا . لقد كان لي عدة أبطال : صلاح الدين ، عبد الناصر ، ولينين كما كانت لدي تصورات أن يأتي الجيش الأحمر فيحررنا . وقبل سنة 1967 م تعززت هذه التوقعات جدا ولا أعتقد أني حلمت في حينه بأن تمحي إسرائيل أو بأن يختفي اليهود لكني رغبت جدا في أن ينتصر العرب في أن تتغلب القومية العربية علي إسرائيل في ان تصلح الظلم رغبت في ان ينتصر الطيبون علي الأشرار .
    ولهذا السبب فإن الصدمة بعد هزيمة سنة 1967 كانت عظيمة جدا وأتذكر أبي محبطا تماما ولا يذهب إلي العمل عدة أيام وأتذكر الإحساس الحقيقي بالحداد الذي ساد البيت " فجأة بات واضحا انه انتهي . خلاص لن تختفي إسرائيل وأنها ليست ظاهرة إمبريالية بسيطة كالجزائر أو فيتنام وأن الأمة العربية لا تزال أمة متخلفة وعندما أعلنت الأخبار أن عبد الناصر مات أخذ والدي المذياع الصغير الذي أذيع النبأ منه وألقي به إلي الأرض فحطمه وشتم وعندئذ إلي حين وفاته لم يرغب في الحديث عن إسرائيل علي الإطلاق ما كان ليحتمل كل هذه الهزائم العربية أراد فقط أن يموت بهدوء."
    كان لابد أن تمر الأعوام قبل أن يعرف الجميع بأن قيام إسرائيل عام 1948م لم يؤد إلي تصفية المشكلة القومية الفلسطينية بل زادت من حدتها وعقيدتها لأن الصهاينة أرادوا ولا زالوا يريدون أرض بلا شعب وشعب بلا أرض فلم يكن أمام عرب 1948م سوي البحث لأنفسهم عن هوية ذاتية وطنية قومية – خاصة مع تنامي وتزايد قوة الحركة القومية العربية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر في الفترة ما بين(1956 – 1967) إضافة إلي أن الصراع العربي – الصهيوني حول فلسطين بدأ مع بدايات تنامي الحركة القومية العربية ضد الدولة التركية العثمانية والاستعمار البريطاني – الفرنسي لمعظم الدول العربية وفلسطين منها.....
    وكان أمام الصهاينة وهم يواجهون الحركة الوطنية الفلسطينية قبل وبعد قيام إسرائيل 1948 أن يتعاملوا معهم علي ثلاثة أبعاد رئيسية هي/ البعد الدولي للعداء القومي العربي الإسلامي للغرب بوجه عام – ثم التعامل مع قادة العرب من رؤساء وملوك الدول العربية الأكثر ميلا لحل القضية الفلسطينية سلما مثل مطالبة الرئيس التونسي بورقيبة بقبول العرب لقرار التقسيم الصادر سنة 1947 أو استغلال النزاع المصري السعودي حول اليمن أعوام (1962- 1967) وهذا كان يشجع الإسرائيليين دائما بالبحث عن قائد عربي يسلم لهم بعيدا عن الرفض الفلسطيني وعلي أساس أن عرب فلسطين يمكنهم الحياة في الوطن العربي الواسع الأرجاء ، حيث لا يوجد لليهود الصهاينة نفس البديل سوي أرض فلسطين وفي بداية الصراع العربي الصهيوني كان هناك مشهد اتفاق مكتوب بين "وايزمان" والشريف"حسين" وابنه"فيصل" حول فلسطين سنة1919
    * وكان عرب 1948 وتحت القبول الصهيوني بفكرة القومية العربية لحل المشكلة الفلسطينية يعبرون عن ذاتهم الوطنية بأحلام القومية العربية خاصة الناصرية
    التي وجدت في أكبر دولة عربية والتي أعلنت عن نفسها مع بداية القرن العشرين بالثورة العربية علي الإمبراطورية العثمانية وتعود جذور الفكر القومي العربي إلي عدد من المفكرين الذين نظروا إلي التنافس بين الدول الكبرى علي السيطرة والتوسع بعمق في معني الأمة التي تتحدث لغة واحدة ولم تندثر رغم انهيار الإمبراطورية الإسلامية العربية بعد الدولة العباسية ،حيث انهال علي المنطقة العربية فيض من الأفكار وشرع الباحثون المسيحيون من العرب يبحثون عن الشخصية العربية بعيدا عن الاعتبارات الدينية للأمة والقومية واختلطت المفاهيم ما بين الوطن الذي يعني المكان الذي يعيش فيه الإنسان وكلمه قوم التي تعود بالعرب إلي أيام البداوة في الصحراء والأمة كانت تعني جماعة المؤمنين في العالم العربي وخارجه وكان هذا يشكل صعوبة عند البحث عن تعريف خاص بالقومية أو الأمة العربية ، وقد اغتصبت فرنسا الجزائر سنة 1830 ثم تونس سنة 1881 ثم المغرب سنة 1912 وبريطانيا احتلت مصر 1882 ثم السودان سنة 1898 واحتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911 بينما كانت دول الجزيرة والعراق والشام تحت الحكم التركي العثماني وفي الوقت الذي توحدت خلاله الأمة الهندية أمام عدو واحد دون وجود روابط لغوية ودينية مشتركة كانت الشعوب العربية مرغمة علي التفرق أمام أعداء متعددين وحدود مصطنعة رغم اللغة والتاريخ الواحد المشترك فضلا عن الغالبية العظمي من المسلمين والتي عبر عنها ميشيل عفلق مؤسس البعث العربي قائلا :
    أن الإسلام يمثل عبقرية العرب وقد جاء برسالة سماوية حملها الرجل العربي الأمي محمد صلي الله عليه وسلم ،
    وبينما كان الزعيم الوطني المصري سعد زغلول 1919 يقول في مؤتمر فرساي " أن مشكلتنا مصرية وليست عربية"
    و كان الدكتور "عبد الوهاب عزام" يقول :
    "ان هذا الأدب الذي نقرأه وندرسه ونحفظه ونستمع إليه ونستمتع به ونفخر ونربى أبناءنا عليه والذي نـأخذ من أفضاله أمثالنا ومن رذائله عبارات قذفنا هذا الأدب الذي نرجع إليه كمرشد في السراء والضراء هو الأدب العربى أدبنا المصري " وعندما اندلعت نواه الحرب العالمية الأولي كان هدف العرب التحرر من كل حكم أجنبي وهنا جاء الاتفاق البريطاني مع الشر يف حسين للحرب ضد تركيا بوعد من بريطانيا علي استقلال الدول العربية مقابل اشتراكهم في الحرب معها وعندها أعلنت الثورة العربية الكبرى وكانت باهظة التكاليف بالنظر إلي ما قام به الأتراك من أعمال الشنق والتعذيب والتجويع ضد أهل الشام كلهم وكانت النتيجة مخيبة لآمال العرب وخان الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) العرب واقتسموا ما بينهما التركة باتفاقية سايكس بيكو" سنة 1916 ثم وعد بلفور لإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين سنة 1917 في الوقت الذي بدأ فيه بروز الفكرة القومية العربية

  9. #9

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الثالث
    الأوضاع المعيشية والتوجهات السياسية لعرب 1948م
    مقدمة :
    ظلت النظرة للفلسطينيين طوال عشرين عاما تقريبا تقوم علي تصورات إنسانية فمن فترة لأخري كان يجري الحديث عن ظروف حياتهم السيئة لحث الأفراد والمنظمات علي زيادة تبرعاتهم ومساعداتهم لهم وإذا حدث وأثارت المناقشات بعض التساؤلات فإن هذه التساؤلات لم تكن تخرج عن بعض المسائل الفنية مثل التساؤل عما إذا كان الفلسطينيون قد غادروا بلادهم بمحض إرادتهم أم لا أو التساؤل عن دقة تقديرات ألا ونروا لأعدادهم وحينما كانت هذه المناقشات تزداد عمقا فإنها كانت لا تتعدي التساؤل عن العدد الفعلي لمن يمكنهم العودة منهم إلي إسرائيل في حالة التوصل إلي تسوية سياسية وما هو الأسلوب الأمثل لتوطين من سيبقي منهم في البلاد العربية.
    وإذا كانت المرحلة الأولي قد انتهت بإنكار الحقيقة السياسية لفلسطين وتبعثر الفلسطينيون في أقطار الوطن العربي وأنحاء العالم المختلفة فإن المرحلة الثانية تشهد تأكيد الوجود الفلسطيني والسعي لإيجاد صيغة سياسية يتمكن من خلالها الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه السياسية وتقرير مصيره وإذا نظرنا لهذه العملية التاريخية من منظور جدلي يمكن القول بأن الحركة الصهيونية كانت تمثل أطروحة تضمنت بحكم منطلقاتها الفكرية والهدف الذي سعت لتحقيقه نفيا وإنكاراً للشعب الفلسطيني أما حركة الأحياء السياسية والقومية الفلسطينية المعاصرة فهي الأطروحة المضادة وسوف ندرس هنا الأوضاع المعيشية والإنسانية والسياسية لعرب 1948م .
    أولاً : الأوضاع الاجتماعية :
    والفلسطينيون في إسرائيل هم أصحاب الثقافة الأم ، ثقافة الأغلبية أضحوا بفعل الظروف أصحاب ثقافة فرعية تحيا في ظل الأغلبية الإسرائيلية وديناميات العلاقة بين الثقافتين تعكس بلا شك الموقف البنائي لكل من الأغلبية والأقلية وطبيعة العلاقة بينهما فضلا عما تطرحه من مشكلات ذات طبيعة خاصة كمشكلة الهوية Identify ونعني بها محاولة تجسيد هوية الأقلية وإبرازها ككيان مستقل عن طغيان هوية الأغلبية .
    والمجتمع الفلسطيني قبل حرب 1948 مجتمع تقليدي محافظ عاش أسير عهدين الأول عهد الحكم العثماني الذي ترك آثارا واضحة من التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وخلف بناءا اجتماعيا وطبقيا تتربع علي قمته جماعات الوجهاء والأشراف وبعض الإقطاعيين فضلا عن بعض رجال الدين وهؤلاء جميعا يشكلون القوي الاجتماعية ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في المجتمع أما في قاع هذا البناء فيركد الفلاحون والحرفيون والعمال وهم لا يشكلون أي نفوذ داخل المجتمع نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون في ظلها أما العهد الثاني وهو عهد الانتداب البريطاني فلم يكن أفضل حالا من سابقه فلقد اتسم المجتمع الفلسطيني آنذاك بالتناقضات الاجتماعية الحادة ويتضح ذلك إذا ما تعرفنا علي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاش في ظله الفلاح الفلسطيني , وقد أشرنا فيما سبق إلي أنه بانتهاء حرب 1948 بقي في فلسطين المحتلة 170 ألفا عربي منهم 119 ألفا من المسلمين و35 ألفا من المسيحيين و16ألفا من الدروز والبهائيين والشركس.ويشكل العرب المسلمون حوالي 70% والعرب المسيحيون20% والعرب الدروز10% من مجموع السكان العرب وبلغ مجموع السكان العرب عام 1967 حوالي 297ألفا يقطن حوالي 70%(أو 208ألفا) منهم المناطق الريفية بالتوزيع التالي: 116 ألفا في القري الكبيرة و 54 ألفا في القري الصغيرة و 31 ألفا في مضارب البدو ، فلقد شاءت إرادة القدر أن يتبدل حال الفلسطينيين من أغلبية ساحقة لها السيادة في وطنها إلي أقلية شبه عاجزة تحيا غريبة في ظل حكم أغلبية وافدة تحكم في ضوء نظام سياسي واجتماعي صارم .
    وتميزت علاقات عرب 1948 باليهود بالجفاء ويمكن رصد وتحليل عدد من الدراسات الميدانية التي أجريت في هذا الشأن ففي استطلاع أجرى عام1970 علي عينة من الشباب اليهودي من طلبة المدارس الثانوية وكان حجم العينة 4085 مفردة جوال إمكانية قيام صداقة مع العرب أجاب 31% من العينة بأنه "مستعد طبعا" وتردد في الإجابة 34% من مفردات العينة وأبدي 16% من المبحوثين عدم استعداده لإقامة صداقة مع العنصر العربي كما رفض 19% منهم هذه العلاقات رفضا مطلقا،وفي أستطلاع آخر أجراه الدكتور سامي سموحة أستاذ الاجتماع بجامعة حيفا تبين أن 68% من اليهود يطالب بسحب حق التصويت من العرب الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية و58% ينظرون بسلبية لإعطاء العرب داخل الخط الأخضر حق التصويت في انتخابات الكنيست و75% يرفضون العمل تحت رئاسة مسئول عربي وأخيرا هناك تك الدراسة التي أجرتها الدكتورة ديبورا كرميل علي عينة من الشباب اليهود قوامها 800 مفردة حول الميول العنصرية لدي الشبيبة اليهودية في إسرائيل والتي نشرت نتائجها في صحيفة يديعوت أحر ونوت في 23يوليو1997 وقد أكدت الدراسة أن الشباب اليهود يكرهون عرب 1948 في إسرائيل وأنهم يكرهون المهاجرين اليهود أيضا لكن كراهيتهم تتركز قبل كل شئ ضد هؤلاء العرب ويعتبرونهم عنصر خطر على أمن الدولة وحضارتها كما يعتبرونهم معنيون بتدمير دولة إسرائيل ومن هذه العينة رأي 60 % أن عرب إسرائيل لا يستحقون المساواة في الحقوق مع اليهود وأكد 74% من العينة أن تمثيل عرب إسرائيل في الكنيست الإسرائيلي يعرض الطابع اليهودي للدولة للخطر وأجاب 65% من العينة انه لا يمكن الثقة بأي عربي إسرائيلي حتى لو كان صديقك كما أن 75% من العينة أعتقد أنه من الأفضل أن يعيش في إسرائيل اليهود فقط أما فيما يتعلق بعلاقات العرب مع الدروز فهي تقوم علي تماثل الظروف من المعاناة التي يلاقيها كل من العرب والدروز من الجانب الإسرائيلي وبالتالي حدة المصالح والأهداف وقد حاولت إسرائيل التفريق بين العرب والدروز من خلال الإيهام بتمييز الدروز علي العرب فقد كانت تضع المجندين الدروز في حرس الحدود في الضفة الغربية والقطاع وكلما هوجمت قرية عربية من جانب القوات الإسرائيلية سارعت وسائل الإعلام لإبراز أن الجنود الدروز هم الذي تصدوا للتخريب ومعني ذلك أن تفضيل إسرائيل للدروز كان بهدف استغلالهم ضد العرب كما كان نوعا من التفريق بينهم وبين العرب وبالتالي ورغم ذلك وجد الدروز أن مصالحهم مع العرب هي الأقوي . ففي 25 أبريل 1974 هاجم شباب دروز رجال الشرطة اليهود خلال الاحتفال بمناسبة دينية وقد أعلن هؤلاء الشباب أثناء احتجاجهم أنهم يطالبون بإلغاء الخدمة الإلزامية والاعتراف بعيد الفطر عيدا رسميا للدروز وأكدوا أن الدروز جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب العربي ، وبعد ذلك تشكلت لجنة المبادرة الدرزية في غضون بداية النصف الثاني من السبعينات وذلك بهدف التصدي للسياسة التي انتهجتها إسرائيل ضد السكان العرب عموما وضد أبناء الطائفة الدرزية خصوصا.
    إذا بحثنا عن محور الكشف عن طبيعة علاقة الأغلبية بالأقلية ونعني بها العدالة والحرية نلاحظ أن إعلان إنشاء الدولة الإسرائيلية المعلن في 14 ما يو 1948 يتضمن النص علي مبادئ إنسانية حيث يذهب الإعلان إلي (أن إسرائيل ستسعي لتطوير البلاد ولصالح جمع مواطنيها وستحافظ علي المساواة الإجتماعية والسياسية بين جميع رعاياها بدون تمييز بالجنس والدين والعنصر وستكفل حرية التفكير والعبادة والتعليم والثقافة, والملاحظة لطبيعة البناء الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي يري أن حدة التناقضات الاجتماعية في إسرائيل لا ترجع فقط إلي طبيعة الصراع الطبقي الذي يسود المجتمع بل ترجع أيضا إلي عوامل الصراع العنصري الطائفي فالطوائف الغربية أو يهود المجتمعات الغربية يحتلون قمة البناء الاجتماعي بينما يرقد الطوائف الشرقية في قاع هذا البناء فالتمييز بين الطائفتين قائم وتتضاءل حدة التمييز بين الطوائف الشرقية والطوائف الغربية في إسرائيل إذا ما نظرنا إلي ما تعانيه الأقلية العربية من مظاهر التمييز في كل مجال من مجالات الحياة في إسرائيل.

  10. #10

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    ثانياً: الأوضاع القانونية والرسمية :
    إذا كانت للطوائف الغربية اليد الطولي علي الطوائف الشرقية فإن للطائفتين الغربية والشرقية السيادة والغلبة كممثلين للأغلبية علي الطوائف العربية الفلسطينية في إسرائيل حيث نجد أن الظلم والتمييز سمتان تميزان علاقتهما معا فإذا ما تناولنا المحور الأول وهي العدالة أو نقيضها الظلم نستطيع أن نكشف عن الأسلوب الذي تحكم به السلطات الإسرائيلية العرب في إسرائيل الذين كانوا يخضعون لثلاث دوائر مستقلة هي:
    (أ)مكتب مستشار رئيس الحكومة للشئون العربية في القدس.
    (ب)الدائرة العربية في الهستدروت وفي الشمال تختلط سلطة مجلس العمال وحزب الماباي الذي كان يتزعمه عند قيام الدولة آبا حوشي رئيس الدائرة العربية في الماباي.
    (ج) المخابرات (شين بيت) وذراعها المنفذ للحكم العسكري ويساعدها قسم المهمات الخاصة في الشرطة المدنية.
    وحيث أن خلق إسرائيل وتفكك المجتمع السياسي الفلسطيني لم يكن الفصل الأخير يقدر ما كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الصراع حيث أصبحت الدول العربية وإسرائيل هي الأطراف الرئيسية في صراع شهد اشتعال أربع حروب خلال ما يقرب من ربع قرن من الزمن فقط وبرغم فرض إسرائيل لنظام الحكم العسكري علي العرب الذين استمروا يعيشون فيها حتى عقد مضي إلا أن هذا الأمر لم ينجح في عزلهم عن الإطار الإقليمي المحيط كما لم ينته إلي الحيلولة دون تأثرهم بتطوراته بشكل أو آخر ، ومن ناحية أخرى فإن استمرار حالة الحرب بين إسرائيل والدول العربية قد أعطي الكيان الصهيوني فرصة لطرح وجود الأقلية العربية في إسرائيل كمل لو كانت قضية أمن ذات تأثير وثيق علي سلامته واستقراره ومن هنا نلحظ تردد اتهامات لهؤلاء العرب في أوقات الحروب وبعدها بالعمل كطابور خامس للدولة العربية داخل إسرائيل وبأنه في حالة غزو الدول العربية لإسرائيل فسوف يقف أبناء الأقلية العربية إلي جانب الغزاة ضد الدولة وسكانها من اليهود واستنادا إلي هذا المنطق الذي روجت له أدوات الأعلام الصهيونية وتصريحات المسئولين في إسرائيل جري تبرير فرض الحكم العسكري علي العرب بكل ما حفل به من قيود وإجراءات للاضطهاد والتمييز ما لبث أن أصبحت بدورها سببا رئيسيا لاحساسهم بهويتهم كفلسطينيين عرب , وكانت سياسة القمع هي الأداة الرئيسية لإسرائيل في التعامل مع الوجود العربي سواء إرتبط بالقمع العسكري السياسي أو بالقمع الاقتصادي باشكاله المختلفة وكان نظام الحكم العسكري الذي فرض علي العرب بصورة رسمية منذ إعلان الدولة وحتي أول ديسمبر عام 1966 صورة متكاملة الجوانب لهذا القمع تتعين دراستها حتي نتعرف علي ثلاث حقائف أساسية تنصرف أولاها إلي ضخامة القيود التي فرضت في وجه مشاركة سياسية حقيقية تعبر عن الوجود الفلسطيني داخل إسرائيل وترتبط الحقيقة الثانية بدور نظام الحكم العسكري بإجراءاته المتعسفة وسلطاته شبه المطلقة في تذكير العربي باستمرار هويته وبكونه مستهدفا للتميز لمجرد كونه عربيا بالأساس أما الحقيقة الثالثة التي يشير إليها التعرف علي مضمون نظام الحكم العسكري كما جري تطبيقه فهي زيف ما رددته الدعاية الإسرائيلية والصهيونية عن المضمون التحديثي لسياسة السلطات الإسرائيلية تجاه الأقلية العربية وهو الأمر الذي أصبح مطروحا للنقاش في إسرائيل بصورة متزايدة مع نهاية الخمسينات وأدي بعد عدة سنوات إلي إصدار قانون بإلغاء هذا النظام ولكن مع إسناد كثير من وظائفه إلي الشرطة المدنية. ووفقا لسياسية الحكم العسكري قسمت المناطق التي يسكنها العرب إلي ثلاث عين لكل منها حاكم عسكري يختص بإدارتها وهذه المناطق هي الجليل والمثلث والنقب وقد استند الحكم العسكري من الناحية القانونية علي قانونين أساسيين أولهما قانون الدفاع في حالة الطوارئ الذي أصدرته الحكومة البريطانية إبان عهد الانتداب عام 1945 وثانيهما قانون الطوارئ في مناطق الأمن الذي قامت الحكومة الإسرائيلية بإصداره بعد عام واحد من قيام الدولة وبناء علي هذين القانونين أصبح الحكم العسكري سيفا مسلطا علي رقاب العرب بحكم صلاحيات ضخمة أخرى تم إسنادها للحكام العسكريين, وفي أول ديسمبر عام 1966 تم إلغاء جهاز الحكم العسكري وجري نقل اختصاصاته إلي البوليس الذي أنشأ إدارات خاصة لممارستها وذلك مع بقاء القوانين المنظمة للحكم العسكري وإن كان أسلوب تطبيقها من جانب الشرطة المدنية قد جعلها أقل فجاجة عما سبق وفي مناقشات الكنيست الإسرائيلي حول هذا الموضوع ثارت ضجة كبيرة حول مغزي هذه الخطوة وما تنطوي عليه من تنازل ومخاطرة بالنسبة لأمن إسرائيل إلا أن أحد ممثلي حزب راكاح وهو توفيق طوبي أوضح أن المعني الوحيد الذي انطوي عليه بيان رئيس الوزراء تحت عنوان إلغاء الحكم العسكري إنما يتمثل في تحويل المهمات التي كانت ملقاة علي الحكم العسكري إلي الهيئات المدنية وبشكل أكثر تحديدا فيما يتعلق فقط بالحصول علي تصاريح مع التنقل بالنسبة للمواطنين العرب داخل مناطق الحكم العسكري , وفي سعي السلطات الإسرائيلية نحو تحقيق أهداف سياسة التذويب فإنها قد اعتمدت أدوات رسمية تشمل النظام التعليمي و أدوات الأعلام وجماعات متخصصة مرتبطة بالحكم العسكري وأدوات اقتصادية .

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نكبة فلسطين وأخلاق سلطات فلسطين الحاكمة/ مصطفى إبراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2016, 06:28 AM
  2. فلسطين حبي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-15-2015, 11:38 AM
  3. اهداء الى ( تسونامي فلسطين ) / لشاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 07:45 AM
  4. طيور فلسطين اول كتاب عن الطيور في ارض فلسطين للباحث سيمون عوض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-18-2010, 12:08 PM
  5. فلسطين
    بواسطة نورا كريدي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 06:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •