الناسُ للناسِ ما دام الوفاء بهم
القصيدة
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌُﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴُﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕٌ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ
ﺗُﻘﻀَﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦَّ ﻳﺪَ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪ
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕُ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟُﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡٌ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡٌ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ
لله ما أجمل هذه الأبيات وما أسمى معانيها !!!!!!!!!!!
ولهذه الأبيات قصة تقول "
"يروى أن أحد الخلفاء استدعى مجموعة من الشعراء، وكان من بينهم شاعر فقير يحمل بين يديه جرة فارغة، كان ذاهبًا بها إلى حيث النهر ليملأها بالماء، فأكرمهم الخليفة وأحسن قِراهم وأنعم عليهم مما عنده من خير، ثم انتبه الخليفة إلى الرجل الفقير حامل الجرة، ولفت نظره ثيابه القديمة، فسأله وقال له: من أنت؟، وماذا تريد؟، فأنشد الرجل الفقير هذه الأبيات يقول فيها:
ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻘﻮﻡَ ﺷﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ **ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮِﻙ ﺍﻟﻄَّﺎﻣﻲ ﺃﺗﻴﺖُ ﺑِﺠﺮﺗّﻲ
وعلى الفور أمر الخليفة رجاله أن يملؤوا له هذه الجرة ذهبًا وفضة، ولما رأى الشعراء ذلك حسدوه لأن الخليفة آثره عليهم فقام وقال أحدهم للخليفة: هذا الذي أمامك رجل مجنون وفقير لا يعرف قيمة المال الذي بين يده، فرد عليه الخليفة: هذا ماله، يتصرف فيه كيفما يشاء، وعندما مُلئت جرته ذهب وفضة كيفما أوصى الخليفة، خرج الشاعر الفقير من الباب ووزع كل ما يملك من المال على الفقراء، فيما بعد، علم الخليفة بما فعل الفقير، فقام واستدعاه إلى قصره وسأله عما فعل؟، فرد عليه الرجل الفقير
وقال:
ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻭﻥ ﺑﻤﺎﻟﻬﻢ **ﻭﻧﺤﻦ ﺑﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻳﻦ ﻧﺠﻮﺩ
أعجب الخليفة بجواب الشاعر وأمر جنوده أن يملؤوا له الجرة عشر مرات وقال: أليست الحسنة بعشر أمثالها؟!
فأنشد الرجل الفقير هذه الأبيات :
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌُﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴُﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕٌ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ
ﺗُﻘﻀَﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
... الخ القصيدة
شكراً وتحية ... ناريمان