الحب في سلة المهملات
كلما كان يتم كتابة الصفحة في الدفتر المتهالك كان يضرب بيده اليسرى على الطاولة، ثم ينزع الورقة ويجمعها بقبضة يده ليقذفها أسفل الطاولة في السلة...
كانت الورقة الأخيرة ذات الرقم 14من الأوراق الحزينة التي كتب عليها ونزعها وقبضها ثم ألحقها بأخواتها.... تماما كصانع الفلافل عندما يلقيها في صاجه ذو الزيت المغلي..
إنه يريد أن يبعث لها رسالة بورقة واحدة ،سيكتبها بقلم البك الأحمر ليصف فيها مشاعره تجاهها ..
تبا للحب ..
كلما تنتصف الصفحة تلتحق بسابقاتها....
هذه المرة سينجح...
شرع بالكتابة...
"حبيبتي.....
أرجو أن لا تشعري بالخوف أو الخجل لكلماتي الصادقة وأرجو أن لا تفهمي بالخطأ،، هذه الرسالة الخارجة من فؤادي... من صميم فؤادي ...
حبيبتي الغالية...
ليتك تدخلي الى قلبي لتري كم أنت ساكنة فيه، وعقلي المسكين لم يعد يفكر إلا بكِ وبصورتك التي لاتفارق خيالي...
حبيبة قلبي...
في الأمس كنت أراك مصادفة وأنت تعودين من المدرسة، رأيتك مع زميلاتك، كنت كالقمر بينهن وهن النجوم...
كنت يا حلوتي كالفراشة الجميلة التي تجول بين الزهرات ولا تقف إلا عند الزهرة الجميلة مثلها...
غاليتي....
ليتني استطيع أن اقطف لك وردة جورية، حمراء ،نقية ،صافية، كلون شفاهك، وكصفاء خدودك البيضاء يا فاتنتي...
حلوتي ...
عندما أراك تختالين بمريولك الأخضر الرقيق... اشعر بنسمة لطيفة تلتف حولي...تزفني ..تطير بي كالعصفور .. كشالك البسيط ذو اللون الأبيض النقي الجذاب...
ياغالية...
أرجو أن تصلك رسالتي المتواضعة وأنت....وأنت !!...وأنت!!!"
وأنت ماذا ؟؟؟؟؟؟؟
توقف عن الكتابة وقام الى النافذة والعرق بتصبب من جبينه ، هز الريحانة الصغيرة ثم عاد الى الطاولة فنظر الى الصفحة التي كتبها منذ لحظات، أصيب بارتباك أمام ما كتب، ثم ثبت الدفتر بيده اليسرى وانتزع الورقة باليمنى ..
نظر الى عبارة ( عقلي المسكين لم يعد يفكر إلا بك)، شعر بأنه ذليل أمامها، نظر الى السلة الملأى بالأوراق وقبض الورقة ثم ألحقها بسابقاتها وعاد ليجلس الى دفتره الحزين...