البلوتوث..فضائح علنية دون رقيب
منال الاسم الذي بات عنواناً لفيلم خلاعي تتناقله أجهزة الهاتف لينقل عبر إحدى تقنياته تفاصيل جسدها بعد علاقة لها مع شاب منطقتها جمعها الحب معه كما تقول لينتهي بها المطاف على لسان جميع أهل قريتها ومحافظتها وليكون الهروب من عيوب مشاهديها الخاتمة له.





تقنية تستخدم ضمن جوالتنا النقالة هدفها السرعة في نقل المعلومات المرئية والمسموعة كانت المناسبة لحبيبها لتصوير اغلب أحداث علاقتهما لينقل تفاصيلها إلى أصدقائه متفاخراً بقدرته على اصطياد الفتيات .‏


البلوتوث معيار تم تطويره من قبل العديد من الشركات الأجنبية الكبرى لتحقيق الاتصال بين أي جهازين الكترونيين حاسوب - هاتف نقال ....دون الحاجة لاستخدام الأسلاك والكابلات أو أي تدخل من قبل المستخدم ما يساعد على إرسال البيانات والمعلومات بدرجة عالية من السرعة مع البعد عن الخطأ ضمن خطة للتخلص من المشكلات والأَضرار التي كانت تحدثها الأشعة الحمراء .‏


وعند وصول هذه التقنية إلى مجتمعنا العربي باتت بحد ذاتها مشكلة ومأساة حقيقية بحق ضحاياه من كلا الجنسين ومختلف الأعمار والسبب الرئيسي لكثير من الأحداث المؤلمة التي تقع في أماكن تجمعات الشباب كالجامعة ومقاصفها والمقاهي العامة والوسيلة الأفضل لفضح أسرار أشخاص تحولوا إلى ضحايا تصرفات مستهترة.‏


نُهى إحدى العاملات في المقصف الجامعي تصف البلوتوث بالزبون الدائم على طاولة المقصف عبرأجهزة الهاتف النقال بين أيدي شباب فقد أغلبهم الذوق في التعامل مع الآخرين الرسائل الجنسية مضمون اغلبها صور وأفلام خلاعية يسعى الكثير منهم إيصالها للفتيات أملاً في إحراجهم أو لمعرفة مدى تقبلهم لهكذا موضوع.‏


فيما تقول سها أن البلوتوث كان سبباً في تركها للسكن الجامعي واعتمادها التخفي في الدخول والخروج من جامعتها بعد حفلة جمعتها بصديقاتها ضمن غرفتها الجامعية لأن عدسة التسجيل عبر كاميرا الهاتف المحمول صورتها بماترتديه داخل غرفتها ليتم توزيع مقطع الفيديو المصور عن طريق الخطأ ليصل ليد المختصين في نشره.‏


في حين باتت هذه الميزة دائمة الإغلاق لدى دارين وتحديداً عند وجودها في أماكن عامة ولا تفتح إلا عند اخذ ماتريد من رسائل تراها مناسبة للحفظ علي جهازها الخليوي فالاستخدام السيىء لهذه الميزة بين شبابنا من وجهة نظرها بات منتشراً في كل مكان وتحديداً في الدول العربية التي تخطئ دوماً في استغلال التقنيات الحديثة وحصراً استخدامها للتسلية فقط دون النظر في نتائجها.‏


لكن هذه الميزة كانت لحسان بمثابة سبيل للنصر كمايقول عندما استطاع تصوير زميليه في العمل خلسة وهما يتحدثان, بكلام قاس عن المدير العام لينقل ماسجل عن طريقها لكل العاملين ومن ثم متسبباً في فصلهما وقطع رزقهما والجميل في الموضوع هوتفاخره بمافعل (الحمد للّه) لوجود هذه الميزة التي أوصلته للنصر ....!‏


الضمير الغائب‏
لكن ناريمان وهي مدرسة لأحد الصفوف الابتدائية ترى أنها لاتتعامل مع طلاب مازالوا دون سن المراهقة نظراً لالمامهم التام باستخدام الهاتف النقال وأجهزة الحاسوب وطبعاً هذا الإلمام ينحصر في أمور.‏


أكبر بكثير من أعمارهم نظراً لتوفر الهاتف المحمول بين أيدهم وبالتالي المجال مفتوح أمامهم لرؤية كل مامنعوا عن رؤيته ضمن منازلهم من مقاطع للأفلام جنسية ومقززة للرؤية فيما أدمغتهم الطرية تسجل ماتراه أعينهم لتدخل بشكل أو بآخر ضمن تركيب شخصيتهم.‏


لكن الغريب بالأمر تقول ناريمان هو دور الأهل والذي تعتبره الضمير الغائب في هذه المشكلة والتي تكمن في السماح لأطفالهم في اقتناء مثل هذه الأجهزة التي تعتبر سبباً أساسياً في انحراف أغلبهم وخصوصاً أنهم مازالوا في عمر بعيدين فيه عن التمييز بين الخطأ والصواب .‏


مرض الكتروني‏
عبير خريجة علم الاجتماع ترى أن قلة الوعي المنتشرة عند أغلبية شبابنا ومن كلا الجنسين هو السبب في انتشار هكذا أمراض الكترونية فضلاً أننا نتلقى التقنيات الحديثة ولسنا من نصنعها وهنا الفرق كبير مابين صنع تقنية لتطوير ماقدم بصنعه سابقاً وبين من يتلقى هذه التقنيات لمجرد تلقيها دون النظر إلى الأماكن الحقيقية التي يجب أن تستخدم بها.‏


الصدى هو الجواب‏
لعل النقاش في مثل هكذا مواضيع بات شائعاً لدى الكثير من الكتاب والصحفيين لكن الغريب بالأمر هو الصمت الكبير من قبل القارئ والمجتمع وتحديداً هنا جيل الشباب الذين بات معظمهم بعيداً تمام البعد عن تقييم أنفسهم أو توجيه اللوم عن تصرفات كانت السبب في القضاء على مستقبل وحياة الكثير من الأشخاص تحت بند التسلية فالصمت هنا مع الاستمرار في التمادي بالتصرفات اللاخلاقية واللاواعية للتقنيات الجديدة هو الجواب الذي نلقاه من كل ماكتب مع تأكيد الكثيرين ممن التقيناهم ان هذه التقنية بالنهاية تقع ضمن نطاق هاتفه الخليوي بالتالي له كامل الحرية في استقبال وإرسال مايحلو له من أفلام وصور بغض النظر عن محتواها وماقد تسببه من ضرر بحق أصحابها.‏


لكن وجود مثل هذه التقنية في الأجهزة الخليوية كان لتحقيق فوائد بعيدة تمام البعد عما يقوم شبابنا باستخدامه التي انحصر اغلبها في نقل أمور خبيثة وفضح أسرار أشخاص كان من الأفضل احترام خصوصيتهم وعدم العبث بها والبعد عن نقل مايضر بهم فما أبطالها وبغض النظر عن تصرفاتهم ليسوا سوى ضحايا حقيقيين للاستخدام الخاطئ لهذه التقنية التي لم تقتصر ضحاياها عليهم بل امتدت لتشمل قائمتها العديد من الأشخاص الذين تذوقوا مرارة ضعف ضمير مستخدميها الحقيقيين .‏