ربض الخريف


شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي


واحاتُ عمري جفَّ نبعُ جِنانِها=ولهيبُ جرحي شبَّ في أغصانِها
وزهورُها ذبلتْ وجفَّ رحيقُها=وعذابُ بينٍ حلَّ في ألوانِها
ربضَ الخريفُ على هشيمِ ربيعها=واصفرَّتِ الأوراقُ في ريعانِها
وجثا فؤادي من مُصابي مثلما=تجثو الثَّكالى عند نزفِ جَنانِها
وغدوت في الدنيا غريباً تائهاً=رهنَ العذابِ أهيمُ في وديانها
وعواصفُ الأحزانِ ألقتْ مركبي=في بحرِ دنيا تهتُ عن شطئانِها
فتمزقت شُرُعُ السفينةِ والمُنَى=ورست حياتي في لظى أشجانِها
والقلبُ ذاب منَ الفراقِ وشمسُه=غربت منَ الأحزانِ قبل أوانِها
وغدتْ حياتي بعضُ أطلالٍ لها=أشدو عذاباتي على ألحانها
رحماك ربِّي قد حلمتُ بجنَّة=لنعيمها أرنوا وظلِّ جِنانِها
أشتاق للفردوس مبلغ مُنْيَتي=روحي تحنُ إلى شذا ريحانِها
أرنو إلى حورِ الجِنان وشهدِها=وطيورِها وخمورِها وجُمانِها
أرجو رضاك فأنت غايةُ مهجتي=وطبيبُها ورضاك نبضُ حنانِها
كم غرَّني عيشٌ بدنيا حالماً=وبه لهوتُ على شَفِير زمانها
فأغثْ ضعيفاً لم يزل رمقٌ به=علّ المياه تخرُّ في غدرانها

29/5/2010