منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اوراقي القديمه

العرض المتطور

  1. #1

    اوراقي القديمه

    من يقود من ..؟؟
    -----------------------
    ما قبل 1948 , وما بعدها ,
    والسؤال الحائر الدائر في الأوساط السياسية والرسمية ضمن وحدتنا الجغرافية العربية هو :
    من يقود من ..؟؟
    - وهذا السؤال هو سبب البلاء والشقاء في كل زمان ومكان ,
    منذ ان تركنا المستعمرون ليبتلعوننا , ثم تركناهم يفقروننا ويمرضوننا ولا يعلموننا , لنصبح لقمة سهله ,
    وطعاما سائغا لسايكس - بيكو ووعد بلفور ,
    وما جاء بعدهم من لابسي القبعات الطويلة الطويلة على هيئة خبراء واستشاريين وعلماء ومهندسين
    يشاركوننا خيراتنا الإلهية في أرزاقنا التي نعيش على حلالها ,
    والتي يجب ان نرتب أمورنا لكي تكفينا عشرات الأعوام الأخرى ,
    حين نصبح قادرين على الاكتفاء الذاتي : زراعيا وصناعيا ..
    بمعنى القدرة على الموازنة بين الاستهلاك وبين الإنتاج في حياة أجيالنا القادمة ان شاء الله .
    - وهذا كله قادرون عليه , ضمن إمكانياتنا البشرية والمادية لو توفرت لدنيا الثقة بالنفس , والشجاعة الأدبية الحضارية في تجاهل السؤال الممل والمذل والذي يحرجنا مع أنفسنا ومع بعضنا البعض ونحن نوجهه بين الكواليس , ونطرحه دائما وابدا قائلين :
    من يقود من ..؟؟
    والذي يجعلنا نكتب حول هذه النقطة الأليمة هو ما نعيشه من أوضاع عربية مهترئة ومريضة بدأت منذ العام 1978 ..؟!
    ووصلت إلى ذروتها مع إحداث طرابلس 1983 !
    ووضعتنا وبالحاح إمام مفاضلة خطيرة وكبيرة بين :
    القضية المركزيه الفلسطينية وبين قضايا عربيه فرعيه اهمها القضية اللبنانية .
    بل أصبح الأمر يتعدى المفاضلة من جانب بعض كتابنا ذوي الهمة النشيطة في بعض صحفنا اليومية الجديدة , والذي, يتشكل على أساس أن حل القضية الجديدة يؤدي تلقائيا إلى حل القضية القديمة مع ان العكس هو الصحيح بالتأكيد ..!!
    فان حل القضية الفلسطينية سلما أو حربا هو المدخل إلى حل الفرعي ومنها القضية اللبنانية
    وتجاهل الجهود الرامية لاستعادة الأرض التي احتلت في عام 1967 على الأقل , أمر يدعو إلى البلبلة التي لا طائل من ورائها سوى القبول بالأمر الواقع دون محاولة تغييره ضمن الإمكانيات المتاحة في الخريطة الجغرافية لدول الطوق العربي ..
    خاصة إذا ما تبعنا تلك الإمكانيات المتاحة , المتناقضة , منذ يونيه 1982 وحتى يومنا هذا , والحمد لله على السراء الحمد لله على الضراء

  2. #2
    مازال هناك شرفاء ومزالنا نترقب النصر
    مررت لالقاء تحيتي وربما الموضوع له علاقة بقسم آراء ومواقف
    ملدا

  3. #3
    الاستاذه ملدا الموقره
    تحياتي
    هي فعلا اوراق قديمه استاذه ميلدا
    ومع تتابعها ستمس احداث وقضايا ومواقف اقرب الى التاريخي
    ولافرق في الامرين
    ربما يكون ضمن مواقف واراء ايضا
    دمت سالمه منعمه وغانمه مكرمه

  4. #4
    من يقود من ..؟؟
    ومنذ سنة 1978 , دون البحث عن إجابة ولو جزئية وبسيطة عن أسئلة للصمود والتصدي هي التي تضعنا في الموقف الضعيف الذي يكاد ينسينا قضيتنا الأساسية في الأرض المحتلة سنة 1967 على اضعف الإيمان ..!!
    والملاحظ انه كلما حدث تسخين ما لصالح القضية الأساسية , تجد تسخينا مماثلا وسريعا واعنف للقضية الفرعية , يلغي وجود القضية الأساسية , على نطاق الرأي العام العربي ,
    وينشغل الكل بالقضية الفرعية , بحسن نية غالبا , ودون قصد في أكثر الأحيان .
    وهذا القطب الفكري لا يفترض الوقوع في مصيدته طبقا لمسميات جديدة حول الجنوب اللبناني على انه الضفة الشمالية وهي التسمية المرادفة للضفة الغربية وكان المقصود بالتسمية ان الضفة الشمالية والضفة الغربية تمثلان حزام الأمن الإسرائيلي , وهذا يعني بؤس حالنا العربي , ونحن نبحث وسط هذه التسميات الجديدة عن إجابة لسؤالنا الأزلي :
    من يقود من ؟؟
    ومن يحرر الأرض المحتلة 1967 ؟؟
    ومن يعيد إلى لبنان عروبته ..؟؟
    ومن ينهي الشقاق العربي - العربي ..؟؟
    ومن ينهي الفراق العربي - العربي ..؟؟
    ومن ينهي القتال العربي - الإسلامي ..؟؟
    ومن ينهي الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ..؟؟
    تلك هي الأسئلة التي تحتاج لإجابة .. وإجابة ملحة وسريعة الآن ..؟؟
    إما من يقود من ..؟؟
    فهو مرض ولا يحتاج إلى إجابة ,
    وليس لأي مخلص في وطننا العربي أي دخل بالإجابة عليه ..
    الان القضيه الفرعيه عراقيه
    العجيب انها منسيه كما الفلسطينيه
    المساله برمتها مربكه
    حيث لازلنا ندور حول نفس السؤال
    من يقود من
    ------------------------------

  5. #5
    كلمة
    عبد الناصر وفلسطين
    في الثاني من تشرين الثاني / 1917/ كان وعد بلفور المشؤوم على فلسطين , وبعد يوم الشؤم هذا بخمسة وسبعين يوما لا أكثر ولا اقل , وبالتحديد في الخامس عشر من كانون الثاني / 1918 / كان ميلاد جمال عبد الناصر .
    في عام / 1936 / انتفض الشعب الفلسطيني في ثورة عارمة كاسحة شاملة , ما بين نيسان وتشرين الأول من ذلك العام , وفي نفس ذلك الوقت كان المولود الصغير قد أصبح شابا يافعا يستعد للالتحاق بالكلية الحربية في القاهرة .
    وفي عام 1948 نسج العنكبوت الاستعماري خيوطه التآمرية على شعب فلسطين ولم يسكت ذلك الشعب وانتفض يبحث عن متطوعين في كل بلاد العرب , ووجد الكثير الكثير من جنود وضباط جيوش العروبة المخلصين , وكان جمال ابن العروبة احد أولئك الضباط الذين شاركوا في حرب 1948 , وهو لا يعلم إن قيادته أرسلته إلى القتال ولديها خطة للتخلص منه , كما حاول الاستعمار التخلص من شعب فلسطين إلا إن قيادة جمال النقراشية فشلت في القضاء عليه بالأسلحة الفاسدة كما فشل الاستعمار تماما في القضاء على شعب فلسطين .
    وفي عام 1952 نجح جمال ورفاق له من المخلصين لعروبتهم والإسلام في ثورة تغييرية شاملة ضد الملكية الفاسدة في مصر , وفي الوقت نفسه نجحت مجموعة من شباب فلسطين المخلصين فى تكوين رابطة تجمع الطلاب الفلسطينيين في شقة صغيرة بشارع فرعى وسط القاهرة , وكان رئيس الرابطة ياسر عرفات أول رئيس لطلاب فلسطين .
    وفى عام 1955 كسر عبد الناصر حدة الاحتكار الاستعماري واتفق على تسليح الجيش المصري بسلاح تشيكي , وفي نفس العام كانت مجموعة الفدائيين الفلسطينيين تمارس عملا منظما ضد الصهاينة في فلسطين المحتلة , فكان حادث شباط 1955 واختلط الدم المصري مع الفلسطيني وقتل أكثر من ثمانية وعشرين طفلا وشيخا وامرأة في تلك الهجمة البربرية المتوحشة .
    وفي عام 1956 انتصر الشعب الفلسطيني للشعب المصري والعكس صحيح بمعنى إن العربي انتصر لشقيقه العربي , وهتف الجميع للبطولات الإنسانية في خان يونس وبورسعيد قائلين : " خان يونس يا بورسعيد , كفاحك كفاح مجيد " .
    وفي عام 1969 وبعد نجاح الثورة الفلسطينية والفدائي الفلسطيني في كسر حدة اليأس المميت على الساحة العربية ظهر ابو عمار المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الفلسطيني على شاشات التلفزيون العربي لأول مرة بعد عقد المؤتمر العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني في القاهرة , وكان ظهوره جنبا إلى جنب مع عبد الناصر في ذلك الحين .. وفي عام 1970 قتلت الثورة الفلسطينية في أغلى مواقعها الحيوية والإستراتيجية وقتل عبد الناصر معها يوم واحد مشؤوم كان هو يوم 28/ 9 / 1970 .

  6. #6
    يوسف الفلسطيني
    23 سأحكي لكم قصة يوسف وإخوته , يشكل سياسي , على غرار ذلك الكرم الذي احتله الغريب في ضيعة تشرين ورفض أن يتركه ..!!
    24 فوالد يوسف تزوج أربع نساء , في المقام وفي السن متشابهات , أولاهن اسمها جزيرة وهي القديمة الأولى , والثانية اسمها شام , والثالثة اسمها نيل والرابعة اسمها مغرب , ومات الرجل , وماتت زوجاته , وجاء غريب فنهب ارض يوسف أمينة "شام" وطرده بإتقان مدفوع الأجر بين الغريب وبين أشقاء يوسف , الذين احتضنوه وأحسنوا وفادته وقدموا له الطعام والشراب والسكن , وهو يطالبهم بين الحين والأخر بان يحرروا له أرضه فيتمهلوا ويمهلوا , ولم يجد يوسف بدا من اللجوء إلى قواه ذاتها ليطرد الغريب من أرضه , ولجأ إلى كل إخوانه أبناء نيل وجزيرة ومغرب , الذين وقفوا بجانبه وتفهموا موقفه , فساعدوه وزودوه بكل المال والعتاد اللازم له , ونقل كل ذلك إلى ارض أشقائه من امه شام , فرفضوا استقباله إلا إذا اقتسموا معه ما جاء به من عتاد ومال سيحارب به , فكان يقبل حينا ويرفض حينا أخر, وعندما يرفض كان ردهم له بالضرب والتنكيل والطرد , مع إنهم لم يحاربوا معه يوما , ولم يقاتلوا من اجله لطرد الغريب وهم الذين تسببوا في ضياع أرضه بتأجيرها للغريب المستعصي على حقه فيها ...!! ولولا مشاركة إخوانه الآخرين له في معاركه المتتالية مع الغريب , ما بقي له اسم , وما بقي له ولد يدافع عن حقه , إما أشقائه فكان يعجبهم انتصاره , وما يمدهم به من العتاد والمال , إما هزيمته فكانها دعوة ليزيدوا من عذابه وذبحه , فما هو الحل الواقعي لهذه القصة ؟
    25 بالنسبة لي لا أجد حلا نهائيا لهذه القصة السياسية الواقعية سوى احد أمرين لا ثالث لهما وهما :
    26 إما أن يقاتل أشقاء يوسف معه ويعانون معاناته التي يعيشها إلى أخر المطاف حتى لو نهبت كل أرضهم ما داموا يجحدون عليه حقه في الطريق التي تناسبه لاستعاده ولو ربع الأرض التي كان يمتلكها سابقا وإما أن يكون ليوسف الحق كاملا بالتعاون مع باقي إخوته في إيجاد الوسيلة المناسبة لاستعادة جزء من أرضه يؤمن له كرامته . ونحن مع الحل الأول , ومع أن يقاتل أشقاء يوسف للنفس الأخيرة معه .. ولكننا مع الحل الثاني , إذا ثبت بالدليل القاطع ان هؤلاء الأشقاء لا يكثرون في إعادة الحق إلى يوسف الفلسطيني , حبا في تغريبه , وهضم كرامته , وكأني بيوسف الفلسطيني يكرر ما حدث ليوسف الصديق حين أوقعه أخواته في الجب العميق وتركوه لذئاب البرية وحيدا ...
    فرحمته العناية الإلهية ...
    وجعلته يوسف الصديق , ويد الرحمة على العالمين ..
    وكما قال سيدنا يعقوب , تقول بكل الحزن والألم الآن : أيا لهفي عليك يا يوسف الفلسطيني .

  7. #7
    الذاتية
    في المعاهدة المزاجية
    شتان الفارق بين الأمس واليوم في مصر .. شتان الفارق بين طموح وكبرياء الأمس , وبين هوان وذل اليوم .. شتان الفارق بين موظف انتهازي بوظيفة رئيس وبين رئيس موهوب بوظيفة زعيم .. شتان الفارق بين عبد الناصر قائد الأمة وراعيها , وبين السادات راعي الغنم وبائعها وشاريها .. وشتان الفارق بين يوم التاسع والعاشر من يونيه سنة 1967 , وبين التاسع عشر والعشرين من نوفمبر 77 فمصر الجريحة المهزومة سنة 1967 كبيرة بقائدها الكبير , إما مصر 1977 صغرت حتى في اصغر العيون , لان مصر 1977 اختارت الذاتية , بتوقيعها لمعاهدة مزاجية نابعة من مزاج انتهازي بوظيفة رئيس لها / فيا مصر احكمي وقرري , إما أن تكوني كبيرة على الدوام , او تصغري وتصغري مادام يحكمك المزاج .
    نحن لم نقرر , ولم نعط حكما فلا تغضبي , لان الغضب من حقنا , والسخط على رئيسك المزاجي من نصيبك ولنناقش بهدوء وروية لتفهمي معنا اسس حكمنا على ذلك الأناني المزاجي في هذه القضية .. فنحن بحاجة لنفهم , وبصدق , ماذا اخذ السادات من المعاهدة .. ماذا اخذ لمصر ذاتها ...
    هل اخذ سيناء ... صدقونا , والحديث لكل عربي .. صدقونا , انه يأخذ من سيناء شيئا أبدا ...
    كيف أخذها , وليس من حقي التصرف بمعادنها , وكيف أخذها وليس من حقه بناء معسكرات لجيش مصر داخلها هل اخذ مالا , أو كسب عتادا واقتصادا ... خمسة ألاف مليون من الدولارات كانت لمصر وحدها من العرب , غير العتاد العسكري ورجال الحرب ومعداتهم عند الكتاب ,.. خسرتها مصر , وخسرت كل خيرات العرب . مقابل ألف مليون على أربعة أو خمسة أعوام تشحذها من أمريكيا , ربما تحصل عليها وربما لا يحدث ذلك .. ويا عجبي .. يا عجبي على رجل يقبل باحتلال سيناء أرضه وحقه ثلاثة أعوام ليقيم علاقة ود وحسن جوار مع محتلها وغاصبها .. ويا عجبي , على رجل يقبل جائزة نوبل مناصفة مع إرهابي مطلوب للبوليس الدولي منذ ثلاثين عاما .. ويا عجبي على رجل فرطوا باخوة عشرين من البلدان مقابل معاهدة خزي وعار . وأريد أن افهم ماذا اخذ السادات لمصر ذاتها .. ماذا اخذ لكي يعطي لأعداء مصر, مصر كلها .. ونحن إذ نجده يعطي مصر مقابل لا شئ .. فلن نسال ماذا اخذ للعرب , فلم يعد يهمنا ما يأخذه إذا كان على هذا المستوى وبذلك الحجم .. فان لم ينصف بلده فهل سينصف الفلسطينيين ... وعجبي .
    إما العطاء , ففيه بذخ وإسراف وتبذير وانالمبذرين إخوان الشياطين والعياذ بالله العظيم .. فما دام لم يأخذ سيناء فقد أعطاهم إياها , وما دام لم يأخذ الجولان فقد اعطاهم إياها , وما دام لم يأخذ القدس والضفة الغربية وقطاع غزة فقد اعطاهم إياها ... وما دام لم يأخذ شيئا فقد اعطاهم كل شئ .. والحمد لله رب العالمين , والذي لا يحمد على مكروه سواه ...
    لقد اخذ عروبة مصر , وأعطاها عبرية بني صهيون , ولقد اخذ إرادة مصر وشرفها وأعطاها الذل والهوان ويحاول بغرور وإسفاف , أن يأخذ وطنية وثورية أهل الضفة الغربية وقطاع غزة ويعطيهم ذاتية عار.
    وثقوا كما نثق نحن العرب والفلسطينيين بعروبتنا , بان تلك المزاجية لا تخصنا , وسوف نقتلها ما دامت تلاحقنا لتقتلنا ... فلدينا إستراتيجيتنا العربية والمتفق عليها , دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية المحررة والانسحاب الإسرائيلي لحدود سنة 1967 ... ولا تصدقوه أبدا فالعرب والفلسطينيون اقوي بكثير جدا , وهنا أريد أن اسالكم , من كان يستحق إعجاب الأمريكيين آنذاك , هل هو وجه القرد الممسوخ على كرسي متحرك يتهته الكلمات .. أم أولئك الذين يصرخون بقوة رغم الجند والحراس يقولون اقوي الكلمات لن يفهم لأنه على ما يبدو يمارس الكركرة دائما وكل الأوقات .
    بحيث جعلته مسطولا يشعر في داخل , بأنه الوريث الشرعي لام كلثوم وللأهلي والزمالك وعبد الحليم ولكل الأموات ... وإلا فبماذا نفسر احتواءه لعبد الوهاب لواء , بغير السيطرة على الناس بمزاج .

  8. #8
    ساحجز مقعدي هنا
    من الرائع فعلا ان من عانى وبحرقة هو من يعمل وبقوة ايضا
    ادعو لكم واتابع معك استاذ يسري
    ابو فراس

  9. #9

    رد: اوراقي القديمه

    حين نرفع شعار الموت أو الانتصار ننتصر
    فلننظر سويا لهذا التسلسل منذ نكبة سنة 1948 .. فرض الاستعمار شوكته في قلب العالم العربي بعد معركة كادت الجيوش العربية أن تنتصر في بدايتها سنة 1948 , ولم تكن تلك المعركة هزيمة عسكرية بقدر ما كانت علامة على الفساد المستشري في قمة الحكم العربي آنذاك , ذلك الفساد الذي سمح للاستعمار باستغلاله لإقامة الكيان الصهيوني المزعوم في مؤامرة دولية نجح فيها في السنة نفسها .
    المثقفون العرب انتبهوا للفساد , وشعروا انه السبب في هزيمتهم , فنظموا صفوفهم وبدأت الطلائع تنتصر على حكامها الفاسدين منذ ثورة 23 يوليو سنة 1952 , التي شعرت بان القضاء على الفساد لن يكون كافيا ان لم يتبعه طرد المستعمرين من المنطقة العربية كلها حتى يكون الاستقرار فعالا , فكانت معارك الثورة المصرية للجلاء ومن ثم لتأميم قناة السويس , وتسليح الجيش وبناء السد العالي وما اتبعه من التقاء في المصالح بين الآمال العربية في مصر , والأهداف الروسية في كسر الستار عليها .
    ونضال الأربع سنين أنجب إرادة قوية وتلك الإرادة القوية هي التي أوقفت العدوان الثلاثي سنة 1956 عند حده المعروف , وبالرغم ان الجانب العربي كان هو الأضعف عددا وعده إلا انه هو الذي انتصر فحقق المقاتل الفلسطيني سطورا خالدة فيه التضحية والفداء رغم المجازر الصهيونية في خان يونس وغزة , وحقق الفدائي المصري في بورسعيد والقناة سطورا مماثلة في التضحية والفداء رغم الأساطيل البحرية وغنى العالم العربي أغاني النصر الذي تحقق بالإرادة العربية , وبالقلب العربي , بوحدة الصف ..
    وأصبح الإنسان العربي أغنية تتردد في دول العالم الثالث , وكان عبد الناصر مطمح كل المناضلين في الشرق والغرب , بما أظهره من إرادة عربية بوقوفه في وجه المستعمر , وبدأت الطلائع العربية تتحرك نحو الوحدة ونحو التغيير إلى الأحسن , لقد أنجبت النكبة سنة 1948 , انتصارات مذهلة حققتها إرادة صادقة وظلت هذه الإرادة مشتعلة حتى سنة 1962 , عندما انشق الصف العربي وانشغل ببعضه البعض وبدأت الأفكار المغرورة تدخل إلى العقل العربي , ومعها الأفكار المخذولة ترافقها , وعندما يحل الغرور والتخاذل , تضيع الإرادة وعندما تضيع الإرادة يضيع الإيمان بالوحدة والتضامن .. وكانت هذه هي الحال التي وصلنا إليها سنة 1967 ضاعت الإرادة وضاع التضامن وأصبح كل منا يفكر بوحي من كبريائه وغروره , وبالغرور وقفنا ثلاثة جيوش أمام جيش واحد , فكانت النكسة 1967 .
    عجبي وألف عجبي .. في سنة 1956 , وقف المقاتلون والفدائيون الفلسطينيون والمصريون ومعهم الإرادة .. الإرادة العربية .. إرادة الموت أو الحياة لتحقيق الهدف العربي وطرد الاستعمار .. وحقق المقاتلون والفدائيون بإرادتهم العربية انتصارا صفق له العالم اجمع من أقصاه إلى أدناه .. وفى سنة 1967 تقف جيوش ثلاثة جرارة بالالف الدبابات ومئات الطائرات وعشرات السفن الحربية , فتنهزم , عجبي ..
    ومليون عجبي .. فماذا حدث .. ماذا أصاب أولئك الذين انتصروا سنة 1956 على جيوش ثلاثة من اقوي جيوش العالم , لينهزموا أمام جيوش من المرتزقة , وهم الجيوش الثلاثة ..
    لنفهم لماذا ؟ الجواب بسيط : في سنة 1956 كانت هناك عوامل الإرادة والإيمان , والإيمان بالله والإيمان بالعزوبة .
    وفي سنة 1979 توفر لدينا الإيمان بالذاتية , ففتحت الأنانية أبوابها , فلم تنجب سوى النكسة , واستيقظ كل العرب على النكسة فهبوا مرة
    أخرى .. وكما حدث بعد سنة 1948 , فقد كان المثقفون العرب في فلسطين قد نظموا أنفسهم لمعارك الفداء وانطلقوا بإرادة قوية على مقاومة الاحتلال , فكانت الانتصارات تلو الانتصارات ..
    بالإرادة وعزيمة الرجال , وبطولة الفداء وكان انتصاره الكرامة , ثم كان الانتصار بديمومة العاصفة داخل الأرض المحتلة , لقد كانت مدن وقرى فلسطينية مثل غزة وخانيونس والنصيرات ودير البلح , ونابلس , شبه محررة رغم الاحتلال الصهيوني لها بعد سنة 1967 .. وعادت الإرادة إلى القلب العربي , فاستعاد الإنسان العربي قوته ورباطة جأشه, ونظم صفوفه , ليقف في معركة ثالثة أو رابعة , لا يهم الرقم , فمسلسل المعارك يجب أن يستمر , حتى النصر , فالذي تم في اكتوبر سنة 1973 , يجب أن يتم في كل وقت وآن , ونحن نرى تاريخ المعارك رغم النكسات , كنا نعد أنفسنا وننظم صفوفنا بالإرادة ونحقق النصر بعد كل نكسة تصيبنا , نرد عليها بنصر استراتيجي ونقول أيضا إن الذي جعلنا ننتصر رغم نكسة 1967 التي ألغت كل الجيوش العربية بلا استثناء , فانه قادر على أن يجعلنا ننتصر الآن
    فقط نحن في حاجة للإرادة عن طريق الإيمان , الإيمان بالله , الإيمان بالعروبة , الإيمان بوحدة الدم والهدف والمصير , والإيمان بصمود الفلسطينيين .

    ------------------------
    الاستاذ الكريم
    الغالي ابوفراس القدير
    احترامي وكل التقدير لمرورك في صفحة من اوراقي القديمه وهذه المره كانت عودة الى العدوان الثلاثي عام 1956م
    دمت سالما
    دمت غانما منعما مكرما

المواضيع المتشابهه

  1. استفيدي من الكتب القديمه
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الأشغال اليدوية.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-19-2007, 03:48 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •