الإرهاب صناعة صهيونية
لولا الإرهاب لما قامت إسرائيل
د. غازي حسين
· أصبح قادة المنظمات الإرهابية اليهودية رؤساء وزراء ووزراء وقادة في الجيش والمجتمع الإسرائيلي.
· «إسرائيل» أكثر وحشية وهمجية من ألمانيا النازية وأخطر دولة ظهرت في تاريخ البشرية.
استخدم المهاجرون اليهود جميع أشكال الإرهاب لتحقيق الأكاذيب والخرافات والأطماع التوراتية والتلمودية والصهيونية، فالإرهاب الصهيوني كان ولا يزال أحد المرتكزات الأساسية للسياسة الصهيونية، واقترن بأبشع أنواع الإرهاب والتدمير والإبادة بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة. وكان إرهاباً دينياً وعقائدياً ومدروساً ومخططاً ومنظماً طبقته ومارسته المنظمات الإرهابية اليهودية المسلحة ثم الكيان الصهيوني بعد أن زرعه الاستعمار والصهيونية في فلسطين العربية لتحقيق الاستعمار الاستيطاني وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد.
اختارت العصابات الإرهابية اليهودية القرى والبلدات الفلسطينية لتكون النموذج العملي والدرس التطبيقي لما ورد في التوراة من وحشية وهمجية لاغتصاب فلسطين وترحيل العرب وإقامة دولة اليهود العنصرية في قلب الوطن العربي للسيطرة على ثرواته وخدمة مصالح الصهيونية والإمبريالية.
وكانت المجازر الجماعية ومنها مجزرة دير ياسين نقطة تحول في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم وإحلال المستعمرين اليهود محلهم.
وورث الجيش الإسرائيلي أساليب وتجارب المنظمات اليهودية الإرهابية في إرهاب العرب وقتلهم.
وأصبح قادة المنظمات الإرهابية رؤساء وزارات ووزراء وقادة في الجيش والمجتمع بعد تأسيس «إسرائيل». وتابعت إسرائيل ارتكاب الإرهاب الرسمي المنظم تجاه العرب وبدعم وتأييد كاملين من يهود العالم والدول الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية التي ترفض تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتبرر الهولوكوست الإسرائيلي عليه بالدفاع عن النفس.
وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي المجازر والإبادة الجماعية وتجسّد في حروب عدوانية وإمبريالية في أعوام 1948 و1956 و1967 و1978 و1982 و1993 و1996 و2006 و2008. وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي الجانب العسكري، وامتد إلى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي تعرّض الشعب العربي في فلسطين وسورية والأردن ولبنان ومصر إلى أبشع صور الإرهاب والإبادة والتدمير والعنصرية التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث على الإطلاق.
وتهدف «إسرائيل» من استخدام الإرهاب والتهديد به استنـزاف الموارد الاقتصادية للبلدان العربية وفرض الهيمنة والتبعية عليها وكسر إرادتها السياسية وتغيير توجهاتها ومواقفها السياسية لتصفية قضية فلسطين.
استخدمت الدول الاستعمارية «إسرائيل» كأداة إرهابية عسكرية لتنفيذ مخططاتها والمخططات الصهيونية، وخلق حالة من التوتر الدائم وعدم الاستقرار داخل المنطقة لاستنزاف مواردها وثرواتها وطاقاتها وعرقلة تطورها وفرض السيطرة العسكرية المباشرة عليها بزرع القواعد العسكرية وإرهاب الحكام العرب وقمع النضال العربي وتنظيف خزائن المال في بلدان النفط العربية.
فإسرائيل والإرهاب متلازمان ووجهان لعملة واحدة هي الايديولوجية الصهيونية التي تغذي الإرهاب والإبادة والعنصرية والاستعمار الاستيطاني وترجعها إلى الأصول التوراتية والتلمودية.
ويعمل الكيان الصهيوني على تهجير اليهود إلى فلسطين وترحيل العرب منها بالإرهاب والاستعمار الاستيطاني والمجازر الجماعية على حساب الأراضي والمياه والثروات العربية، وشن الاعتداءات عليها بذريعة الأمن وباسم الحقوق اليهودية التوراتية الكاذبة واعتبار الضفة الغربية أراض محررة وليست محتلة...
إن البشرية جمعاء تؤمن بأن الحق ملك لصاحبه، وهو وحده الذي له سلطة عليه، وكل محاولة لاغتصابه ينبغي ردعها، كالحق في الحياة والملكية وفي الأرض والوطن والعودة إليه.
وينبغي حفظ الحق من الاغتصاب أو الانتقاص واسترداده من غاصبيه سواء كان من الحقوق السياسية أو الحقوق المدنية ومنها حق الملكية في الأرض والعقارات والثروة المائية وبقية الثروات الطبيعية.
ولكن اليهود خلافاً لجميع البشر لا يعترفون للعرب وبشكل خاص للفلسطينيين بحقوقهم السياسية وحقهم في ملكية أراضيهم وعقاراتهم التي تصادرها دولة الاحتلال، مما يظهر بجلاء وحشيتهم وعنصريهم.
تعود جذور الإرهاب اليهودي إلى آلاف السنين قبل تأسيس الكيان الصهيوني فالتوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون والصهيونية كأيديولوجية وحركة تؤكد أن الإرهاب أداة مشروعة لتحقيق الأهداف الصهيونية وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية في فلسطين العربية.
وأكدت الأحداث والوقائع التي جرت في فلسطين في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين أن الإرهاب اليهودي كان الوسيلة الأساسية التي أدت إلى قيام الكيان الصهيوني.
وأكد السفاح مناحيم بيغن في مذكراته أن المنظمات الإرهابية اليهودية هي التي قامت بترحيل العرب، وهي التي نظمت عملية القتل والطرد.
واعترف اسحق شامير، رئيس وزراء «إسرائيل» إبان انعقاد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بدور الإرهاب اليهودي في إقامة «إسرائيل» وقال:
«سموني إرهابياً»، سموني وطنياً، لولا الإرهاب لما قامت «إسرائيل».
ارتبط قيام «إسرائيل» بالإرهاب والإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة وترحيل العرب وتدمير مدنهم وقراهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم وتهويدها وإقامة المستعمرات اليهودية على أنقاضها.
واعترف قادتها وبالتحديد بيغن وشامير ورابين أنه لولا الإرهاب والمجازر الجماعية لما قامت «إسرائيل» أول دولة في العالم استعملت الطرود المتفجرة والشاحنات المفخخة في أسواق الخضار والفنادق والمكاتب والمنازل والشوارع العربية في حيفا ويافا والقدس وبيروت وعمان. وكانت أول دولة في العالم تختطف الطائرات المدنية عام 1954 عندما اختطفت طائرة عربية سورية. وقامت بتفجير المراكز الثقافية الأميركية في القاهرة والإسكندرية عام 1955 لدهورة العلاقات الأميركية ـ المصرية. وكان لافون وزير الحرب الإسرائيلي هو الذي خطط وأشرف على الجرائم البشعة ونفذها يهود من القاهرة والإسكندرية.
واغتالت في 13 تموز 1956 المقدم في الجيش المصري الشهيد البطل مصطفى حافظ بطرد متفجر في غزة، وفي 14 تموز 1956 اغتال الموساد في العاصمة الأردنية عمان بطرد متفجر الملحق العسكري المصري صلاح مصطفى. واغتالت خمسة من أكبر علماء الذرة المصريين في تشرين الثاني عام 1962 بطرد متفجر أيضاً في القاهرة، وستة من العلماء الألمان الذين عملوا بالقاهرة في عامي 1962و1963 بطرود متفجرة. وأحرقت (15) طائرة ركاب مدنية في عام 1968 في مطار بيروت. وأسقطت طائرة ركاب ليبية عام 1971فوق سيناء وقتلت جميع ركابها وطاقمها وعددهم (106).
واغتال الموساد الأديب غسان كنفاني في 8 تموز 1972 بواسطة سيارة ملغومة في العاصمة اللبنانية بيروت وحاول الموساد اغتيال د. أنيس الصايغ في 19 تموز 1972 في بيروت وفقد على أثر المحاولة الحقيرة إحدى عينيه وأصبعين من إحدى يديه.
واغتالت «إسرائيل» الشاعر كمال ناصر وأبو يوسف النجار وكمال عدون عام 1973 في منازلهم في العاصمة اللبنانية وزير محسن أمين عام منظمة الصاعقة عام 1979 في فرنسا، وأبو جهاد خليل الوزير في تونس العاصمة عام 1988. واغتالت الأمين العام للجهاد الإسلامي د. فتحي الشقاقي في 26/10/1996 في مالطا.
واغتالت آلاف الفلسطينيين والعرب منهم:
· وائل زعيتر بتاريخ 17/10/1972 في العاصمة الإيطالية روما.
· د. محمود الهمشري بتاريخ 8/12/1977 ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الفرنسية.
· علي حسن سلامة، رئيس جهاز الأمن الرئاسي الفلسطيني جاز الـ17عام 1979في بيروت.
· ناصر صلوحة، في 23/6/1994 بغزة.
· هاني العابد في 2/11/1994 (أحد قادة الجهاد الإسلامي) في خان يونس.
· كمال كحيل، أحد قيادي كتائب عز الدين القسام في 2/4/1995 بغزة.
· محمود الخواجا، أحد نشطاء الجهاد الإسلامي في 22/6/1995 بغزة.
· الشهيد البطل المهندس يحيى عياش، قائد كتائب عز الدين القسام في 4/1/1996 بغزة.
وهكذا تطبق الحكومة الإسرائيلية الإرهاب والاغتيالات السياسية للقيادات والكوادر الفلسطينية كسياسة رسمية ينقذها الجيش الإسرائيلي وفرق القتل التابعة له والمسماة بالمستعربين، الذين يشبهون العرب بملامحهم ويتكلمون العربية ويرتدون اللباس العربي. وبذلك تكون «إسرائيل» الدولة الوحيدة في العالم التي تمارس الإرهاب والاغتيالات السياسية التي ورثتها عن العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة، كسياسة رسمية دائمة وعلنية مما يجعلها أكثر وحشية وهمجية من ألمانيا النازية وأخطر دولة ظهرت في تاريخ البشرية، لا يمكن لشعوب المنطقة أن تعترف بها وتتعايش معها، ومصيرها إلى الزوال.