دَاءٌ أُصِيْبَ بِهِ الفُؤَادُ فَمُهْجَتِي
يَالَيْتَني حُزْتُ العِلَاجَ وأَقْتَنِي
دَائِي لَهُ سَبَبٌ و لَا أَدْرِي بهِ
إنْ كُنْتَ تَدْرِي يَا حَبيبُ فَدُلَّنِي
يَا مَنْ هَوَاهُ سَبَىْ عُرُوقَ حُشَاشَتِي
أيْنَ الطَّرِيْقُ إلى رُبَاكَ لَعَلَّنِي
أَجِدُ السَّبِيْلَ إلَيْكَ دُوْنَ مَذَلَّةٍ
طَعْمُ المَرَارَةِ مِنْ جَفَاكَ أَذَلَّنِي
طُرُقُ المهَانَةِ هَلْ عَلَيَّ سُلُوكُهَا
إنِّي لمجروحٌ و أنْتَ جَرحْتَنِي
وَلَقَدْ أَبيْتُ مَعَ الهَوَاجِسِ رَاضِيَاً
فَالجُرحُ يُضْنِي و البُعَادُ أهَمَّنِي
وَيْلاهُ مِنْ عِشْقِ القُلُوْبِ فإنَّها
تَطْوِيْ المَصَاعِبَ كُلَّهَا لا تَنْثنِي
يَا آمراً بالْحُبِّ أَنْتَ صَبَابتَي
إنِّي أُطِيعُ و إنْ أرَاكَ ظَلمْتَنِي
فإذَا العُيُونُ أصَابَهَا مِنْكَ النَّوى
فبأيِّما ذَنْبٍ إذَاً حَاكَمْتَنِي
باللهِ تَسْأَلُكَ العُيُوْنُ وإنَّهَا
تَجْرِي دُمُوعَاً في هَوَاكَ فإنَّنَي
أَلْقَى بِهَا يَوْماً أُحَاسِبُكُمْ بِهَا
و أَقُوْلُ رَبِّيْ هَلْ أُلَامُ بِمَوطِني
إِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالجَوَابُ عَلِمتُهُ
أنْتَ الَّذي بَعْدَ الوِصَالِ هَجَرْتَني
عُدْ لا تَقُلْ شَيْئَاً فَأنْتَ مَوَدَّتَي
هَيَّا تَعَالَ وَ دَاوِ جُرْحِي ضُمَّني
حَاشَاكَ يَا وَطَنِي أنَا لَكَ رَاجِعٌ
مِنِّي الجِبَالُ شُمُوخُهَا لا أَنْحَنِي
هَذَا مُحِيْطُكَ قَدْ بَرَانِيْ عِشْقهُ
مِنْ بَعْدِ مَا بِهَوَ الخَلِيْجِ سَحَرْتَني
وَ رَمَيْتَني في بَحْرِكَ الفَتَّانِ كَيْ
تُخْفِيْ هَوَاكَ بِمُهْجَتِيْ فَأسَرْتَني
اللهُ يَا وَطَنَي فَكَمْ تَيَّمْتَنِي
فَأنَا المُتَيُّمُ و الحَنينُ يَردُّني
وَلأكْتُبَنَّ عَلَى الجَبِينِ وَصَيَّتي
و أقَولُ مَفْتُوناً و أنْتَ فَتَنْتَنِي