الأسرار في الغيب لا تحتملها عقولكم أيها البشر ...
بقلم الأستاذ: هشـام الخـاني
إن غيوب الأكوان والآفاق لا يعلمها إلا علامها، ويزداد الحديث في أية مسألة بلاغا وعلما كلما كان المتحدث أعلم. ومن هنا كان علينا أن نفهم ونستوعب ظاهر وباطن وآفاق كلام الله من منطلق إطلاق قدرته وعلمه. ورغم أن العلم قد تمكن خلال العقدين الاخيرين بنجاح من إخضاع العديد من الحقائق والآيات الكونية لتكون تحت توافق معجز وانصياع تام للآيات القرآنية، وهذا ما أكد بشكل دامغ سبق آيات الله لكل علم، إلا ان الغيوب مازالت أكبر وأبعد بكثير، فالعلم لم يكشف إلا ما يعادل قطرة ماء في بحر خضم هائل.إن الغيوب لا تقتصر على الظواهر الكونية المتعلقة بخلق السموات والأرض وسائر الورى وما يمكن أن يقع تحت التجربة والمشاهدة فحسب، بل تتعدى إلى مسائل لم نعلم عنها شيئا أبدا إلا عبر الخبر اليقيني من كتب الله (تعالى) ورسله. ورغم أني أتابع بدقة مسائل الاعجاز العلمي وغير العلمي في الكتاب والسنة، واحتواء آيات الله للاكتشافات العلمية، إلا أن أمورا يقينية عديدة من واقع كتاب الله قد فاقت العلم وجاوزته مما لا يمكن للعلم أن يكون له عليها سلطان. فهذه آيات سورة الكهف تتحدث عن سيدنا موسى (عليه السلام) والعبد العالم (الخضر) لتنبئنا بحقيقة وجود أفعال وظواهر يتعذر مطابقتها مع العلم. وهذا ما اضطر بعض المفسرين والمحدثين أن يسموها بأحداث البعد الرابع. وهذا (البراق - دابة امتطاها رسول الله) وورد ذكره ووصفه عبر أحاديث صحيحة مؤكدة، ينبئنا عن وجود مراكب تمشي بسرعة تفوق أعظم ما علمنا من السرعات (وهي سرعة الضوء) بملايين بل ربما مليارات المرات أو بما لا يعلم تباينه إلا الله. وهنا تصبح النظرية النسبية، التي وافقت بين الرياضيات والفيزياء والواقع، افتراضا فاشلا بامتياز تضيع معه كل قوانين الحركة والكتلة والمسافة والسرعة والزمن وغيرها. ويصبح المنطق العقلاني هنا مقصورا على لفظة التكبير؛ (الله اكبر) .. لأنها تصبح التفسير الإنساني الدقيق وأقصى ما يمكن للإنسان من ردة فعل، امام ما يصل الى مسمع الإنسان من أسرار الغيوب، سواء كشفها الله له، أم علمها من وحي الله مما لا مجال لوقوعه تحت سيطرة العقل الإنساني أو الحواس أبدا.
إن العليم الحكيم (جل وعلا) الذي ثبت سنن الكون رحمة بنا وإسعادا لحياتنا، هو القادر على خرقها متى يشاء وكيف يشاء. وإن ما أقسم به العزيز القيوم من هويان النجم، إلى تسجير البحر، إلى النجم الثاقب، إلى ما سواها مما أراد الله أن يقسم به، هي شواهد دامغة على وجود إعجاز مرتبط بالقدرة العليا مما لا يخضع لقوانين العلم والسنن والنواميس السائدة على الأرض. وعليه كان الله (تعالى) أكبر في كل شئ. ومهما كبرنا الله وجب بداهة أن نعيد وفق اسم التفضيل (أكبر)، لأن التكبير تساميا في سائر صفات الله، التي لا تحمل إلا الخير والحب والرحمة لمن خلق، هو تعبير حقيقي يفيد حتمية الخضوع والاعتراف بالقدرة والسلطان لمن أوجد الوجود وفق حكمة وعلم لا مجال لبلوغهما من قبل أي ممن هم دونه، وإن كل ماسواه هو دونه. ولئن أراد المنشئ القادر أن يخلق الوجود في لمحة أو يفنيه في لمحة لفعل، ولأتت الأكوان خاضعة طائعة مذعنة لمشيئته تصدع بالأمر تقول: "لبيك يارب وسعديك والخير كله بيديك".


الأسرار في الغيب لا تحتملها عقولكم أيها البشر ...
بقلم الأستاذ: هشـام الخـاني
إن غيوب الأكوان والآفاق لا يعلمها إلا علامها، ويزداد الحديث في أية مسألة بلاغا وعلما كلما كان المتحدث أعلم. ومن هنا كان علينا أن نفهم ونستوعب ظاهر وباطن وآفاق كلام الله من منطلق إطلاق قدرته وعلمه. ورغم أن العلم قد تمكن خلال العقدين الاخيرين بنجاح من إخضاع العديد من الحقائق والآيات الكونية لتكون تحت توافق معجز وانصياع تام للآيات القرآنية، وهذا ما أكد بشكل دامغ سبق آيات الله لكل علم، إلا ان الغيوب مازالت أكبر وأبعد بكثير، فالعلم لم يكشف إلا ما يعادل قطرة ماء في بحر خضم هائل.
إن الغيوب لا تقتصر على الظواهر الكونية المتعلقة بخلق السموات والأرض وسائر الورى وما يمكن أن يقع تحت التجربة والمشاهدة فحسب، بل تتعدى إلى مسائل لم نعلم عنها شيئا أبدا إلا عبر الخبر اليقيني من كتب الله (تعالى) ورسله. ورغم أني أتابع بدقة مسائل الاعجاز العلمي وغير العلمي في الكتاب والسنة، واحتواء آيات الله للاكتشافات العلمية، إلا أن أمورا يقينية عديدة من واقع كتاب الله قد فاقت العلم وجاوزته مما لا يمكن للعلم أن يكون له عليها سلطان. فهذه آيات سورة الكهف تتحدث عن سيدنا موسى (عليه السلام) والعبد العالم (الخضر) لتنبئنا بحقيقة وجود أفعال وظواهر يتعذر مطابقتها مع العلم. وهذا ما اضطر بعض المفسرين والمحدثين أن يسموها بأحداث البعد الرابع. وهذا (البراق - دابة امتطاها رسول الله) وورد ذكره ووصفه عبر أحاديث صحيحة مؤكدة، ينبئنا عن وجود مراكب تمشي بسرعة تفوق أعظم ما علمنا من السرعات (وهي سرعة الضوء) بملايين بل ربما مليارات المرات أو بما لا يعلم تباينه إلا الله. وهنا تصبح النظرية النسبية، التي وافقت بين الرياضيات والفيزياء والواقع، افتراضا فاشلا بامتياز تضيع معه كل قوانين الحركة والكتلة والمسافة والسرعة والزمن وغيرها. ويصبح المنطق العقلاني هنا مقصورا على لفظة التكبير؛ (الله اكبر) .. لأنها تصبح التفسير الإنساني الدقيق وأقصى ما يمكن للإنسان من ردة فعل، امام ما يصل الى مسمع الإنسان من أسرار الغيوب، سواء كشفها الله له، أم علمها من وحي الله مما لا مجال لوقوعه تحت سيطرة العقل الإنساني أو الحواس أبدا.
إن العليم الحكيم (جل وعلا) الذي ثبت سنن الكون رحمة بنا وإسعادا لحياتنا، هو القادر على خرقها متى يشاء وكيف يشاء. وإن ما أقسم به العزيز القيوم من هويان النجم، إلى تسجير البحر، إلى النجم الثاقب، إلى ما سواها مما أراد الله أن يقسم به، هي شواهد دامغة على وجود إعجاز مرتبط بالقدرة العليا مما لا يخضع لقوانين العلم والسنن والنواميس السائدة على الأرض. وعليه كان الله (تعالى) أكبر في كل شئ. ومهما كبرنا الله وجب بداهة أن نعيد وفق اسم التفضيل (أكبر)، لأن التكبير تساميا في سائر صفات الله، التي لا تحمل إلا الخير والحب والرحمة لمن خلق، هو تعبير حقيقي يفيد حتمية الخضوع والاعتراف بالقدرة والسلطان لمن أوجد الوجود وفق حكمة وعلم لا مجال لبلوغهما من قبل أي ممن هم دونه، وإن كل ماسواه هو دونه. ولئن أراد المنشئ القادر أن يخلق الوجود في لمحة أو يفنيه في لمحة لفعل، ولأتت الأكوان خاضعة طائعة مذعنة لمشيئته تصدع بالأمر تقول: "لبيك يارب وسعديك والخير كله بيديك".