تنقسم مفردات كلِّ لغة من اللغات التي يتعامل بها البشر إلى ثلاث مجموعات هي:مجموعة المفردات الإيجابية وتنحصر في: "صَبَرَ"، "أَقْدَمَ"، "كرُمَ"، "حَلِمَ"، "عَلِمَ"، "فَهِمَ"، "وعى"، "عفى"، "أَمِلَ" (!!)ومجموعة المفردات السلبية وتنحصر في: "غَضِبَ"، "تعَجَّلَ"، "جبًنَ"، "بَخِلَ"، "جَهِلَ"، "نَقَمَ"، "يئِسَ"، "حقد"، "حسد" (!!)ومجموعة المفردات المحايدة: وهي باقي كلمات اللغة (!!)
يعيش الإنسان حياته في صراع بين الجانب السلبي والجانب الإيجابي الذي تفرضه عليه اللغة، فيما يبقى الجانب المحايد من اللغة متفرجا يُسَحِّجُ للجانب المنتصر ليركع له في النهاية (!!)
وبالتالي فإما أن تغمر هذا الجانب المحايد الروح الإيجابية إذا انتصر الإيجابي على السلبي، وإما أن تغمره الروح السلبية إذا حصل العكس (!!)
أي أن اللغة في نهاية المطاف هي الخادم المطواع للحركة أو للسكون، للفعل أو للافعل، للحياة أو للموت (!!)
وهذا ما يجعلنا نحسُّ بأن الكاتب الفلاني متشائم غالبا أو دائما، فيما الآخر متفائل غالبا أو دائما، رغم أن الاثنين يستخدمان اللغة نفسها، والمفردات نفسها (!!)
القضة بكل بساطة أن كلا منهما غمَرَ المجموعة المحايدة، وهي كل اللغة تقريبا، بالروح التي انتصرت في المعركة الدائرة بين السلبي والإيجابي، بين الفاعل واللافاعل في حياته، فركعت لها بكلِّ يسرٍ وسهولة (!!)