لكم اشتقت إليك
عبد الرزاق أبو عامر


خاطرة
كنت كتبتها أوائل شهر رمضان من العام الماضي في المدينة المنورة بعد أن حيل بيني وبين ( ملتقى السيرة النبوية ) فترة لم أتمكن خلالها من الولوج إلى النت .



أتدري مدى اشتياقي إليك أيها الملتقى الحبيب ... ؟

لكم ألّمني وخز فراقك ....

وقطّع فؤادي لأجلك لهف عجيب ....

وفرق الشوق إليك بالي ..

وتخطفني في هواك ما يشتت هم الغريب ....

وأثقال وحشة جثمت ..

لسْعها الأليم كلفح اللهيب ...

أظلم بها قصر الروح ..

زَحفَ الذبول يُشحب زهر رياضها ..

وتَحرَّق مرتعُها الخصيب ...

وكتم طولُها الأنفاس ...

حتى هِمتُ .. وكاد يفتتني التيه ...

وجراح فصال مدت شرخها معاناة الانتظار ..

وسنان فصام

يعرف طعنها العشاق

وجرَّب مسها أهل الغرام ...

ألَّبها لهاثي بين شوك الهجير

وسياط لا ترفع عن ضلوعي ..

ووجع يسكبه السقام ..

وشرود بدد شروق هفوي المقيم إليك

وصخب اعتلال يحشو سمعي بتوالي الملام ..


أتدري أيها الملتقى الحبيب

أين بلوت مدى حبي إياك ....

وخبرت اشتداد تعلقي بلقياك ...؟

أتدري أين أصابني فيك هذا الوله العجيب ... ؟

وسكبت لأجلك عبرات

على غصن الشوق الرطيب ... ؟

لقد أصابني فيك ما أصابني

بمدينة النبي أحمد الحبيب صلى الله عليه وسلم ..

وفي حرم مسجده الكريم المعظم ...

قاربت المدى الرفيع الأعطر

بين القبر الشريف وناحية المنبر ..

فصليت ...

ثم سلمت على المصطفى سلام الكليل الشفيق ...

يتخطف أنفاسي حب وشوق وسرور ..

واندفاع يهز الكيان .. وحنين يغمر الشعور ..

وإقبال يغشاه التهيب .. وقُدْسُ الحضور ..

وسعادة تلامس بها الروح الأعالي ..

وإشفاق ثمة خالطه الحبور ...


هنالك ذكرتك أيها الملتقى الحبيب ..

وأصابني فيك الذي عرفت ..

فنعم المصاب

خلال الروضة الكريمة

أشرف الرحاب ...

فكأني بسيب الحوض المطهر

يسقى غراس ودادنا ..

يغشى مراتع حبنا ...

يروي رجاءنا المسطر

أن يسعدنا المولى الرحيم

بمجلس أحمد الشاهد عند الكوثر ..

وسقيا انشراح براحه الشريفة

تلبسنا الهناء المقطر ..


ألا ما أسعدني بك أيها الملتقى الحبيب ..

لكم سعدت بوجودك الأول ...

ونشأتك الغالية ...

ونسبك النبوي المبجل ..... !

فها أنت برحمة ربي المتعال

وهتفة البشرى .. وضمة الوصال ..

تولد من جديد ..

كأنك تولد أول مرة ...

عليَّ البهاء .. طافح المبرة ..

فلا تدعني بعد هذا الوصال العلوي وتساميه ...

بعدما بلوتَ تعلقي بك وعاينت تجليه ..

وخبرت بلائي بفقدك وتواليه ..

لا تدعني برب هذا الحرم وحاميه ..


أتدري أيها الملتقى الحبيب

من مهد لي سبيل منالك ... ؟

ومكن لي من نداك ونوالك ... ؟

وجدد لي عهد حبك ووصالك ...؟

إنه شيخ شاب فطن أريب ..

أدبه خالص مقطر مصفى ..

والسرور بمخالطته جم عجيب ...

عانقته عند الحرم فوجدت لضمه بردا

غمر قلبي بالسعادة ..

وانسكب كلُّه يشملني برعاية الوفي وزيادة ..

يقبل علي فتمد البهجة علينا رواقها ..

ويدبر فينثال غمام البشرى

قطرَ ودادٍ يجَمِّل دوامها ..

لين حيي .. مشرق المحيا ..

إذا ابتسم طاف السنا وتجلى ..

أتدري من هو أيها الملتقى الحبيب ...؟

إنه أخي الحبيب أبو عبد الرحمن المدني ..

فلله دره من سمح ودود ..

ألفاني ثاويا .. أرقب ديارك ..

فالتزمني وأسلكني دربك المبارك ..

فما إن فتح لي أول باب ..

حتى هرعت إلى بابك ..

أطلب لقاءك راضيا بعتابك ..

فلما ولجت طفقت أتلمظ سكب وصالك

كما تتلمظ الأفنان الداوية ندى الفجر الأصفي

تقتات ماء حياتها لتسترد نضارتها ...

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ....



أبو عامر
عصر يوم الخميس 6 رمضان 1430
بمدينة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم