سفر العودة
(إلى روح الشهيد الأديب غسان كنفاني .. معلّما)
للشاعر: عُقبة طه
اخْرجْ من تحت ِ الكثبان ْ
واصْرخ ْ في صحراء المنفى
واخْلع ْ جُدرانَ الخزّان
ْ
***
يا غسانْ
قلْ لي كيف استُشهدَ أسعدُ
أو كيف استُشهد َ مروان ْ
كيف اختنقَ رفاق ُ المنفى
من بغدادَ إلى نجران ْ
***
يا غسان
كيف جعلتَ الأعمى منا
يبصرُ برقوقةَ نيسان؟
كيف جعلتَ الأطرشَ يسمعُ
ما دار بخاطر حمدان؟
***
وقفتْ أمُّ السَّعدِ تراقبُ
باب مخيمنا الظمآن
تحصي القتلى
تحصي الجرحى
تخبر ليلى الحايكِ أنّا
صِرنا أسطورةَ كنعان
***
يا غسان َ البحر ِ الغاضب ِ
اصعد ْ قمماً
وارفعْ علماً
واقذفْ حمماً
للشطآن
***
يا غسانْ
كيف تضم ُّ الشمسُ رجالاً
مسروقينَ من الأوطان ْ؟
***
كيف يموتُ سرير ُ المَشفى
أو يحزنُ ليمون ُ الساحل ِ
كي يتبقّى
ما لا تبقيه الأحزانْ؟
***
كيف تضيعُ عروسُ الشَّعبِ
فيحضِنها الشّيخُ السّكرانْ؟
كيفَ (لَميسُ) الطفلةُ تغفو
ما بينَ زهورِ الرّمانْ
***
يا غسانْ:
ما ضيَّعَنَـا البحرُ ولكنْ
ضيّعَنَا عَبثُ القُبطانْ
فمتى نهتف ُ عندَ الشاطئِ
عاد إلى حيفا غسّان ْ
***
وتعود تنادي أمتنا :
" إنّ قضيتنا الإنسان "
***
* من بلدة "قراوة بني زيد" _ الضفة الغربية المحتلة