حسن البيان نعمة ممدوحة مطلوبة ( خلق الإنسان* علمه البيان)، على أن تكون لإظهار الحقائق وليس لتحويرها أو قلبها كما يفعل السحرة ، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام " إنَّ من البيان لسحرا وإنَّ من الشعر لحكمة".
بسم الله الرحمن الرحيم
سِحْرُ البيان
د.ضياء الدين الجماس
يا ساحرَ القلبِ اللّطيف سباني = طيبُ الكلام وجَنَّةُ الإيمان
للحرفِ نصلٌ قاطع في حدِّه = وله بقبضته لجامُ عنان
متقلباً حسب الأيادي نصلُه = فاجعل حروفَك من جميل بيان
إياك من سحر البيان مخادعاً = أن تجعلَ الثيران كالغزلان
أو تلبسَ الفئران ثوباً ناصعاً = فتصور الأنجاسَ كالعرسان
وتصوّرَ الأفعى طريدَ جرادة = من فوقها وتحوم كالعقبان
أو تجعلَ الحباتِ قبّة مسجد = وتبدّل الغابات بالقيعان
أظهر حقيقة كل شيء صادقاً = فيها الجمال ومسحة الرحمن
كلُّ الحروف تزان في ميزانه = فتذكَّر الإنصافَ منْ ديَّان
واغدق حنانك جارفاً من نبعه = تجد الجمال جرى منَ الحنَّان
إياك أن تنسى الصلاة على النبيِّ محمدٍ غدقاً من المنّان