عصافير الجنة ...
ما أن فتح أحمد عينيه صباحا ، حتى هب مسرعا إلى نافذة غرفته المطلة على الحديقة
الصغيرة ، يتفقد شتيلة الوردالأبيض التي غرسها البارحة مساء ،وأطلق عليها اسم أخته ريما...
كان إلى جانبها عصفور جميل لم تر عيناه مثله ، بين الأصفر والأخضر ، ينظر إلى الشتيلةكأنه يحاورها ...
وتذكر ما قالته له جدته ، حين ماتت أخته في تلك الحادثة المفجعة أمام البيت :الصغار يا بني عندما يموتون،يتحولون إلى عصافير...
وتساءل في نفسه وقد شعر بالرهبة :أترى ذلك الطائر، أختي التي جاءت من الجنة في زيارة للبيت ، وقد علمت بالشتيلة ،فأعجبتها الفكرة ،ولكن لماذا طارت مرتعبة عندما شعرت بي أرقبها ؟
أتراه ممنوع عليها الاقتراب منا ؟أم هي ليست أختي ؟
وفكر، الأطفال يتحولون إلى طيور وعصافير ، والكبار ماذا يصيرون؟ حيوانات ؟ أم مخلوقات أخرى ؟أم يبقون على هيأتهم؟
وتساءل من جديد : وإذا مت وصرت عصفورا كيف بي أتعرف على أختي في الجنة من بين آلاف العصافير بل من بين الملايين ؟وكيف يتعرف أبي وأمي علينا عندما يموتان ؟ وكيف نتعرف عليهما ؟
ولم يشعر إلا وهو يجري في اتجاه السلالم؟ ويصيح أنا لا أريد أن أموت ، أنا لاأريد أن أصير عصفورا ...
وفجأة عثرت رجله ، فسقط يتدحرج ويتدحرج من أسفل إلى أعلى، وكان الطائر الجميل على الشرفة ،يتابع مايجري ويغني لحنا حزينا ...