-
ينبوع أمازيغي
قصة ينبوع أمــازيغــي
سهــام، حطت على أعتـاب مؤسستنا، فتموجت لحضورهـا أفئدتنا، من جذور بربرية عنت للحياة، و ألبستها إيقاعات منمقة.
بسمة على شفتيها مرتدة على وجوهنا، تتألق في عيونها الساحرة و تكسيها نضارة و رونقا.
ضاحكة حتى النخاع، فهي تحب النشاط و المتعة و الفرفشة على حد تعبير المدرسين. في قلبها الخفاق شتى حكايات، و لم تعد قادرة على حملها، ترحل مع الحياة لكنها تسعى إلى أن تشق طريقهـا إلى المستقبل بتؤدة.
هـائمة كفراشة برية تحتفل بسمفونية الدنيا المتقلبة، لو يدري العالم أي صفحات مكتوبة و أخرى بيضاء، تؤلف لكتاب سهام السري، في محافل الغواية المنغلقة. في لكنتها نزعات و ميولات أمازيغية، و من حركاتها تقرأ ذلك الفيض الفني إلى أحوزار و حوسى، و باقي مكونات الأغنية الأمازيغية.
لا ترى حسن إلا و ترى سهـام، تتبعه أينما حل و ارتحل، متدربة، على فهم أسرار اللغة الفرنسية. صامتة لا تبدي الملاحظات إلا إذا كـان المجلس التعليمي شرع في التخطيط إلى إحدى الرحلات أو النزهات.
تقترن سهام بزينب، فهما صديقتان توأمان، تتبادلان الأحاديث و الضحك و النكات، وكل القضايا الأخرى.
سهام، قطرة غيث، أدركت آخر القوافل العطشى، و سقت جفافها في آخر لحظة.
مرحة ضاحكة في زمن عز فيه الاطمئنان، و ساده القلق و الحيرة الوجودية.
هي قصة مثمرة، في أرض بوار، تمشي بخطى ثابتة، و في ابتسامتها التي تعلقها على جانب من شفتيها، تتوهج علامات الود و الحياة، و تتفتح براعم الإرادة في مواصلة المشوار حتى النهاية.
سهام، رماح ذهبية، لكنها من طينة ريش النعام، تنزل بردا و سلاما على القلب و الروح.
في الرحلة التي قمنا بها إلى المنتجع الطبيعي – زمكيل- كانت سهام تجمع الحطب، و تشعل النار، و تعد الشاي، و تراقب الإبريق، و تساعد على تقطع الخبز و البيض إلى أجزاء صغيرة.
تبتسم، تسلم على المعلمات، تتبع عناقد الكرم، مسلمة أمرهـا لله.
أجمل شيء في سهام، أنها معلمة خدومة، لا تتوانى في تقديم المساعدة للجميع، تحصي معدلات الوحدة، تقوم بعمليات الجمع و الطرح.
كان الشيء الذي يعكر صفو سعادة سهام، هو اصابتها المتكررة بوعكة صحية، تكلفها زيارة الطبيب بين الآونة و الأخرى.
في عز صفاء تفكيرها تتملكها حالة شرود قصوى: فيم تفكر؟ الله وحده يعلم..
من المفترض أن سهام تخفي سرا، أو عدة أسرار، لكن يبدوا أن قبضة حديدية تتحكم في تحركاتها، و تشلها. و كلما تذكرت هذا الحصار إلا و عاودتها حالة الشرود من جديد.
حين مرضت أمـال، أصبحت سهام تدرس الإنجليزية للمستوى الثالث ابتدائي، و أصبحت موزعة بين الفرنسية و الإنجليزية و Thème de Vie ، تتنقل كفراشة بين الأقسـام، تكلم هذا و تضحك مع هذا، و الحياة من حولها تستمر، و الدروس تنجز، و الاجتماعات تقام و تقدر، و الحديث عن اللجنة، و التكوين موضوع الساعة بين المعلمات و المعلمين.
و قي عز السأم و الملل داخل المؤسسة، تنخرط سهام في مشاركة زميلاتها ضحكة ذات معنى عن اللجنة التي لم تأتي بعد، و عن الاستعدادات لانجاز الأنشطة السنوية الأخيرة.
سهــام نسمة بــاردة، تخطت حواجز ريـاح السموم.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى