الربيع العربي سياسة انكماش ...وانقاذ للعولمة الامريكية


بدايةيعاني الوطن العربي حاليا في اقتصاده من سياسية انكماشية .. وربما هي ذات
بعد ظاهرهيعاكس باطنه .. فعولمة امريكا وفشلها كما ذكر الخبراء .. يدخل العالم في أزمةتحوّل لا نعرف توجهاته وأبعاده، فالأزمة الجارية كشفت أكثر من أي وقت مضى مدى ضعفوهشاشة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعرف عجزا غير مسبوق في ميزانيتهالعمومية وميزانه ...كذلك في مديونيتها العمومية والخاصة (11.000 مليار ...
أنها أزمة تحوّل علىالمستوى العالمي تظهر في تراجع قوة الولايات المتحدة الأمريكية وعدم بروز لحد الآنأي قوة بديلة تتولى زعامة الاقتصادية والسياسية للنظام الرأسمالي والعالم .. و27مليون عاطلا .. في العالم.....فحاليا تعيش الولايات المتحدة الأمريكية على إيقاععجزين بنيويين: عجز تجاري خارجي وعجز الادخار الداخلي....
فسارعت بفرضية إعادة إنتاج الرأسمالية من خلال التدميرالخلاق....مهرولة بثقلها الى اختلاق الحروبوشعارات ثورة مقولبة او ثورات الظل بتدمير الراسمال للنمو المتجدد واطلاق العنانللقوة مع تميهد ا لتمزيق النسيج للطبقة العاملة...وتشرذم المجتمع المحلي وتفكيكه... مما يسهل السياسية الامريكية الحمائيةلمن يؤمن بها ...باسم التغيير القادم لا محالة ...........
حيثتكفي العودة إلى خطاب القاهرة الذي وجهه أوباما إلى العالم الإسلامي حتىنفهم الرسالة التي بعث بها إلى مختلف الأنظمة ، و التي قال في حقها صراحة أنالعالم يتغير و أمريكا مستعدة للتعامل مع التغيير المرتقب.....اذن نلاحظ
تغيير بالنمط الامريكي للخارج .... وانكماشي نحوالداخل ....
ادليلنا ...من الذاكرة القريبة حركة وول ستريت والقمع الذي طبق عليها
مما حسر الديمقراطيةفي امريكا نفسها ...
الدليلالثالث.......من سياسية حمائية ... اصبح النفط سلعة بعدما كان سلاحا مثل باقي السلع تتحكم فيها الإستراتيجية الأمريكية التي تقتضي بيع النفطبالدولار لشراء السلع و الخدمات بالعملات الأخرى خارج الدولار كاليورو و الينالياباني و اليوان الصيني وغيرها...
مما يعني ان ازمة العولمة المختنقة ... ونقصدالامريكية تفشت بازمتها الى ابعاد ...
حيثذكروا ... ان
مفهوم العولمة ... ينقل ازمته الى ابعاد انسانية شمولية..
فهي أزمة الإنسانية جمعاء بعلاقاتها المعقدة والمتشابكة،أزمة استغلال الموارد والثروات البشرية وتوزيعها، إنها أزمة التصرف والحاكمية الدوليةبكل أشكالها، لهذا فهي تكتسي بُعدا كونيا يجعل مستقبل البشرية في ميزان وعليها أنتختار فإما الربح أو الإنسان؟

وهذا ما ينبأ أن الأزمة ستمتد لسنوات وستكون تداعياتهاخطيرة على الفئات الواسعة من سكان العالم،وخاصة
أن المسؤولية تقع على عاتق التصرفات اللاعقلانيةوالطائشة واللاأخلاقية لعدد من المضاربين الماليين المغامرين ومسيّري البنوكوصناديق الاستثمار الذين "فقدوا حسهم العالي بشؤون المال والاقتصاد وأصبح همهم الوحيد الرفعمن المردودية المالية وضمان مداخيل خيالية لهم ولحاملي الأسهم الكبار و كوكبةالشركات المتعددة الجنسيات وتوسيع الاحتكار ...

النتائج التي برزت من ارضالواقع مع مستقبلها القريب ....
راجع صندوق النقد الدولي توقعاته وأعلن أن نسبةالنمو لن تتعدى في كل الأحوال 2 % بل وستكون سالبة...... هذا الوضع سيكون مننتائجه المباشرة تراجع الطلب والاستهلاك كنتيجة لتراجع الأجور وتدهور القدرةالشرائية. وسيزداد عدد العاطلين جراء التسريحات وإفلاس الشركات ومنها حديثا شركةبيجو للسيارات ...
النتيجةالثانية ....
مزيدمن البطالة وهشاشة الشغل والتفاوتات الاجتماعية. فهذا الكم الهائل من الربحغير المستثمر اجتماعيا هو الذي يغذي المالية العالمية كازمة ... حاليا ومستقبلي...للاعوام الخمس القادمة على اقل تقدير ....
النتيجة الثالثة .......على سبيل المثال .
انهيارالبورصات العالمية أثر وسيؤثر أكثر على الاستثمار، مما سيؤدي إلى الانكماشالاقتصادي.....وافتعال للازمات ...
وارتفاعمديونية العديد من الدول بحيث، من جهة، ستتحول الديون الخاصة إلى ديون عمومية بسببإفلاس الشركات الكبرى وما تلاها من "إنقاذ" وتحمل الدولة للعبئوهو ما سينعكس سلبا أيضا على الوضع الاجتماعي بعد تراجع الاستثمارات فيالقطاعات الاجتماعية. ومن جهة أخرى ستلجأ الدول المتضررة إلى مزيد من الاقتراضوخاصة فيما يتعلق بالديون الداخلية عبر إصدار سندات الخزينة .
النتيجةالرابعة ...ستنخفض المصاريف الاجتماعية (صحة، تعليم، سكن...) لدول الجنوب... ايالدول التي ظهر بها كطفرة او ثورة ظل ما سمي بالربيع العربي ..... أضف إلى ذلكارتفاع أثمان المواد الغذائية وتدهور القدرة الشرائية ومشكل التحولات المناخية،إلخ
بعدهذه القراءة وخاصة للنتائج اهي ملموسة ام خيالية اهي فساد مؤسسات حسب دول الجنوبفقط ام هي فساد تراكمي كوكبي مرتبط بالاقتصاد العولمي وثقافته التي افترضت لتنقذنفسها
بإنتاجالراسمالية من خلال التدمير او الفوضى الخلاقة ... فأيدت وشاركت في طفرة الربيعالعربي ودعمه بطرقها الخاصة ليس حرصا على شعوب دول الجنوب بل كيف تستغل المواردالبشرية وثرواتها كالنفط والغاز والماء .... ويتم تشكيلها وتوزريعها من جديد ..واخراجها من نسيج عقائدي وفكري وثقافي فتصبح مجتمعات هلامية يسهل في خضم الازمةالكوكبية السيطرة عليها وما بعدها
بلهذا يذكرني بحديث بما معنا كلما قيل انها انقضت تفتقت في مكان اخر ... لانها ليستمحصورة بجغرافية او مقومات منطقة ما بل هي ازمة انقاذ لمفهوم ترسخت اوتاده ...فاصطدم بالواقع ... هاربا نحو معمل اعادةالانتاج بطريقة عبثية من خلال اختلاق الحروب والثورات او الطفرات وغيرها ...
الكاتبةوفاء الزاغة.