سر الرقم 39 عند اليهود وعلاقته بإعدام الرئيس صدام حسين

الباحث الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري

قرأت في منتديات بوابة ماجدة موضوعا عن الرقم 39 عند اليهود وكان ابرز ما جاء في الموضوع الآتي وعلى لسان أبو الدرداء الشامي :
(أتصل احد أولئك الجلادين – ويعني احد المشرفين على إعدام المرحوم صدام حسين - بابن أخته هنا في كربلاء الشهيدة ، قال لأبن أخته أنّ أحد الأمريكان - وكانت سحنته سمراء- وهو الذي أشرف على الإعدام طلب منّا أن نقصّ الحبل بمقياس 39 قدم. ولم يعرف الجلّاد الغبي سرّ ذلك. ففعل ، وكان يتصوّر أنّ حبل المشنقة لا بدّ أن يكون طوله 39 قدم كمقياس ثابت ، لكنني حين سمعت ذلك قلت له ويلك يا غبي أنّ الأمريكي ذو السحنة السمراء لا بدّ أن يكون يهوديا وال39 هو عدد الصواريخ التي أطلقها الرئيس صدام على إسرائيل) ..
وحول موضوع سر الرقم عند اليهود أوضح الآتي :
إن اليهود كمعظم الأمم والأقوام الأخرى يقدسون الأرقام بشكل كبير ويستخدمونها في السحر والشعوذة على وجه الخصوص وكي نفهم سر الرقم 39 عندهم نقول إن القوات الصاروخية العراقية عندما قصفت الأهداف الحيوية الإسرائيلية في مناطق تل أبيب وحيفا وبئر السبع قصفتها ب 43 صاروخا وليس 39 كما ورد في وسائل الإعلام العربية والأجنبية في حينه حتى أن الشهيد ياسر عرفات أعلن في ذلك الوقت أن العراق أطلق 39 صاروخا على ( إسرائيل ) فمن يطلق الصاروخ الأربعين ؟ وقد استند في هذا على ما ورد في وسائل الإعلام تلك .. وتوضيح الأمر كما يأتي :
أطلق العراق 43 صاروخا استراتيجيا على الأهداف الإسرائيلية :
28 صاروخا من طراز الحسين على منطقة تل أبيب
10 صواريخ من طراز الحسين على منطقة حيفا
5 صواريخ نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونة ( وهذه الصواريخ كانت من إبداع العقل العراقي والتي لم يتوصل إلى معرفة إسرارها أي دولة في العالم إلا بعد أن زار المراقبين الدوليين العراق في الفترة بين 1993 و2002 في إطار القرارات الدولية الجائرة لتجريد العراق من قدراته العسكرية وقاموا بالاطلاع على تفاصيل صنعها وتدميرها ) ..وبذلك يكون عدد الصواريخ هو 43 صاروخا .. لكن الذي حصل إن إسرائيل وأمريكا أعلنتا أن العراق أطلق 39 صاروخا .. ونحن نعرف سبب هذا التضليل والعمل المقصود وسأشير إليه بعد قليل ..
الأمر الآخر هو كما ورد في الخبر الذي نشره موقع منتديات بوابة ماجدة حول جعل طول حبل المشنقة 39 قدما ، وقد تأكد هذا الخبر في معظم وسائل الإعلام ونشر في حينه على نطاق واسع ..
الحجة التي يصر اليهود على اعتمادها هي رسالة سياسية إرهابية عنصرية تضليلية تبنتها الحركة الصهيونية وأشرفت على تطبيقها ولازالت .. وأساس هذا التوجه الإعلامي المضلل يستند على أن العهد القديم المكون من ثلاثة أقسام هي التوراة والمكتوبات والأنبياء يبلغ عدد أسفاره 39 سفرا .. ولما كانت الصهيونية تعتمد في تنفيذ مشروعها العدواني التوسعي على الديانة اليهودية والتراث اليهودي المصطنع فقد استغلت هذا الحدث للترويج لمشروعها ومفاهيمها وأشاعت بان عدد الصواريخ العراقية هو 39 وليس 43 بقصد تأليب الغرب ضد العراق واعتباره دولة عنصرية لا يحترم الأديان السماوية وقدسيتها ، كي يوهموا العالم بان موقف العداء العراقي هذا هو تاريخي تعود خلفياته لحملات نبوخذ نصر وسنحاريب .. وكان مما يؤسف له أن صدقهم العالم والغرب خاصة واعتبروا الصواريخ ال 39 هي موجهة ضد التوراة والديانة اليهودية المسالمة على حد زعمهم .. واني اذكر في حينها كيف روجوا لأبشع حملة إعلامية مضللة ضد العراق واتهموه بشتى الاتهامات وللأسف الشديد صدقهم بعض الأعراب فكانت لهم مواقف مؤلمة ومخجلة وسيحاسبهم التاريخ والأجيال قبل أن يلقوا جزاءهم العادل عند رب العالمين المنتقم الجبار ..
أما عن سبب جعل طول حبل المشنقة 39 قدما فهي رسالة صهيونية أخرى مفادها أن التوراة انتصرت على العراق الذي لم يحترمها واعتدى عليها في العام 1991 وانه جاء الوقت لتنتقم ممن لم يحترمها وشعبها المختار واعتدى على قدسيتها - حسب زعمهم - لهذا أصروا على جعل طول الحبل 39 قدما ..
هنا أتوقف متألما حسيرا مقهورا على دمار بلاد الرافدين وقتل شعبها وحرق أرشيفها لإزالته من الوجود كي ترتفع راية صهيون فوق منابر بغداد الرشيد والمعتصم وصلاح الدين - لكنهم خسئوا وسيخسئون باذن الله -
ومع كل ما حصل ورغم المحنة والمأساة التي يعاني منها العراقيون ، والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا منذ أن خلق الإنسان على هذه الأرض ، فان شعب الذرى لن تنحني هامته إلا لله الواحد الأحد وسيعود كما كان ويسترد عافيته وهو سائر على هذا الطريق بعون الله رافعا راية الله اكبر مخضبة بدماء اسود الرافدين وكبرياءهم وهاماتهم المرفوعة مستعينين بالله أولا وبإخوانهم الشرفاء والغيارى العرب في كل مكان .. ويوما ما سيعيد التاريخ نفسه ليشهدوا ضعف ما شهدوا في العام 1991 بعون الله .. هذا هو حكم التاريخ ووعد الله ووعده الحق المبين ..
للباطل جولة وللحق جولات