قل للحقيقة فالحقائق لا تُرى
إلا إذا ثبت النظير بوجهها
ولكل من زرع الحديقة بالزهور
فإنه.. سيشم رائحة العبير



كم ساعةٍ لزمت رحيلي
في أزقة ذكرياتك والتخوم هنا تضيقُ
وقد تميدُ بهم هنا ..
أثناء صمتك أيها الدرب المرير


وأنا أمتع ناظري
بين المدائن
والنيازك باحتراقٍ.. كلما
قدمي بلا رأسٍ يسير


قد كان حلمي يافعا
والمستحيل يصول بين محافلي
وموائد الأوهام تفترش الأثير


كم من غلالات الدموع
تكون كافية لتولد أشمسا
كي يكبر الوطن الفقير


كم يكفني من حسرتي والآه
قد حمل الحشا من ذا كثير



من كان في يده السلاح
عليه أن يجد الطريق ..
أو رب في زخم الهدير
سيختفى عنه الدليل ..
ما كان إلا .. يستبد به السعير



أرخى المساء هنا سدوله حافيا
فتعرت الأرجاء في وجه الصباح
كأنني ورق يطير

ما كان لي وسع الخيار
بهجر صدرك إنما
عند ابتعادي يا أنا
من نار حبك أستخير



ما كان صوتي محض لحنٍ يقتفي
سقْط الوداع ..
ولأن جرحيَ طاهرٌ
كانت خطايَ على الحجارة
كالسجود على الحرير


رأسي تراودها الوسادة للكرى
وأنا المدجج يقظةً ..
وبداخلي بقي الأسير


ففتحت عيني من ذهولٍ قد خشيت
من الظلام ..
ووجدتني بين الحقيقة والخيال
قلبا وحيدا يستنير