وداعاً بارعة بيلتو


مديرة التحرير


آداب عبد الهادي

المهندسة بارعة بيلتو مديرة التدريب والتأهيل في وزارة النقل، قامة سامقة من قامات الوزارة غيبها الموت بعد صراع قصير جداً مع مرض مفاجئ.
غيابها الفجائي شكل صدمة لأصدقائها وزملائها ومحبيها في الوزارة، حيث كانت من الشخصيات الاجتماعية الإيجابية المحبة والمتفاعلة مع كل الزملاء.
بارعة بيلتو التي اعتمدت أسلوباً جديداً وناجحاً في إدارتها، أسلوباً جماعياً أتاحت الفرصة ومن خلاله لكل من لديه قدرة على العمل والإبداع والمبادرة بتقديم مقترحاته من العناصر العاملة معها، فشكلت فريقاً إدارياً ناجحاً حققت من خلاله نتائج كبيرة ومثمرة من الناحية الإنتاجية لمديرية التدريب والتأهيل حيث تم تأهيل وتدريب العديد من الكوادر من خلال إقامة دورات عديدة ومتنوعة سواء في الحاسب أو الدراسات اللغوية أو الدورات المتخصصة في دراسات الجدوى الاقتصادية وغيرها من الدورات الهامة والتي يتطلبها سوق العمل في هذا العصر الكثير التغيير، إضافة إلى نشاطاتها العديدة في إقامة ورشات العمل والندوات الكثيرة التي كانت تقام في مديرية التدريب والتأهيل ومن أهمها ورشة عمل الدورة التدريبية في أنظمة العقود الخاصة بإعداد وإدارة عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي أكدت في أثنائها الراحلة أن الإعداد لهذه الدورة تم بالتعاون مع فريق الخبراءمن المفوضية الأوربية، وأن الهدف المرجو من هذا البرنامج التدريبي هو الحصول علىكادر مؤهل، يمتلك المهارات الكافية التي تمكنه من التعامل مع عقود الشراكة التيستنفذ مع القطاع الخاص، سواء بإعداد دفاتر الشروط الفنية، أو متابعة تنفيذ العقدوإدارة إجراءاته.
فقداننا للغالية الأستاذة بارعة خسارة حقيقية ليس لأهلها وأصدقائها وحسب وإنما للعمل التي تركت فيه بصمة لا تمحى ولن تنسى.
بدموع وحسرة شارك أصدقاؤها وزملاؤها في وزارة النقل تشييع جثمانها إلى مقره الأخير، وبألم وحرقة ما تزال تحرق العيون التي بكتها والقلوب التي أحبتها يتحدثون عنها وعن غيابها الأليم و ما تزال صورتها تتراقص كضوء شمعة أمام أعينهم.
من الصعب أن نقول وداعاً بارعة بيلتو، ومن الصعب تذكرنا بأنها لم تعد متواجدة معنا، لكنها سنة الحياة وإرادة الله، هذه الإرادة التي علينا تقبلها رغم الوجع ورغم الألم، لكن ما يعزي قلوبنا هو أننا لن ننساها وستبقى ذكراها العطرة في نفوسنا وستبقى نتائج إنجازاتها تتحدث عنها مع كلامها الطيب الصادق البريء المزدان بتاج الأدب والخلق الرفيع والحياء.
بارعة بيلتو تركت نموذجاً معطاءً يحتذى به لمن أراد أن يعرف معنى العطاء والحب.
رحم الله الأستاذة بارعة بيلتو وأدخلها فسيح جناته مع الصالحين والصديقين والأبرار ولا يسعنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، سائلين المولى أن يغفر لها ويعف عنها ، ويكرم نزلها ، ويوسّع مدخلها ، ويغسلها بالماء والثلج والبرد ، وينقها من خطاياها كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، ويبدلها داراً خيراً من دارها ، وأهلاً خيراً من أهلها ، ويرحمنا ووالدينا وجميع السابقين.