أنــــــــــــــا الــعـــــــــــراق
مِنْ أينَ أبدأُ يا صِحابُ شِكاتي ...
ولمن أبُثُّ بلوعةٍ مأساتي
فلقد كتمْتُ مَواجعي مُتصَبِّراً ...
وكتمْتُ عند أحِبتي آهاتي
مُتصَبِّراً كالليثِ وَسْطَ عرينِهِ ...
ويرى الثعالِبَ تصْحَبُ الحيّاتِ
وخناجرُ الغدرِ انْبَرَتْ لِمَقاتِلي ...
منْ ناصِرِيِّي أَعُدُّهُمْ ، وحُماتي
والأخوةُ الأعداءُ قد دأبوا على ...
دَوْرٍ لتأبينٍ .. ودفْنِ رُفاةِ
لكنني وأنا المُطَوَّقُ قَيْدُهُ ...
لا لَنْ أَذِلَّ وأَنْحَني لعِداتي
لكنَّني وأنا المُضَمَّخُ جُرْحُهُ ...
فَمُحالَ يوماً .. يَكْسِرون قناتي
فأنا العراقُ .. أنا العراقُ وإنَّني ...
أَبْقى العراقَ ومُلْهِمَ القاداتِ
.........
والبصرةُ الفيحاءُ فاسألْ شَطَّها ...
مَنْ قد بَناها مَعْقِلاً لِبُناةِ
والكوفةُ الغراءُ كان ( علِيُّها ) ...
شمسَ البلادِ وسيدَ الساداتِ
فيها ابْنُ مسعودٍ يُعَلِّمُ أُمَّةً ...
ـ أَمـَّتْ إليها ـ مُحْكمَ الآياتِ
والفِقْهُ في أرضي ترعرعَ أهلُهُ ...
فأبو حنيفةَ فِقْهُهُ كـ ( فُراتِ )
والشافعيُّ وأحمدٌ أو جعفرٌ ...
أعلامُ فقهٍ بَدَّدوا الظلماتِ
ومدارسُ النحوِ انْبَرَتْ بمرابعي ...
فببصرتي و بكوفتي و فلاتي
ومدارسُ القرآنِ عندي أربعٌ ...
مِنْ سبعةٍ فليقرأوا صفحاتي
أما التصوفُ فاسألوا في كَرْخِها ...
عن بِشْرِ عن مَعْروفِ في الحاراتِ
وعنِ الجُنَيْدِ فإنه عَلَمٌ بها ...
والكاظميةُ مَرْقَدٌ لِهُداةِ
والشيخُ عبدُ القادرٍ قمرٌ سَما ...
ومِنَ الرصافةِ شَعَّ كالمِشْكاةِ
فأنا العراقُ أنا العراقُ وإنَّني ...
أبقى قويّاً رافِعاً راياتي
.........
قد كنتُ كعبة َ مَنْ يُريدُ تَعَلُّماً ...
تَهْفو الملوكُ لكي ينالوا هِباتي
فاسألْ ملوكَ فِرَنْجَةٍ عن عزتي ...
واسأل ملوكَ الرومِ عن صَوْلاتي
واقرأْ خِطابَ فَوارِسي ( نَقْفورَهم ) ...
واسألْ ( عَمورِيِةً) تَجِدْ عَزَماتي
هذا الرَّشيدُ مُخاطِباً لِسَحابَةٍ ...
فالأرضُ أرضي والخَراجُ سَيآتي
أنا لن أموتَ ولن أكونَ فريسةً ...
أنا ما عَقِمْتُ ... سَتَنْبَري حُرّاتي
وَسَتُنْجِبُ الأبطالَ رغمَ مَصائِبٍ ...
رغمَ العِدى ، ويعودُ أَهْلُ شَتاتِ
أنا واحدٌ ومُوَحَّدٌ أنَا مِحْوَرٌ ...
أنَا قُطْبُ هذي الأرضِ في دوراتي
فأنا العراقُ أنا العراقُ فاقرأوا ...
سِفْري وتاريخي وكُلَّ* صِفاتي
عبد العزيز الجميلي
الفلوجة/ 1/10/2011