عناوين الأعمال الأدبية الفلسطينية حملت الوطن ...وحافظت على الحلم بالعودة

بقلم : سمير عطية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



سكنت فلسطين في وجدان أبنائها ، وعاشت بكل مفردات أحداثها في قلوب أدبائها ، فسطروا بالأقلام عن مرارة اللجوء وحلاوة الاشتياق والتمسك بقناديل الأمل رغم ليل الغربة المظلم والطويل ..


عبر السطور التالية سنتوقف عند عناوين الأعمال الأدبية لمبدعي فلسطين ، سواء من بقي منهم يسكن في جزء من تضاريس الوطن أو من سكن مرغما في دروب الشتات .

ونحن بهذه الوقفة نحاول أن نعرف كيف عبر الأدباء عن القضية من خلال أعمالهم وما سطرته أقلامهم .

* المخيم :

هذا المكان الصغير في مساحته ، الممتد عبر تضاريس متعددة في فلسطين وخارجها ، نقف عند أعتاب تجربته الثرية ، وما تركه في نفوس الفلسطينيين من تجارب مختلفة ، امتدت في زخمها لتعبر الحدود ، وتحلق عبر الآفاق ، وتنسكب جرحا مع سيول الأنهار .

هذه الكلمة لم تكن كلمة عادية في قاموس الشعب الفلسطيني ، ولم تمر على الأدباء مرورا عابرا ، كيف لا وهم من أبناء هذا الشعب ، يعيشون معه في كل لحظة ،ويعايشونه في كل تجربة.

لقد ورد الحديث عن المخيم في عناوين روايات عديدة مثل (العودة إلى المخيم ) لإبراهيم العلم و(المخيم) لجمال جنيد و(مخيم في المريخ) لعارف الآغا .

أما في ميدان القصة فنجد ( أزهار على مقبرة المخيم) لعمر محمود محاميد .

و الخيمة المثقوبة لمصطفى مراد . ونجد خناس المخيم ( قصص ) لوليد علي رباح .

وقد انتبه القصاص إلى أهمية الكتابة عن هذه التجربة للجيل القادم فصدرت عدة أعمال قصصية موجهة للأطفال مثل ( الرجال والخيم ) لمنصور ثابت والمجموعة القصصية لعلي الحسيني والتي كانت تحت عنوان ( الصمت والمخيم ).

ولم يغب اسم المخيم عن عناوين الدواوين الشعرية ، وهو بهذا الاسم ينطلق من ضيق المكان ومحدوديته إلى آفاق رحبة تحكي عن وطن مثل الديوان الشعري ليوسف عبد العزيز

( وطن في المخيم ) ، ونراه يتأثر بأجواء التجارب التي مرت على مخيمات الفلسطينيين في الشتات في ديوان يوسف أبو لوز ( صباح الكاتيوشا أيها المخيم) .

وهي مفردات من التحدي نجدها في عنوان ديوان آخر ( المخيم ...أنشودة الإعصار )

لسميح فرج . وكذلك في ديوان ميخائيل عيد ( قمر المخيم لا يساوم) و( انتشار على أبواب المخيم ) لعلي فتح الله الخليلي .

وقد تكررت لفظة " المخيم" في عناوين الأعمال الدواوين مما يعطي مؤشرا واضحا على أهمية هذه القضية التي شكلت في بعدها الجغرافي وعاء لكثير من القضايا الأخرى .

ولقد احتوت بعض العناوين على قضايا مهمة لازمت الإنسان الفلسطيني في نكبته التي استقرت في المخيمات فكان الرحيل أمرا حتميا لنهاية استقرت في مكان اسمه المخيم وهنا نختم هذا المحور بالديوان الذي حمل هاتين القضيتين (الرحيل إلى مرافئ المخيم ) لسامي إدريس . ولننتقل للحديث عن مصطلح " الرحيل " في عناوين الأعمال الأدبية الفلسطينية .

* الرحيل :

رغم مرور أكثر من خمس و خمسين عاما على النكبة والتهجير إلا أن القاصة والروائية الفلسطينية اختارت عنوان ( رحيل ) لروايتها الصادرة عام 2003، مما يدلل على المعنى العميق وأثرها الكبير في النفس الفلسطينية التي ذاقت تجارب مختلفة ومتعددة اشترك معظمها في هذه الكلمة .

ولقد وجدت هذه الكلمة قد تعدد استخدامها عند الأدباء فقبل رواية جهاد الرجبي الآنفة الذكر ، طالعتنا رواية ( عكا والرحيل ) للكاتبة آلن جبرا شاهين .

ووجدناها عنوانا لمجموعة قصصية لسمير اسحق اختار أن يدق الكلمة في القلوب كأنها ناقوس خطر فجاءت ( الرحيل ) عنوانا لقصص اختار لها صاحبها دربا تمشي عليه ،

ربما سار عليه من قبل في رحيله عن الديار .

وهنا يأتي الرحيل مرة أخرى عنوانا مهما لقضية ارتباطا وثيقا بمفردات أخرى لا تقل أهمية عن الرحيل ، كيف لا وهذه المفردة هي الوطن بكل ما تحمله من يقظة شعور وانكسار حلم وتوهج عاطفة ، ولذا جاء (الرحيل إلى عيون الوطن ) لروحي رباح كي يفتح نافذة أخرى على الوطن نطل منها وفي جعبتنا الكثير من الحنين اذي سطرته الأقلام في عناوين القصص والروايات والأشعار .