خدعونا فقالوا:
إحراق مكتبة الإسكندرية
يدعي بعض المستشرقين أن إحراق مكتبة الإسكندرية –والتي أُسست في القرن الثالث قبل الميلاد وكانت تحتوي على بضع مئات من آلاف المجلدات الثمينة والبرديات المخطوطة النادرة- يعود إلى عمرو بن العاص بأمر من الخليفة العادل عمر بن الخطاب برواية مفتعلة طرحها يوحنا أحد علماء الإسكندرية والذي ثبت أنه مات قبل الفتح الإسلامي لمصر بعدة سنوات.
ويزعمون أن هذه الرواية الكاذبة توجد في كتاب (الإفادة والاعتبار في أمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر) لعبد اللطيف البغدادي. ولكن من يرجع إلى هذا الكتاب ويقرؤه من أوله إلى آخره فلن يجد ذكرا لهذه الأكذوبة الحاقدة.
لذا أنكر غوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب) هذا الادعاء من أساسه لأنه يعتقد أن عادات العرب والمسلمين تأبى عملا مشيناً كهذا.
بينما لويس ايميلي سيديو يؤكد أن يوليوس قيصر إمبراطور روما لما هاجم بأسطوله ساحل مصر في عهد الملكة كليوباترا في عام ثمانية وأربعين (48) قبل الميلاد أمر بإضرام النار في السفن الراسية في المرفأ فامتد اللهب إلى الأبنية المجاورة فاحترق القصر الملكي والمكتبة العظيمة الملحقة به.
وأكَّد سيديو أن العرب والمسلمين عندما دخلوا مصر أعادوا لها مكانتها العلمية.
ويُذكر أن المكتبة أحرقت أول مرة بأمر من الإمبراطور تيودوسيوس عام مائتان وتسعة وثمانون (289) قبل الميلاد.
المصدر الدفاع, علي: رواد علم الطب في الحضارة العربية والإسلامية. مؤسسة الرسالة, بيروت, ط1, 1419هـ/1998م. .ص 42-43
نقلا عن موقع زادترين